2016/08/25
الحياة - أمين حمادة
لدمشق سبعة أبواب، يشبه التنقل بينها عبور التاريخ تحت قناطرها، كذلك تتمتع ديمة قندلفت ابنة الشام بسبعة أرواح تختار منها ما يناسب كل ورق وتحققه أداء مجسداً أمام عدسة، بكل أداة داخلية وخارجية يمتلكها أو يبدعها ممثل، فتنتقل من شخصية إلى أخرى بين عمل وآخر، كأنها أصبحت فناناً آخر كلما عبَر القنطرة إلى الدور، خلع تفاصيل ولبس تفاصيل أخرى، تختلف فيها حتى طبقة الصوت وطول القامة. كلها أنثى متمردة وكلها ممثلة تكشف في مقابلة لـ«لها» خطوطاً عميقةً من عملها وحياتها الخاصة وأحلام الغد...
- حصدت جائزة أفضل ممثلة عربية من «موريكس دور»، كيف تلقّيت التكريم الذي تستحقّينه فعلاً، لا سيما أن المهرجان أثار جدلأً كبيراً حول الصدقية؟
نلت الجائزة عن مجمل أعمالي ومشاركتي بشخصيتي «نجوى العسّاف» في «24 قيراط» الذي كان بالنسبة إلي تحدّياً مختلفاً جداً عن كل ما قدمته وأكبر من عمري الحقيقي، و«مايا» في «علاقات خاصة» التي استطاعت شدّ الجمهور وإضحاكه وإبكاءه، ومحاكاة عقله وقلبه، بعدما جسّدتُ شخصية وخطاً درامياً رومانسياً في منطقة حسّاسة لدى المشاهد العربي الذي لم يعد يفصل بين «مايا» وديمة في الحلقات الأخيرة بسبب التفاعل الكبير مع الشخصية.
لذا السؤال هنا ينبع من ذاتي، هل أنا أستحقّ التكريم أم لا؟ هذا ما يعنيني من دون الدخول في دوائر أخرى لا علاقة لها بي وبعملي وجهدي الذي بذلته. المحكّ هنا هو الاستحقاق، وأظنّ أن الجواب واضح والناس يعرفون من يستحقّ ومن لا يستحق.
- فلنبدأ بأدوارك في الموسم الماضي، ماذا رأيت في «خولة» التي جسدتها في مسلسل «بلا غمد»، لا سيما أنّ صورك بالحجاب أثارت الكثير من الجدل قبل العرض حتى؟
كانت المرة الأولى التي أرتدي فيها الحجاب. نشرتُ صورة لشكل الشخصية وملامحها ووضعتها على «الإنستغرام»... أحبّ أن أتابع وقع الأمور على كل من يتابعونني. معظم الناس قالوا إنني جميلة بالحجاب ومن دونه. وراقت لي فكرة تقبّل الآخر كيفما كان شكله. ومن جهة أخرى، لفتتني تعليقات عن الهداية، وأنّ «زوجها حجّبها وأشهرت إسلامها...». علماً أنني بغضّ النظر عن ديني لن أتحجّب.
«خولة» امرأة متمرّدة، خريجة جامعة مثقفة ومختلفة عن بيئتها، ترفض ما يحصل فيها من عنف مسلّح، خصوصاً عندما يقود زوجها مشروعه الإسلامي المتطرّف ويعتنق الفكر التكفيري، وسلاحها الوحيد الذي يمكن أن تحاربه به هو أنه يحبّها كثيراً. هي الأنثى الوحيدة في الحارة التي لم تستسلم وتهرب في النهاية. إنها رمز مقاومة الانجرار وراء العنف بنوعيه المادّي والفكري.
- ماذا عن دورك كمغنية في مسلسل «أحمر» وارتباطه بالغناء؟
شاركت في العمل بسبب الرغبة في التعاون مع صنّاعه وإصرارهم على وجودي معهم فيه. «رشا» مغنّية تربطها علاقة قوية جداً بأمّها النجمة السينمائية المتقاعدة بسبب مرض ألزهايمر. تسيطر عليها مشاعر هي مزيج من الإحباط والغضب لحال أمها، وترى في نفسها استمراراً لها، لذا تطمح وتسعى بقوة إلى تحقيق ما عجزت والدتها عن تحقيقه.
