2015/10/12
السفير - رامي كوسا
دارت الدراما المصريّة، منذ نشأتها، في فلك النّجم الأوحد، وعلى مقاس هذا النّجم يُفصّل كلّ شيء، وحسب إرادته تقوم الشركة المنتجة باختيار مخرج المسلسل وأبطاله الثانويين. هذا التفرّد لم يكن موجوداً في سوريا، ولم يقم المسلسل السوريّ، إلّا في حالات نادرة واستثنائيّة جداً، على رافعة نجم يمسك بمفاصل العمل جميعها. اليوم يبدو الظرف مختلفاً نسبياً، ويبدو أنّ هناك بعض المسلسلات باتت تفصَّل على مقاس نجم واحد أو عدّة نجوم.
إجراء مسح بسيط لعموم الدراما الّتي نفّذت داخل سوريا في الموسم الماضي، يظهر أنّ أدوار البطولة في معظمها قد أسندت إلى نجوم الرّعيل القديم، فحصل كلّ من عباس النوري وأيمن زيدان وبسام كوسا وسلوم حداد وغسان مسعود وأيمن رضا، ومعهم سلاف فواخرجي وأمل عرفة على حصّة الأسد من الأدوار الأولى، أما «جيل الشباب» فقد اكتفى بمشاركاتٍ خجولةٍ للغاية.
لا يبدو الموسم القادم مختلفاً في محدّداته عن الموسم المنصرم، فبشائر الأعمال التي تصوّر في دمشق، أو التي دخلت مرحلة التحضيرات، تشير إلى أنّ حضور النجوم الشباب سوف يكون باهتاً إذا ما قيس بحضور النجوم القدامى.
ضمن هذا السّياق، تقول مصادر من داخل شركة «سما الفنّ»، الجهة المنتجة لمسلسل «أحمر» (نصّ علي وجيه ويامن الحجلي/ إخراج جود سعيد) إنّ التوقيع مع كلّ من عبّاس النوري وسلاف فواخرجي باتَ قريباً، كما أنّ الشركة تضع كلّاً من أيمن زيدان وسلّوم حداد على قائمة أهدافها لضمان فرص توزيعٍ مضافةً في موسم العرض.
أمّا مسلسل «أحلى عالم» (نص مجموعة من الكتاب/ إخراج محمد عبد العزيز) فيبدو أنّه ينوي إعادة دريد لحام إلى مربّع البطولات الصافية. هكذا سوف يكون العمل الذي سوف تنتجه «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي »، قائماً على مبدأ النجم الأوحد، وسيكون حضور الشباب فيه خجولاً نسبياً. ولا يبدو «نبتدي منين الحكاية» (نصّ فادي قوشقجي/ إخراج سيف الدين السبيعي) مختلفاً على مستوى «فئوية» النجوم، إذ أسندت بطولاته إلى ممثلين مكرّسين، حيث عوّض غسّان مسعود غياب عبّاس النوري الذي اعتذر عن عدم المشاركة لأسباب ماديّة، أمّا البطولة النسائية فقد أسندت إلى سلافة معمار. هكذا يبدو أنّ الخارطة المبدئيّة للدراما المصوّرة من الداخل، لن تتمكّن من استعادة النجوم المسافرين، الأمر الّذي يجعلها تستند، راغبةً أو مرغمةً، على أقاصيص يلعب بطولتها ممثلون وممثلات من جيل الأساتذة.
خسرت الدراما المحليّة نجوماً شكّلوا، خلال العقد الماضي، أيقونتها وواجهتها على مستوى أدوار الشباب، إذ غاب كلّ من تيم حسن وباسل خياط وقصي خولي ومكسيم خليل وقيس الشيخ نجيب عن عموم الأعمال الّتي صوّرت في سوريا مؤخّراً. يرجع ذلك الغياب لأسبابٍ بعضها أمنيّ وبعضها سياسيّ وبعضها ماديّ وبعضها فنيّ بحت، ما جعل الدراما المصوّرة في الداخل تلهث خلف إيجاد بدائل لم ينجح أفضلها في تقديم نفسه بصورة نجم قادر على رفع عملٍ بحاله، وذلك على الرغم من الأداء المميز الذي قدمه ممثلون وممثلات مثل محمود نصر وسامر إسماعيل ودانا مارديني وحلا رجب في جملة مشاركاتهم خلال العامين الماضيين.
استقرار النجوم السوريين في بيروت أوجد مصنّفاً درامياً جديداً يقوم على البطولات المشتركة، ولمّا حقّق هذا المصنّف النجاحات المرجوّة، فقد تحوّل النجم السوري إلى صاحب الكلمة الفصل في إقرار هذا العمل إنتاجياً أو رفضه. فاعتذار النجم عن عدم المشاركة في عملٍ ما يبدو كفيلاً بإرجاء تنفيذه حتّى إلى العام التّالي بغضّ النظر عن سويّة هذا العمل وجودة نصّه.
وضمن هذا السّياق تبرز شراكة النّجم السوري عابد فهد مع السيناريست سامر رضوان، في تجربة جديدة تحمل عنوان «أطلقوا الرصاص» أُسندت مهمّة إخراجها إلى سمير حسين. صاحب سلسلة «ولادة من الخاصرة» أوشك على الانتهاء من كتابة مسلسلٍ يقول عنه أغلب قرّائه إنّه لا يقل جودةً عن نصّه البكر «لعنة الطين»، إلّا أنّ هذا النص قد جرى إعداده منذ البداية على أن يحمل عابد فهد لواء بطولته، الأمر الّذي يبدو مرجّحاً للتكرار في جملة إنتاجات قادمة. ويجري الحديث عن عملٍ عربيّ جديد جرى تفصيله، اعتماداً على رغبة إنتاجيّة وتجارية بحتة، بصورةٍ تسمح بتكرار ثنائية تيم حسن وندين نجيم بعيد الرواج الكبير الّذي لاقته تجربتهما في العام الماضي، والحديث هنا عن مسلسل «تشيللو» الّذي أخرجه سامر برقاوي.