2015/06/06
بوسطة- دراما رمضان 2015
محمد الأزن
يعود المخرج باسل الخطيب إلى دمشق، مطلع القرن الماضي، حاضنةً لأحداث عمله الاجتماعي- التاريخي المعاصر "حرائر الشام" الذي كتبته عنود الخالد، وتنتجه المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي ، لموسم دراما 2015، ولمّا ينتهي تصويره بعد، حيث من المتوقع استمرار التصوير، بالتزامن مع عرض الحلقات الأولى للعمل، على عدة محطّاتٍ عربية، خلال شهر رمضان المقبل.
تدور أحداث المسلسل بين عامي 1915 و1920، خلال مرحلةٍ حاسمة من تاريخ سوريا المعاصرة، شهدت سقوط سلطة العثمانيين، وبداية فترة الحكم العربي الذي لم يدم طويلاً، قبل أن يدخل الفرنسيون كمحتلين للبلاد تحت مسمى "الانتداب".
ويسلط العمل الضوء بصورةٍ رئيسية على واقع المرأة الدمشقية في تلك المرحلة، ومعاناتها مع الظلم الاجتماعي، والتحكم الذكوري، ويرصد نماذج نسوية مشرقة وقفت في وجه هذا الواقع، وتصدّت له، عبر شخصياتٍ افتراضية كـ "بسيمة" (سلاف فواخرجي) بطلة العمل، وشخصيتن حقيقيتين، هما نازك العابد (1887– 1959)، وماري عجمي (1888- 1965) اللتين كان لهما دور رائد في النهضة الاجتماعية، وحركة التنوير مطلع القرن العشرين.
تؤدي دور "نازك" (لمى الحكيم )، بينما تجسد شخصية "ماري" (حلا رجب)، وتلعبان دوراً مهماً بحياة "بسيمة" التي: "لفتها مجتمع النساء الحقوقيات، والمتعلمّات، وساعدها الاحتكاك بهن على تحقيق نقلة كبيرة جداً، كسيدة دمشقية، تحدّت ظروفها، وظروف عائلتها، ورفضت الخنوع، أو الاستكانة للمعايير الاجتماعية السائدة آنذاك، لتحقق كيانها الخاص، في مواجهة تدخلات (صبحي) أخو زوجها المتوفى بحياتها، وحياة ابنتيها."
هكذا تتحول البطلة من: "امرأه لاحول لها ولا قوّة، إلى سيّدة حرّة بما تختزنه هذه الكلمة من معانٍ جميلة، وتأخذ زمام المبادرة بمجتمعها، لتنضم لاحقاً، لصفوف جيش الشهيد البطل يوسف العظمة، الذي دافع عن دمشق بموقعة (ميسلون) الشهيرة، وحاول منع دخول الفرنسيين المحتلين إليها."
بالمقابل يمثل "صبحي" (أيمن زيدان): "الصورة الذكورية في أوج تجلياتها، فهو رجل تقليدي، غرائزي، يرى أن قبر المرأة بيتها، ولديه مواقفه المتعنّتة، وقوانينه الصارمة، تجاه المرأة"، ويمارس سطوته على نساء عائلته، وعلى رأسهم زوجتيه "فايزة" (صباح جزائري)، و"ألفت" (ندين سلامة )، وابنته "زبيدة" (ميسون أبو أسعد)، لكن "بسيمة" تقف بوجه هذه السطوة التي يقع تحت تأثيرها أيضاً ابنه "سعيد" (مصطفى الخاني)، حيث يعيش الابن صراعاً: "بين إغضاب والده أو الصدام معه، وتطببق ما تعلمه وتربّى عليه، من قيمٍ أخلاقية ودينية."
المخرج باسل الخطيب، يعتبر "حرائر الشام" بمثابة "تحية للدور التنويري الذي قامت به المرأة السورية، خلال تلك الفترة"، ويرى فيه النجم أيمن زيدان: "نوعاً من المرافعة أو الدفاع عن صورة المرأة الشاميّة التي قدّمت في دراما البيئة، على أنها سجينة الجدران الأربعة، والقرار الذكوري الممارس عليها، حيث يحاول هذا العمل إعادة الاعتبار لها."
مشروع المسلسل كان مطروحاً للشراكة إنتاجياً بين المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، والمنتجة اللبنانية رولا تلج، لولا أنها واجهت مصاعب مالية حالت دون ذلك، مما جعل الشراكة ترسو أخيراً على شركة "كلاكيت" السوريّة، وأعادها للإنتاج من داخل البلاد بعد سنوات قدمّت خلالها عدة أعمال تم تصويرها بين لبنان، والإمارات.
يضم "حرائر الشام" على قائمة أبطاله أيضاً: نجاح سفكوني ، محمود نصر، نورا رحال، تولين البكري، كفاح الخوص، يحيى بيازي، علاء قاسم، غادة بشور، روبين عيسى، وفنّان الشعب رفيق سبيعي، وممثلون كثر آخرون.