في سبيل الوصول إلى هذا الهدف، تتورط رغماً عنها ورغماً عن طيبتها وبساطتها، بما لا تحب، غير مدركة أن ثمن ما تسعى إليه كبير جداً في بيئتها. وفي «أحمر»، دخلتُ مضمار الغناء، وسجلنا أربع أغانٍ منوّعة معظمها قديم جداً.
- هل من عودة إلى مشروع الغناء الذي لازمك منذ البداية التي ستروين لنا تفاصيلها؟
كانت هوايتي في صغري، ككل طفلة تحس في نفسها أنها قادرة أو موهوبة، أن أغني. وأثناء دراستي انتسبت إلى «جوقة الفرح» لما يقارب العشر سنوات، اخترت من بعدها مهنتي العملية، حيث توجهت الى المعهد العالي للفنون المسرحية بالتزامن مع دراستي في كلية الاقتصاد. كنت أدرك أنني سأجد نفسي في المجال الفني، سواء في التمثيل أو الغناء أو الإخراج أو الرقص، ولم أكن أرغب في الجلوس إلى مكتب... لا أرى نفسي مهندسة أو موظفة أو معلّمة. وكانت البداية في الغناء.
بدأت بالغناء وسأستمر فيه. أعرف أنّ قدراتي الصوتية محدودة، لكنّ لها خصوصية ولها علاقة بالإحساس والأذن الموسيقية، وأنا أستغل ذلك في التمثيل ويفيدني جداً في أي شخصية أقدمها، فأوظف هذه القدرات في نطق الكلمة والجملة وإيقاعها الموسيقي، وباللهجات كتجربتي في «حدث في دمشق» عندما تحدثت باللهجة الحلبية، بالإضافة إلى طبيعة الصوت المستخدمة، في «24 قيراط» مثلاً، استخدمت طبيعة صوت مختلفة عن السابق تماماً. سأقوم في مقبل الأيام بعمل فنّي غنائي، لكنه سيكون درامياً ومسرحياً ومرتبطاً بالاستعراض. هو أقرب إلى الأوبرا، أو فيلم «مولان روج» مثلاً.
- ماذا عن بدايات التمثيل وأول أجر؟
ربما وُلد الحافز بسبب ريمي بندلي. هي اول شخص غرت منه. أظننا ولدنا في العام نفسه. كنت في مدينة جبيل وعمري 7 سنوات وأشاهد لها مسرحية ومرت من امامي ترتدي فستاناً أبيض وتغني وكل الناس فرحة بها، بكيت وغرت جداً حينها.
رحلة التمثيل بدأت عندما كنت أعمل مع سامر المصري وباسل خياط في مسرحية «أبيض وأسود» حيث كنت راقصة تعبيرية لوحدي على المسرح بعد كل مشهد يقدمانه. صممت الرقصات حينها، ولفتت المسرحية الأنظار فتلقيت عرضاً من مسلسل «أبيض أبيض» لعابد فهد في بداية تجربته الإخراجية، للمشاركة في البطولة مع نضال سيجري وفرح بسيسو. لم أكن أعرف ماذا يعني النص والورق، وصلني صندوقان ضخمان لم أتمكن من حملهما على درج المنزل. أجري كان 125 ألف ليرة سورية، ولم أهتم به بل أغرتني التجربة كثيراً.
- أخبرينا كم يبلغ أجرك اليوم... وما رأيك بالأرقام التي تنشر في هذا السياق؟
لا أجر استثنائياً اليوم لديّ، ولا أتصوّر أن ما يكتب كترتيب وأرقام صحيح، والامر لا يعنيني، أن آخذ أقل أو أكثر، فالأجر ليس مكان المنافسة عندي، ومن المعيب أن يستعرض أحد أجره وأنه الاغلى والاعلى. اذا اقتنعت بالعمل وتبنيته، أساير في الأجر، وإذا لم يقنعني العمل فلن اقبله مهما بلغ الأجر... لست ماركة تباع او تُشرى.
