2015/02/07
بوسطة - متابعة
تستعد النجمة سلاف فواخرجي لإخراج فيلم سينمائي جديد سيحمل عنوان "مدد" وهو "عن دمشق وأهلها"، السيناريو للكاتب الصحفي سامر محمد اسماعيل ، وصفته سلاف في لقائها مع جريدة "الأخبار" اللبنانية بالـ "صعب على أكثر من صعيد ويخترق جدار المحرّمات الثلاثة: السياسة، الدين والجنس، لتبقى دمشق وحدها هي المدينة المُحرّمة"، وتمنت أن تبدأ تصويره خلال الأشهرالقليلة المقبلة.
كما تحدثت سلاف عن طبيعة تعاونها مع مركز التجميل الذي اختيرت لتكون وجهه الإعلامي مؤخراً، بالقول "افتتح أحد مراكز التجميل الشهيرة أوّل فرع له في المنطقة العربية بدبي، واختارني وجهاً إعلامياً له، لأني أهتم بجمالي وإطلالتي، كبقيّة النساء، إضافة إلى أنّني ممثلة". وأضافت "ذهبت إلى هناك، واختبرت بنفسي كل ما يقدّمه، قبل أن أقرّر التعاون معه، خصوصاً أنّ العنصر الفني لديه يغلب على الجانب التجاري، وهذا يهمني كثيراً".
وقالت قواخرجي أن الحفاظ على شكلها الخارجي يعنيها كثيراً، مؤكدةً في الوقت ذاته أنها لم تلجأ حتى الآن إلى إجراءات تجميلية، إلّا أنها لم تستبعد هذا الخيار إن كان "من أجل التحسين، وليس التغيير حتماً"، فـ "تعابير الفنان هي رأسماله الحقيقي، كذلك إنّ أجمل ما في الإنسان هي خصوصيته. وإذا تشابهت الوجوه، ضاعت التفاصيل".
وأفصحت عن كيفية حفاظها على مظهرها رغم التأثيرات السلبية للماكياج والإضاءة أثناء التصوير، بالقول "أهتم طوال الوقت بنظافة البشرة في الدرجة الأولى، واستخدام أفضل المستحضرات التي تحميها وتبقيها نضرة، إلى جانب اهتمامي بالغذاء الجيد. فأنا من محبي الفاكهة والخضار، وقبل ذلك كلّه أحافظ على الرضى الداخلي، فهو سرّ الجمال الحقيقي عند الجميع".
قامت سلاف بشراء ملابس "شهيرة" (الشخصية التي أدتها في "حارة المشرقة") بعد انتهاء التصوير، فـ "غالباً ما يشتري الممثلون الملابس في الأعمال المعاصرة، أما في التاريخية أو تلك التي تحمل خصوصية معينة، فصنّاع العمل هم من يهتمون بتفصيلها، أو شرائها".
وكشفت سلاف فواخرجي أنها تكون كريمةً دائماً على عملها وشخصيتها عندما تحتاج الشخصية إلى أزياء كثيرة، وقالت "أذكر أعمالاً قدّمتها، وكنت أدفع كل أجري، أو أكثر منه أحياناً لقاء الملابس، كـ(ذكريات الزمن القادم - 2003) مثلاً"، وأضافت: "رغم أنّ مسلسل (حدث في دمشق) (2013) كان تاريخياً، إلا أنني من شدّة انغماسي
في شخصيّة (وداد)، طلبت من المخرج الصديق باسل الخطيب، واستأذنت مصممة أزياء العمل، بأن أصمم ملابسي، وأن تُنفّذ بإشرافي، وعلى نفقتي الشخصية، لأنّني بتّ أعرف الشخصيّة جداً، خصوصاً أنّ الأحداث تدور في الزمن الجميل (منتصف القرن الماضي)، أي في زمن السينما المصرية وأناقة النجمات التي ما زالت تبهر الأبصار حتى الآن".
وفي سؤال ما إذا كانت قد تعرضت للمساومة من جانب بعض شركات الإنتاج مؤخراً كونها النجمة الأعلى أجراً في سوريا أجابت سلاف "لست من هواة التكلّم عن الأجور، حتى أنّني غير جيدة في علوم الحساب والرياضيات، لكنّني في مكانٍ لم أبلغه إلا بالجهد المضني والدموع أحياناً. يكون الأجر جزءاً من التقدير المعنوي، قبل المادي. وهذا له أسباب كثيرة وصعبة، وأقول دائماً الحمد لله، وما يعنيني هو طموحي، وسعيي الدائم نحو الأفضل فنياً، والتعلّم طوال الوقت، والاجتهاد واحترام كل مَنْ حولي. وأشعر بأنّه ما زال أمامي الكثير. رغم هذا، نعم نتعرّض أحياناً للبازار نوعاً ما من جانب مَن يعتقدون أنّ ما يقومون به شطارة، ولا يدركون أنهّم يخسرون، ولا سيّما إذا كان فناناً حقيقياً ولديه حساسية تفوق أي إنسان آخر".
وأضافت "وهنا من المهم جداً التعامل مع منتج فنان وصاحب مشروع حقيقي، وهاتان الصفتان لا تتعارضان مطلقاً مع كون المنتج تاجراً". وقارنت ذلك بتجربتها في مصر "حيث التقاليد الفنية راسخة"، و "لا يمكن أن يخضع الممثلون لهذا البازار".
حول الوضع في سوريا قالت فواخرجي: "ما دام هناك دم سوري يراق، وأمّ تبكي أولادها، فأنا لست بخير والوجع يسكنني. لكن تبقى ثقافتي السورية تدفعني إلى الحياة، والأمل، والحقيقة، والتفاؤل، لا ثقافة الموت التي تشبههم. أما نحن، فحتى موتنا هو حياة جديدة، ﻷنّه طريقنا للكرامة فقط".
ورفضت سلاف اعتبار مواقفها سياسية وقالت "مواقفي ليست سياسية، بل وطنية، بصفتي ابنة تربّت على الانتماء إلى الوطن قبل كل شيء. ومواطنة كبقية شعبي، أخذت كامل حقوقي (في التعليم المجاني، والتأمين الصحيّ، وغيرهما) وعاشت في بلد لا يتكلم بأديان وطوائف، تحكمه المؤسسات، وسيادة الدولة اللتين تحميان سوريا لجعلها بلداً مترابطاً، ومنتجاً، وغير مدين، ومن الأكثر أمناً على الإطلاق. عشت في بلد يحترم النساء، ولا يعنفهنّ، ويوليهن زمام اﻷمور، وكأمّ تربي أولادها، وتعلمهم أنّه كما كان التاريخ هنا، فالمستقبل هنا، وليس في مكان آخر، وأنكم أنتم من سيعود بسوريا كما كانت وأفضل".
وأضافت "عشت فنانة لم يبخل بلدها على الفن وأهله، بمن فيهم العرب. الدولة التي تحترم الفن، تُحترم".
وتساءلت : "أخذنا منها كل هذه الحقوق فكيف أخذلها، ولا أقوم بواجباتي تجاهها، وأنفصل كفنانة عن كوني مواطنة؟ وأي فن من دون وطن؟ كيف أكون حرّة إن لم يكن لدي رأي وموقف؟ كيف أصمت وبلدي يحترق، أو أنتظر من سيفوز لأحدّد موقفي، وأكون بذلك أعين الباطل على الحق؟". وقالت سلاف فواخرجي "يكفيني شرفاً أنّني لم أغادر سوريا قطّ، ولم أغفل عن الحقيقة بقرار، ولم أصحُ لمصلحة".