2015/05/20
بوسطة - متابعة
يتابع المخرج حاتم علي تصوير مشاهد مسلسل "سفينة نوح" في أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين (شرق بيروت) حيث يبحث عن "مقاربة لبعض العشوائيات التي درجت الدراما السورية في العقد الأخير على استنطاقها بمسلسلات عدة".
في حديثه لصحيفة "الحياة" أكد حاتم علي أن عمله الجديد لن يبتعد عن الواقع السوري موضحاً بأن : "أي دراما سورية تدور وقائعها الآن أو في السنوات الأخيرة لا يمكنها، كما أنه لا يجوز أن تتهرب من استحقاقات الواقع وهذا لا يعني بالتأكيد لي عنق الدراما كي تدخل حيز السياسة في شكل مباشر، لكن تجاهل الواقع يفصح في شكل أو في آخر عن موقف سياسي".
وأضاف "هذه ليست دعوة للاصطفاف خلف فكرة أو موقف معين بمقدار ما هي دعوة لتحمل المسؤولية الفنية والأخلاقية".
إلى جانب نسخة منافسة عن رواية "العراب" يخرجها المثنى صبح عن سيناريو حازم سليمان؛ يُعرض الجزء الأول من "سفينة نوح " (سيناريو رافي وهبي عن الرواية ذاتها) في رمضان المقبل ولكن علي يوضح أن عمله ابتعد عن الرواية منذ المشاهد الأولى في الجزء الأول حيث "يبدأ من احتفال زواج ابنة العائلة كما هو في الفيلم، ولكن بعد هذا المشهد يحدث الافتراق عن الفيلم والرواية، والذي مع تقدم الأحداث يتحول إلى طلاق نهائي مع الأصل". وعن نقاط التقاء الرواية بالواقع السوري قال علي "نحن صنعنا عوالم محلية خالصة بالاستفادة من فكرة العائلة، وهو أمر مشترك ما بين المجتمعين السوري والإيطالي، على رغم أن أحداث الرواية تدور في أميركا، إذ إن لدينا في سوريا أيضاً ما يسمى مافيا العائلة التي تتشابك مع عالمي السياسة والاقتصاد".
وأكد المخرج السوري أن تقديم الجزأين الثاني والثالث مرهون بردود الفعل على الجزء الأول، وهو طموح مشروع في كل الأحوال، لكنه مرتبط أيضاً بمستقبل الشخصيات وقدرتها على توليد أحداث وصراعات جديدة لأن التقسيم إلى 3 أجزاء لا علاقة له بالأجزاء الثلاثة من الفيلم".
حاتم علي اعتبر أن التصوير خارج الأراضي السورية أبعد "شبح الرقيب" عن عمله ولكنه من جهة أخرى أضعف حضور عنصر المكان فـ "خلق وطن بديل أمر في في غاية الصعوبة، وهذا يؤثر في حجم الكادر، وحرية الحركة، والبحث عن أماكن شبيهة أمر مضن بسبب اختلاف الجغرافيا. وأعتقد بأن فقدان المكان الأساسي وهو مدينة دمشق أمر لا يمكن تعويضه".
ورأى أن العمل على موضوع سوريّ أصبح أمراً نادراً بسبب صعوبة العمل في سوريا إلى جانب "عزوف المحطات العربية عن شراء الأعمال ذات الموضوعات السورية الخالصة، وبالتالي وجود أي مشروع غير مرتهن لهذين الشرطين هو أمر إيجابي رغم كل الظروف الصعبة".
وعلّق حاتم علي على وجود ممثلين وممثلات محسوبين على المعارضة وآخرين على الموالاة في عمله هذا بالقول : "أتعامل مع زملائي الممثلين بمهنية واحترافية عالية بغض النظر عن المواقف السياسية والاصطفاف السياسي، ووجود كل هذه الأطياف في عمل واحد أمر مهم. في البدايات ستلحظ الحذر والتوجس في العلاقة بين الممثلين، ثم فجأة يتحول العمل إلى ساحة للنقاش وتبادل الآراء ثم التقارب، وهذا الجزء من مهمات العمل الفني. في نهاية الأمر موقف العمل ورسالته سيطغيان بغض النظر عن توجهات العاملين فيه وآرائهم، وما دمنا ندّعي أننا ننادي بالديموقراطية فلا يجوز أن نستبعد الطرف الآخر إطلاقاً".
"سفينة نوح" من بطولة : جمال سليمان، منى واصف، أندريه سكاف، باسل الخياط، سلمى المصري، باسم ياخور، سمر سامي، قيس الشيخ نجيب، ومن لبنان سميرة بارودي وزياد برجي، وسينتقل طاقم العمل قريباً إلى مدينة أبو ظبي لاستكمال التصوير.