- هل جمعت ثروة أم بعد؟
جمعت المال من عملي، لكنه لا يصل إلى مستوى توصيفه بـ «الثروة».
- كيف كانت تجربة الوقوف أمام عدسة الفنّان القدير أيمن زيدان كمخرج في مسلسل «أيام لا تنسى»؟
أمضينا أياماً جميلة في التصوير لأننا صنعنا وقدمنا مشاهد جميلة تليق بنا وبالجمهور. أيمن زيدان إحساسه عالٍ، هادئ الطباع، وكلاسيكي. وهذا العمل أعادني إلى الخلف كثيراً، ربما بسبب الشخصية التي أديتها، شعري «موديله» كان قديماً، استمتعنا ببروفا الحوار قبل كل المشهد، تبنينا طريقة الأستاذ زيدان بسرور لأنها جذبتنا، وطريقة العمل والتنفيذ تشبه الورق المكتوب، اي لم يتعارضا أبداً. هو لطيف جداً، يركز كثيراً على أداء الممثل، يحب التفاصيل ويلتقطها ويخدمها لأنه ممثل أيضاً. أحببت الشخصية لأنها شخص حر ومتمرد على قوانين المجتمع وتقاليده. لا أحب المرأة المستكينة ولا المستسلمة، لا كأنثى على الورق ولا في الحياة حيث سأظل متمردة.
- لماذا اعتذرت عن المشاركة في بطولة مسلسل «خاتون»؟
اعتذرت عن «خاتون» بسبب التباين في وجهات النظر الفنية فقط من دون أي سبب آخر، لكن حصلت بعض الخلافات في الرؤية الفنية وفي الأدوات التي أحتاجها. هم يجدون الشرط مناسباً للشخصية، ولكنني لم أجده مناسباً، بخاصة انني لا أحب أن أؤدي دوراً الا عندما أكون مقتنعة به 100 في المئة.
- ما رأيك بالدراما السورية في الأزمة وبعد الموسم الحالي؟
بشكل عام، قطاع الدراما تأثر مثله مثل كل القطاعات في سوريا لأننا في حرب حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. لا يمكننا إلا أن نحترم كل الجهود التي صنعت خلال السنوات الأخيرة دراما تليق بنا من جهة، وبعضها الآخر كان ضعيفاً فسقط. أحترم الجميع على جهودهم ومقاومتهم خلال سنوات الحرب هذه، وأتصوّر لو أن ما حصل في سورية حصل في بلد آخر، لما كانت بقيت دراما ولا غيرها. ولكن من واجبنا ألا نستمر في الاحتفال بذلك، لأن هناك نقاطاً يجب تسليط الضوء عليها. يجب ان نتعلم من أخطائنا، وندرك تأثير الكلمة والفكرة في الناس. علينا أن نكون حريصين وعلى قدر المسؤولية، فالكاتب يجب أن يكون على قدر ما يكتبه، وعلى الممثل أن يختار الدور جيداً. في الظروف الحالية، أصبح للكلمة وقع كبير. ومن نتائج الحرب أن الدراما بليت بدخلاء... هي مرحلة وستمضي.
- البعض يرى أن الدراما السورية فقدت أخيراً شيئاً من هويتها... ما رأيك؟
إذا كان المطلوب تسطيح الدراما فهذا خطر يجب تداركه. الدراما السورية لم تنجح إلا لأنها كانت ابنة بيئتها، وستفشل اذا ابتعدت عنها. وطلبُ أعمال سورية بعيدة عن خصوصية المجتمع السوري هو بمثابة حرب أخرى، حرب على مستوى فكري واجتماعي، ولن نقبل بذلك لأن الدراما السورية تعكس واقع المجتمع السوري، في الحرب أو في السلم، ولا يمكننا أن نسلبها هويتها. والناس يتوقعون منا الكثير، ولا أعلم إن كنا على قدر توقعاتهم. هم يبحثون عن دراما عميقة وحساسة تأخذهم بعيداً من واقعهم.
