2016/10/25

زهير قنوع لبوسطة: أنا وأمل عرفة ثنائي مستمر.. والدراما السورية كالعنقاء
زهير قنوع لبوسطة: أنا وأمل عرفة ثنائي مستمر.. والدراما السورية كالعنقاء

خاص بوسطة – دانا وهيبة

مخرج ومؤلف سوري شاب بدأت شهرته تتسع منذ توليه لدفة إخراج مسلسل "وشاء الهوى" ومن حينها توالت أعماله التي غلب على معظمها الطابع الكوميدي، فأنجز عدة أعمال بالكتابة والإخراج منها: "أبو جانتي" و "سيت كاز" و "يوميات مدير عام 2" و " شهر زمان" و "دنيا 2015" الذي كتب نصه بالشراكة مع النجمة أمل عرفة.

بوسطة التقت المخرج زهير قنوع وأجرت معه الحوار التالي:

ما سبب غيابك كاتباً ومخرجاً عن الموسم الدرامي في العام الماضي؟

السبب الرئيسي لغيابي هو عدم وجود عروض جيدة، فقد عرض عليّ أكثر من مشروع مع جهات انتاج داخل وخارج سوريا، الا أن التفاصيل والمواصفات الفنية لم تكن بحجم طموحاتي، وأعتقد أنني في الموسم الأسبق قدمت عملين لائقين من تأليفي وإخراجي هما "دنيا ٢٠١٥" و "شهر زمان"، وينبغي أن أحقق تطوراً بعد هذين العملين، ومن هنا تأتي أهمية الاختيار ومسؤوليته، وبرأيي أن مستوى تواجدي فنياً وجماهيرياً يعتبر أهم من التواجد بحد ذاته.

هل ستحضر في الدراما السورية لهذا الموسم؟

بالنسبة للموسم الحالي سأشارك في الدراما السوريا على الأقل من خلال تأليفي لنص مسلسل جديد بعنوان "سايكو" بمشاركة النجمة أمل عرفة صاحبة فكرة المشروع، وهو نص جديد كلياً، وجريء، يعتمد من حيث بنية الكتابة على قدرات أمل عرفة الاستثنائية في الأداء، واعتقد أنه من أهم النصوص التي كتبتها خلال مسيرتي، وأقربها الى قلبي، وأتمنى التوفيق للقائمين على انتاج هذا المشروع، وكلي ثقة بقدرات الاستاذة أمل والزملاء المشاركين، وبالمخرج الواعد الذي سيتولى اخراج العمل. ولن أفصح أكثر عن العمل لكنني أعد الجمهور بنص كوميدي مشوق ومتقن، يحترم عقول وأحوال الناس، كما سينجح برسم الابتسامة على وجوههم، وهذا الأمر يعنيني أنا وأمل كثيراً بكل تأكيد. أما بالنسبة لتواجدي كمخرج فلا شيء مؤكد حتى الآن، ولكن من الممكن أن أقوم بإخراج عمل سوري لعام 2017، بعد الانتهاء مِن مسلسل "أدهم بيك "

 

لماذا لم تخرج بنفسك نص مسلسل "سايكو" ولا سيما أن شراكتك مع أمل عرفة في "دنيا ٢٠١٥" تعتبر تجربة هامة؟

"أنا وأمل ثنائي مستمر دائماً وبكل الأحوال. والحقيقة أن الجهة المنتجة والاستاذة أمل اتصلتا بي للتعاقد على اخراج العمل، لكن انشغالي بإخراج مسلسل "أدهم بيك" في لبنان منعني من الموافقة، خاصة وأن انطلاقة العملين تبدأ في نفس التوقيت تقريباً، وكنت قد تعاقدت مع شركة "مروى غروب" على اخراج مسلسل "أدهم بيك" أولاً.

هل السبب ذاته منعك من الموافقة على اخراج مسلسل "بقعة ضوء 13"؟

نعم لذات السبب، وتمنيت لو سمح لي الوقت بإنجازه لهذا العام كون "بقعة ضوء" مشروع أحبه كثيراً.

هذا التعاون هو الثاني لك مع شركة "مروى غروب" للإنتاج، ما هو سر هذه العلاقة الوطيدة؟

ليس هناك أي أسرار، والأمر لا يتعدى العلاقة الاحترافية بين منتج ذكي، ومخرج حاضر في السوق الدرامي العربي. فالمنتج مروان حداد صاحب الشركة هو منتج كبير وناجح ومحترف ويعرف السوق اللبناني والعربي جيداً. ويثبت تواجده بأربعة أعمال في كل عام على الأقل، وغالباً ما تحقق جميعها أعلى نسب مشاهدة في لبنان. كما أنه يستخدم مخرجين وكتاب من لبنان وسوريا أحياناً، وبسبب تعاملنا الناجح سابقاً أصبحت كمخرج من ضمن خياراته، فأرسل لي نص "أدهم بيك" وأعجبت به كثيراً. وأنا كمخرج سوري وعربي عملت سابقاً في سوريا ومصر ولبنان، وربما سأعمل لاحقاً في بلدان عربية أو أجنبية أخرى بحكم طبيعة الاحتراف، فنحن نعمل في الدراما عموماً سواء كانت سورية أو غير سورية، رغم تفضيلي العمل على مشاريع درامية سورية لائقة بكل تأكيد.

