"في انتظار أبو زيد" يفوز بجائزتين في مهرجان مرسيليا

  خاص بوسطة - علي وجيه حاز الفيلم الوثائقي "في انتظار أبو زيد" للمخرج السوري محمد علي الأتاسي على جائزتين في الدورة 21 من مهرجان مرسيليا الدولي للفيلم الوثائقي، والمعروف اختصاراً بـالـ «فيد»، والتي انعقدت في الفترة بين 7 - 12 تموز الحالي في المدينة الفرنسية الساحلية. والفيلم إنتاج سوري-لبناني مشترك (مدته 82 دقيقة)، وهو عبارة عن السيرة الشخصية للمفكّر المصري حامد أبو زيد. الجائزة الأولى التي تحمل اسم جورج بوروغارد، المنتج الفرنسي الشهير الذي أنتج معظم أفلام «الموجة الجديدة» في فرنسا، منحتها لجنة تحكيم دولية يترأسها المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو وتضمّ أربعة أعضاء آخرين من ألمانيا وإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وتشرف هذه اللجنة على تسليم جائزتَين هما الجائزة الكبرى للمهرجان وجائزة ثانية تحمل اسم جورج بوروغارد. أما الجائزة الأخرى التي نالها «في انتظار أبو زيد» فهي جائزة لجنة المكتبات الوطنية المشتغلة على الصورة «ميديا تك»، حيث تتكوّن لجنة التحكيم من خمسة أعضاء يمثّلون المكتبات الوطنية في فرنسا. "في انتظار أبو زيد" هو الفيلم الوثائقي الأول عن المفكّر المصري نصر حامد أبو زيد، أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة ليدن في هولندا، والذي قام القضاء المصري بتكفيره في منتصف التسعينيات، وفرّقه عن زوجته الدكتورة ابتهال يونس من دون أن يأخذ رأيهما. والفيلم يعرض لأفكار أبو زيد والجوانب الإنسانية في شخصيته، وهو ثمرة عمل طويل وتصوير مستمر قام به المخرج على مدى 6 سنوات بين مدينتي بيروت وليدن، وقد تمّ وضع اللمسات الأخيرة على الفيلم واختياره للمسابقة الرسمية قبل عدة أسابيع من بدء المهرجان. جاء الموت المفاجئ للدكتور أبو زيد قبل يومين من بدء المهرجان ليخيّم بظله على عروض الفيلم. وقد أهدى المخرج الأتاسي من على منصة التتويج جائزته «لروح الدكتور أبو زيد، ولكل مَن يتصدّى في فرنسا لتيار كراهية الإسلام ويناضل ضد العنصرية واللا تسامح»، وأشار إلى أنّ «معركة هؤلاء تصبّ في ذات اتجاه معركة أبو زيد في بلده ضد التطرّف والتعصّب. كلاهما يتقسمان ذات القيم الإنسانية». يُذكَر أنّ الدورة 21 من مهرجان مرسيليا الدولي للفيلم الوثائقي أقيمت بمشاركة العديد من الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة، تمّ اختيار 20 منها للمسابقة الدولية الرسمية. وهي أفلام تنتمي لـ 17 بلداً، منها 19 فيلماً تُعرض لأول مرة في العالم وفيلم واحد يُعرض لأول مرة في أوروبا. وهذه المجموعة من الأفلام جاءت من كل أنحاء العالم، وتمّ اختيارها من ضمن 2100 فيلم تقدمت للمسابقة.