- وما هو دور الممثل في تجنب الأخطار التي تتحدثين عنها؟
مسؤولية الممثل من أصغر المهمات وأضيق الابواب. وأضعف الإيمان أن أقرأ دوراً وأقول عنه مناسباً أو غير مناسب، أحبه أو لا أحبه. الممثل يلعب دوراً كبيراً في نجاح العمل، على الرغم من أن المسؤولية تتشعب، إذ يأخذ بعض الممثلين النص الى أماكن أفضل بسبب خبرتهم وبراعتهم.
- كيف تختارين أدوارك؟
يهمني الصدق في الأداء، فإذا لم أصدّق الدور لا يمكنني تقديمه أبداً. اختيار الدور والتدرب عليه وتقديمه تستغرق رحلة طويلة. وإذا احببت الشخصية أخدمها، فأطلع على تاريخها وأدق تفاصيلها وأطرح الكثير من التساؤلات حول طباعها وطريقة كلامها وعوالمها وما تحب وما تكره. وعندما أتمكن من صفات الشخصية أخرج بها الى العلن وأعيشها بتفاصيل لباسها وحركاتها وصوتها.
- هل تتفردين بطريقة او سلاح خاص؟
قبل البدء بالتصوير، أكتب على ورقة ملخصاً عن الشخصية، صفاتها وحركاتها وردود فعلها. هذه الورقة هي البوصلة والبداية، وقد استخدمها اثناء التصوير بسبب التعب أو الحزن أو المرض أو غيره، وقد لا أستخدمها ابداً.
- هل سنشاهدك في الدراما المصرية قريباً؟
لا أمانع في المشاركة في أي عمل مصري. لكن الى اليوم، فتحت لي الدراما المصرية باباً صغيراً لا يمكنني الدخول منه، في انتظار الباب الكبير الذي يتيح لي ذلك.
- ما رأيك بالدراما اللبنانية اليوم خاصة أن والدتك لبنانية؟
حققت الدراما اللبنانية في الفترة الأخيرة نجاحات باهرة، وهناك أعمال لبنانية بحتة قُدمت ولوحظ فيها تطور كبير وحققت نجاحاً في العالم العربي وليس في لبنان فقط. وهذا بعين المشاهد وليس بعين الناقد وحده.
- ولكنها بعين الناقد لا تزال بعيدة عن واقعها...
ربما لأن المجتمع اللبناني يحمل اختلافات وتناقضات، فنشهد دائماً جهة واحدة في الدراما. تركيبة المجتمع اللبناني خاصة جداً ولا يمكن تناولها بعمل أو اثنين أو ثلاثة، إلا في حال قدمت عملاً واحداً ضخماً يضم كل المكونات. الموضوع تراكمي أيضاً، لا يولد اليوم وينجح غداً، حتى الدراما السورية احتاجت الى سنوات حتى وصلت الى ما هي عليه اليوم. ومن الأسباب أيضاً ابتعاد النصوص عن الواقع، فلا يمكن أن نصوّر دائماً في فندق «خمس نجوم» وفيلات وملاهٍ ليلية! طبعاً هذه الحالات موجودة، لكنها لا تمثّل كل الشعب اللبناني وأسلوب حياته.
زواجي
- هل اثّر زواجك في خياراتك الفنية، وكيف اثر فيك شخصياً؟
زواجي لم يؤثر أبداً في نوعية أدواري، فقد اقدم دوراً يناسبني، وقد أرفض عملاً لسبب ما. كل شيء يتعلق بمهنتي هو من خياراتي الخاصة، لكن قد تختلف نظرتي الى ما أريد تقديمه وتجسيده، بخاصة مع مرور الوقت، وذلك أمر طبيعي يواجهه أي ممثل... وكإنسانة تعيش الحب، أصبحت أكثر هدوءاً واستقراراً، وخفّ تعبي مع وجود شريك يدعمني بمحبة واحترام.
