2015/03/23
السفير - روز سليمان
تنطلق في دمشق خلال أيّام عمليّات تصوير مسلسل «العرّاب» بإدارة المخرج المثنى صبح. العمل الذي تحظى تفاصيله باهتمام إعلامي كبير منذ مراحل إنتاجه الأوليّة، كتب نصّه حازم سليمان، في اقتباس عن رواية «العرّاب» الشهيرة لماريو بوزو. الاهتمام بالعمل ناتج عن تجنّب صنّاع السينما والتلفزيون عموماً، الخوض في أيّ تجربة اقتباس عن الرواية المذكورة، لحتميّة قيام المقارنة بينها وبين ثلاثيّة «العرّاب» لفرانسيس فورد كوبولا، من بطولة آل باتشينو، بجانب مارلون براندو وروبيرت دي نيرو.
لن تكتفي الدراما السوريّة بنسخة واحدة من «العرّاب» هذا العام، بل ستقدّم نسختين الأولى تنتجها «سما الفنّ» ويخرجها المثنّى صبح، والأخرى تنتجها «كلاكيت» ويخرجها حاتم علي.
ومع اكتمال صورة فريق «العرّاب» كما يرويه المثنى صبح وحازم سليمــان، يقول مصدر مسؤول في الشركة لـ «السفير» إنّ نسختهم ستخضع «لشروط تناسب البيئة المحلية مبتعدةَ عن أي إسقاط سياسي أو اجتماعي راهن». كان من المقرر أن يبدأ التصــوير في بداية العام الحالي، إلا أنّ العــمل المؤلَّف من ستين حلقة، طالته تأجيلات عدّة. ويقــول المصدر: «تمّ استطلاع أماكن التصــوير وحجــزها كافة، بعد الحصول على الموافقات اللازمة للتصوير الذي سيجري في كل من سوريا، ومن ثم في أبو ظبي، وبعدها لبنان، وبعض المدن الأوروبيّة».
يجسّد دور مختار أو العرّاب الممثل سلوم حداد، ويلعب أدوار أبنائه الممثلون عابد فهد (الابن البكر)، وعبد المنعم عمايري (الأوسط)، قصي خولي (الأصغر). وفي البطولة تشارك أيضاً الممثلتان سلافة معمار بدور لميس، ونسرين طافش بدور ريم، إضافة إلى أسماء أخرى تمّ التعاقد معها، لكنّ «سما الفنّ» تأجّل الإعلان عنها، ريثما تنجز التفاصيل النهائيّة.
كما يشارك في العمل نجوم عرب منهم الممثل اللبناني رفيق علي أحمد. هذه المرّة الأولى التي يجتمع فيها نجوم العمل في دمشق، خلال وقت واحد، وعلى بلاتو واحد، بعدما فرّقت بينهم جغرافياً سنوات الأزمة.
من الطبيعي أن يلازم هاجس الفوز بنجوم في أدوار البطولة شركة الإنتاج، لأسباب تتعلّق بأملها في تقديم عمل درامي على قدر المنافسة العالمية من جهة، وأخرى تتعلق بالمنافسة المحليّة مع عمل مأخوذ عن الرواية نفسها، تنتجه شركة «كلاكيت» كما أشرنا، كتب نصّه رافي وهبي ، ويتولّى إخراجه حاتم علي، ولم يتمّ اختيار عنوان نهائي له بعد.
تتعقب حكاية «العراب» التي كتبها حازم سليمان مصير إحدى العائلات وظروفها مروراً بأجيال عدة، من خمسينيات القرن الماضي، وصولاً إلى العصر الراهن. وجرى البحث عن مواقع تصوير داخل سوريا وخارجها، خشية الوقوع في مطبّ التكرار، بسبب محدوديّة أماكن التصوير في سوريا. كما أنّ التصوير في بلدان عدّة، يندرج ضمن الطموح لتحقيق إنتاج ضخم، يتمّ تسويقه على نطاق واسع، وغير مرتبط بإطار محلّي واحد، بخلاف «رواية بوزو» التي تركّز على عالم المهاجرين من أصل إيطالي إلى الولايات المتحدة.
تقول «سما الفنّ» لـ «السفير» إنّ عرض العمل سيبدأ في رمضان المقبل، ومن الممكن إن توفّرت الظروف المناسبة، عرض الحلقات الستين تباعاً، من دون فاصل زمنيّ بينها.
لا شيء يمنع اقتباس عملين عن رواية واحدة، ولا مبرّر فعلياً للخوض في مقارنات مسبقة بين عملي المثنى صبح وحاتم علي، طالما أنّ كلّ مسلسل يمتلك معالجته الدراميّة، وحلوله، ونجومه، وسياقه. الخوض في متاهات عوالم الجريمة والمافيا جديد على الدراما السورية، ولا ضير في خوض هذا التحدّي مرّتين. التسريبات الإعلاميّة التي حاولت شركتا الإنتاج ضخّها «بالقطّارة» كانت سبباً في تعميق الجدل المثار حول نسختي «العرّاب»، وربما تكون أسهمت، في تعميقه في إطار تسويقي بحت. ولكن قد يكون من الأجدى تأجيل المقارنات إلى ما بعد المشاهدة، وقتها يمكن تعرية «العرّابين» بأبطالهما ومخرجَيْهما ونصّيْهما أمام المُشاهدين والنقّاد معاً.