2015/05/08
الأخبار - محمد الأزن
هذا الأسبوع، تزور «الأخبار» أحد مواقع تصوير مسلسل «دنيا 2015» (إنتاج غولدن لاين) في حي «العمارة» الدمشقي. نحن في بيت يؤجّره صاحبه «جودت» (الممثل نزار أبو حجر ) غرفه لمهجّري الحرب. ومن بين سكّان هذا البيت «طرفة العبد» (شكران مرتجى) وزوجها «محروس» (أيمن رضا) مع ضرّتها «خضرة» (تولين البكري). وتتردّد عليه «دنيا» (أمل عرفة) في زياراتٍ لصديقة العمر، في انتظار مغامراتٍ جديدة، تأخذها مجدداً من «بيت شقاع... لبيت رقاع».
اللحاق بـ«دنيا» ليس سهلاً بعد 16 عاماً. يمكن مصادفتها في أي مكانٍ في دمشق، وستعرف ببساطة أنّها مرّت في هذا المكان، لأنّها ستكون حديث المنطقة لأيّام في موازاة ما يعكسه ظهورها على مواقع التواصل الاجتماعي من حالة احتفاءٍ جماهيري. ترى الأطفال متحلقيّن حول نجمتهم المفضّلة أمل عرفة، وشريكة البهجة والنجاح والاحترافية شكران مرتجى.
هذه الحالة الاحتفالية، تصفها عرفة لـ«الأخبار» بأنّها «لا تقدّر بثمن. فـ«دنيا» تعني الفرح بالنسبة إلى الناس. هذا ما لاحَظْتُهُ في عيونهم، وإذا نجحت في زرع الابتسامة على شفاهم، فسأعتبر أنّني حققت إنجازاً عظيماً، وسط الظروف العصيبة التي نعيشها» من جهتها، تعتبر شكران مرتجى الأمر «مدهشاً»، إذ لم تتوقع أن يبلغ الاحتفاء هذا الحد: «ممّا يحملنا مسؤولية كبيرة جداً». بعد سنوات من تكرار عرض العمل بنجاح على المحطّات السوريّة والعربية، تلقّت صاحبة المشروع عروضاً ومطالبات كثيرة بتقديم نسخة ثانية، لكنّ عرفة كما تقول لـ «الأخبار» ترددت كثيراً لأنّها تفضّل «البحث عن الجديد»، إلا أنّها اقتنعت أخيراً حين وجدت أنّ «الأوان قد آن لعودة «دنيا» خلال هذه المرحلة تحديداً، ووسط الأحداث التي تشهدها سوريا، لتكون شاهدة عيان، تؤثر وتتأثر بما يجري، بعدما أصبحت شخصيّة من لحم ودم في ذاكرة المشاهد السوري خصوصاً، والعربي عموماً».
مع بداية كتابة عرفة لـ«دنيا 2015» قبل عام تقريباً، خطرت لها أفكار كثيرة، وكتبت النص أكثر من مرّة: «الكتابة الأولى (بالشراكة مع سعيد حناوي بالسيناريو والحوار) وصلت بها إلى الحلقة 13، لكنّني نسفت النص نهائياً، وكتبته ثانيةً بطريقةٍ مختلفة، ثم كتبناه مرّة ثالثة، بالتعاون مع مخرج العمل زهير قنوع (في السيناريو والحوار)، وثمّة كتابة رابعة تحدث أثناء التصوير في ما يتعلق بأدوار بعض الممثلين المتمكنين من شخصيّاتهم».
ما الذي غيّره الزمن في «دنيا»؟ تجيب عرفة بأنّ «هذا ما ستكشفه أحداث العمل، لكنّها في النهاية مثلها مثل أي مواطن سوري «معتّر»، وتنتمي إلى الغالبية الساحقة من الناس، ممن لا يريدون سوى لقمة، وسترة، وسقف. تغيّرت مثلما تغيّروا خلال السنوات الأربع الماضية، إلا أنّها بقيت محافظة على عفويّتها وسذاجتها أحياناً، وحماسها للحياة، والاكتشاف، والمغامرة، وفق منطقها الخاص ومنطق ما يجري الآن».
بدورها، «طرفة العبد» لم تتغيرّ كثيراً «إلا بقدر ما غيّرنا الزمن»، وفق ما تقول مرتجى لـ«الأخبار»، وتضيف: «صفاتها الأساسية بقيت على حالها، فهي ما زالت بخيلة، وتصرّفاتها طريفة كما اسمها، ولا تزال تحب «دنيا»، والصداقة بالنسبة لها أهم من كل شيء. وهي تمثلني في هذه الخصلة، فالصداقة قيمة مهمة جداً، هذه أهم رسائلها، ورسائلي في هذا العمل». لكن ماذا عن الأسلوب الإخراجي للعمل؟ يؤكد زهير قنوع أنّ «النص هو الذي يفرض أسلوب الإخراج، وهذا العمل يعتمد على كوميديا الموقف، والبساطة في الحوار، ولا يحتمل أي استعراضات إخراجية».
هكذا، يواصل قنّوع عمله على «دنيا 2015»، باهتمامٍ كبير، من دون أن يلقي بالاً لأحكامٍ أو توقعاتٍ مسبقة، مؤكداً أنّه يحاكم كل تجربة ضمن ظرفها، و«ما يهمني أن جميع الظروف مهيأة لنجاح العمل، وهذا ما نسعى إليه».
مع عودة «دنيا» و«طرفة» إلى الشاشة في رمضان 2015، تعود بعض الشخصيات من النسخة الأولى للعمل (1999) كـ«أبو كاسم الكوّا» (أحمد خليفة)، و«سحر» (وفاء موصللي) ابنة «أم رامي» (هالة حسني) التي تعذّرت عودتها لـ«دنيا» بسبب وضعها الصحي. وثمّة شخصيّات جديدة كثيرة دخلت على خط أحداث المسلسل، يصفها قنوع بأنّها «واقعية، وتنتمي إلى الشارع السوري، وطبيعية على مستوى صفاتها وملامحها، وبالتالي هي ليست كوميدية، وإنما ما يحدث معها كوميدي». إذاً، يحلّ ممثلون كثر ضيوفاً على حلقات العمل، مثل ديمة قندلفت، وعبد المنعم عمايري، وصباح الجزائري، وآمال سعد الدين، وليليا الأطرش ، وجيني إسبر، وندين تحسين بيك، ورواد عليو، وأندريه اسكاف، وغادة بشور، إضافة إلى مشاركة شباب من بينهم معتصم النهار، وجيانا عنيد، وولاء العزام، وإيهاب شعبان.
ويرجّح أن تظهر في العمل المنتظر سلمى ومريم عمايري، ابنتا أمل عرفة بـ«لقطة، أو لقطتين»، وفق ما ألمحت النجمة السورية.
وفي انتظار العرض، نشرت شركة «غولدن لاين» قرابة الـ 23 دقيقة من مشاهد المسلسل، كشفت عن معظم خيوط القصّة التي بدت مفردات الأزمة حاضرة فيها بقوّة على لسان الشخصيات، كما أنّها تعد بالكثير من المتعة، والكوميديا الملامسة للمرارة.