- تزوجت من دين آخر... كيف أقدمت على هذه الخطوة؟
تمرّدت في زواجي على أحكام المجتمع المسبقة، على مجموعة قيود وعادات وتقاليد أعرف انها موجودة وأنني سأواجهها، وكان الأسلم ألا أصطدم بها، لكنني استعددت لكل الاحتمالات قبل أن أقدم على خطوة لم تكن عادية. ومن خلال تجربتي أقتنعت بأنني إذا كنت أؤمن بشيء ومقتنعة به 100 في المئة، فسأدفع المجتمع للإيمان بما أؤمن به. ورغم ذلك فالصعوبات التي واجهتها كانت اقل بكثير مما توقعت.
- كيف التقيت بزوجك، خاصة أنه كان وزيراً للاقتصاد حين تزوجتما؟
فكرة ان زوجي وزير لم تخطر يوماً في بالي. هو رجل التقيته وأحببته وشعرت بأن من الممكن أن أكمل حياتي معه. قابلته عندما رجعت الى كلية الاقتصاد بعد انقطاع في عام 2013. كنا نتبادل أحاديث عابرة ولكنها جعلتنا نتعرف على ذهنيات بعضنا بعضاً.
- متى كانت اللحظة الفاصلة في الإقدام على الزواج؟
طلب اليد لم يكن لحظة فاصلة، فعندما شعرت بأنني جاهزة وحصّنت نفسي لمواجهة كل طارئ، أقدمنا على الخطوة معاً. أخبرت أهلي تدريجاً، واستوعبوا قراري برحابة صدر لأنني طرحت عليهم مشروعي بأسلوب لبق ومقنع.
- هل تفكرين بإنجاب طفل قريباً؟
أفكر في الحمل، وأرى أنني جاهزة للأمومة، لكن الحمل يحتاج الى تحضيرات وتنسيق مع العمل الفني. وسيكون في عام 2017 إن شاء لله. كما لم نختر اسم طفل بعد، ولسنا متمسكين باسم محدد.
- الفنان تيم حسن من دفعتك في المعهد... كيف تتذكرينه وهل كان محبوباً منذ ذلك الحين؟
كنا معاً في الدفعة تيم حسن، مصطفى الخاني، ندين سلامة، سوزان سكاف وأنا. للأسف من يوم تخرجنا في المعهد لم ألتق بتيم الا في مشهد من مسلسل «ملوك الطوائف» في المغرب. وبصدق، تيم شخص محترم في تعامله مع الآخرين، لبق ومتواضع وطيب القلب، ولم يستخدم ابداً في المعهد صفة «الجغل». كان جميلاً من الداخل والخارج، ومحبوباً من الجميع ويبتعد عن المشاكل، وهو لا يزال كذلك الى اليوم.
- هل خضعت لعمليات تجميل، وما رأيك بها؟
نعم، هي عمليات تجميل بسيطة، ولديّ صور قبلها وبعدها، ولم يلحظ الناس ذلك، إذ إن الفرق لم يكن كبيراً. لست ضد عمليات التجميل اذا استُخدمت بشكل مناسب. كما لا أؤيدها إذا أفقدت الأنثى خصوصيتها. للأسف 60 في المئة من الفتيات أصبحن يشبهن بعضهن بعضاً.
- هل تفكرين بالموت وسط كل هذه الظروف الخطيرة؟
سؤالك جعلني أفكر بشكل العزاء ربما، أحب أن يُقام لي احتفال يشبه طقوس الفرح لا الحزن، يتناول فيه المعزّون مشروبات غير القهوة المرّة، وأفضل أن تكون المراسم في الهواء الطلق، ويرتدي المعزّون الألوان الزاهية، ربما الأبيض والزهر، ولا يتّشحون بالسواد. أُحب أن أُدفن بالقرب من والدي، فهو بالنسبة إلي مصدر الحياة، الثقة والطيبة والقوة. هو الرجل الأول في حياتي، وأنا كنت بالفعل ابنة أبي.