حدثنا عن تفاصيل "أدهم بيك"

نص العمل تاريخي روائي تجري أحداثه في عام ١٩٤٠، قصته مشوقة وعميقة للكاتب طارق سويد الذي يقدم نفسه من خلاله كأحد أهم الكتاب اللبنانيين الحاليين، كما أن العمل ضخم ينسجم مع طموحاتي بتحقيق عمل هام من حيث الشكل والموضوع. ومن هنا أتت الموافقة ولا سيما بوجود ممثلين هامين وعلى رأسهم النجم يوسف الخال.

بالنسبة لمشروعك الشخصي هل حققت شركة "مِداد" آمالك وطموحاتك إلى حد الآن؟

بالتأكيد، فأنا أعتبر أنني حققت انجازاً هاماً بافتتاح شركة "مِداد" الخاصة للإنتاج والتأهيل الفني وأقمت دورات لكتابة السيناريو وتعليم مهن الإخراج، وتم تخريج دفعتين حتى الآن وهذا أمر يهمني جداً ويشعرني بالإنجاز الحقيقي، كما قامت شركتي بتنفيذ العديد من الأعمال الفنية والمونتاج والغرافيك لأكثر من مسلسل إلى جانب عدة مسرحيات وافلام قصيرة، وأصبحت الشركة اسماً حاضراً بشكل لائق بين شركات الانتاج الفني المحترفة في سوريا. ومن وجهة نظري فإن الدراما السورية تعاني من نقص معرفي كبير بكافة الاختصاصات وأتمنى أن يكون هناك العديد من المشاريع المشابهة لـ "مداد" كي نستطيع تأهيل جيل متعلم من الفنيين والمبدعين.

- علمنا عن تحضيرك لمشروع سينمائي جديد، فما هي تفاصيله؟

لا يمكنني حالياً التصريح عنه، إلا أن السينما هي وجهة أكيدة، لكن لم يحن موعد التوجه إليها بعد.

هل أنت قلق على مشروع الدراما السورية؟

رغم تفاؤلي بشكل عام وهو أمر معروف عني حتى في اقسى حالات الضعف، إلا أن القلق موجود بكل تأكيد، فالدراما السورية تمر بأصعب مرحلة على الإطلاق، والنهضة بالدراما السورية مجدداً يحتاج الكثير من الجهد والعمل بصدق من قبل كافة الجهات المعنية وصناع الدراما كأفراد، ويبقى الأهم هو ثبات هذا المشروع، ولاحقاً ستأتي الحلول، حيث لا يمكن تجاهل دور الأوضاع السياسية والانسانية القاسية والظروف القاهرة التي يمر فيها بلدنا الحبيب في التأثير على حياة السوريين بشكل عام، وبالتالي على صناع الدراما وأحوالهم، وأعتقد أن سوريا ودراماها كالعنقاء، ستتألق من جديد لكننا اليوم جميعاً نعيش حالة يمتزج فيها الحزن بالعمل والانتظار.

في ظل هذا الازدحام في المشاريع الفنية...ماذا عن العائلة وآدم؟

العائلة بالنسبة لي هي كياني وذاتي، وأنا أحاول دائماً ألا أخرج من دائرة والدتي وإخوتي واخواتي وأفراد عائلة زوجتي أيضاً، فهم السند الحقيقي والطاقة الإيجابية التي لا تنضب، والحمد لله أتمتع بعلاقة ممتازة معهم جميعاً. أما ابني آدم فهو نعمة الحياة والأمل والروح وأرى أنه طفل خاص ومختلف ومحبوب، والفضل بذلك لله ولتربيته الجيدة. أما عن زوجتي وشريكتي فهي التي تنظم حياتنا ولها الفضل الأكبر بوجود التوازن، رغم انشغالها الكبير في الشأن المجتمعي السوري، والكتابة التي تأخذ الكثير من وقتها.

- ما هي آخر مشاريع زوجتك الكاتبة نورس سريّو؟

أنجزت نص مسلسل بعنوان "في ظل آدم" وهو نص رائع أتمنى أن يرى النور قريباً، وتعمل حالياً على نص عربي جديد بعنوان "مشاعر" وسيكون نصاً جماهيرياً وقيماً بآن واحد، فأنا أرى أن نورس كاتبة مهمة وما هي الا مسألة وقت لتكون بين أهم الكاتبات بكل تأكيد.

هل من الممكن أن نراك مخرجاً لأحد نصوصها؟

اتشوق شخصياً لإخراج أحد نصوص نورس، وأتمنى ان توفقني الظروف لذلك.