2012/07/04
خاص بوسطة - يارا صالح لا يبتعد الفنانون في مشاعرهم ونبضهم عن كل ما يحدث حولنا من أحداث وقضايا، كما لا يختلف اثنان أن الجريمة الجديدة التي ارتكبها العدو الصهيوني ضد قافلة "الحرية" لكسر الحصار عن قطاع غزة ، تخطت حدود الشعب العربي، إلى الاعتداء على العالم أجمع، فألهبت مشاعر الشعوب الحرة ضد هذا العدو الذي لا يعرف إلا القتل والدماء. ولأن الفنانين هم حاملو رسالة الشعوب، وهم من يطرح قضاياهم الصادقة، كان لابد لنا من أن ننقل رأيهم بما حدث من جريمة نكراء، ونتساءل عن رسالتهم إلى المتضامنين مع الشعب الفلسطيني في غزة، والذين هم محتجزون الآن من قبل القوات الإسرائيلية في ميناء أشدود، وعن خطواتهم اللاحقة التي يخططون لها تفاعلاً مع الحدث الجلل. الخطيب: لست متفاجئاً المخرج الشاب باسل الخطيب اعتبر أن هؤلاء المتضامنين هم الأبطال الذين وضعوا أرواحهم على أكفهم وانطلقوا صوب القطاع، متسائلاً عن الموقف العربي أمام هذه الجريمة الشنيعة. وقال الخطيب: «هذا الفعل الصهيوني شيء متوقع، وليس جديداً بالنسبة للممارسات الإسرائيلية ضد أي حركة تحاول مناصرة شعبنا الفلسطيني، والتساؤل ليس حول السلوك الإسرائيلي بل حول السلوك العربي، فأين الأنظمة والشعوب العربية؟»، معتبراً أن هذا الأمر هو المحزن والمؤذي. كما اعتبر الخطيب أن المتضامنين مع القطاع أبطال بكل معنى الكلمة، وضعوا كل حياتهم وراء ظهورهم وأبحروا صوب غزة، مع علمهم أن ما هم مقدمون عليه ليس سهلاً، وتوجه إليهم بالقول «نحن معكم، ونحن نجازف بحياتنا إذ تجازفوا أنتم بحياتكم، فأنتم أبطال تستحقون التحية والتقدير»، معتبراً أنهم نموذج مشرف ويجب أن نحذو حذوهم. صبري: أشعر بالخجل الفنان سليم صبري اعتبر أن ما يجري أمر مخجل بالنسبة للعرب، لأن كل العالم بدأ يتضامن مع أهلنا المحاصرين في قطاع غزة، بينما لم نقم نحن العرب بأكثر من محاولات خجولة لرفع الحصار المستمر منذ نحو أربع سنوات. وقال صبري إن كل العالم أخرس لأننا لا نملك القوة لإظهار حقنا، مطالباً بوقفة عربية جادة ضد الاعتداءات الصهيونية، تردع هذا العدو عن الاعتداء علينا من جديد، وتكون النواة الأولى لزوال الاحتلال. حقي: الاعتداء تجاوز كل المعايير الدولية من جانبه اعتبر المخرج هيثم حقي أن المجتمع الإسرائيلي هو مجتمع همجي، واعتداءاته ليس لها رادع، والعالم بقي صامتاً على كل الاعتداءات السابقة، فهل من الممكن أن يبقى صامتاً أمام هذا الاعتداء الذي تجاوز كل المعايير الدولية؟. ورأى حقي أن المناضلين الذين اتجهوا إلى غزة وضعوا دمهم على أكفهم، وانطلقوا بكل ثقة، وهم ليسوا بحاجة إلى كلمات التضامن معهم، فمهما تحدثنا لن نتمكن من إيفائهم حقهم. أبو القاسم: أكلت يوم أكل الثور الأبيض
الفنان عبد الرحمن أبو القاسم رفض أن يكرر ما يُقال على الشاشات عن القرصنة، متسائلاً إن كان الصهاينة يتوقعون أن يستقبلهم المتضامنون بالورود والأرز بعد أن هاجموهم وهم على متن سفنهم التي تحمل مساعدات إنسانية؟ وبعد أن قتلوا تسعة عشر متضامناً وجرحوا نحو ثلاثين؟ وأضاف أبو القاسم «لم يعد الإنسان يستطيع أن يستوعب كل هذه الغطرسة الصهيونية التي تجاوزت حدود الشعب الفلسطيني والعربي، إلى حدود العالم أجمع»، مطالباً بوقفة عربية مسؤولة «على الرغم أنه تعب لساننا من الحديث في هذا المجال، لكنني أقول للأمة العربية: أكلت يوم أكل الثور الأبيض». وتوجه للمتضامنين بالقول «اصمدوا فأنتم الآن وحدكم رؤوس حربة في معركتكم مع العدو»، مشيراً أنه سيكون يوم الثلاثاء 1 حزيران/ يونيو في المسيرة التي ينظمها الفنانون مع اتحاد الصحفيين أمام نقابة الصحفيين في دمشق. قدسية: العالم أعمى الفنان زيناتي قدسية رأى أننا اليوم أمام جريمة شنيعة أمام سمع العالم وبصره، وقارن بين الجرائم التي كان يرتكبها القراصنة باحتجاز سفينة مقابل فدية دون أن يقوموا بقتل أي من الرهائن في أغلب الأوقات، وكان العالم يهب لمطاردتهم باعتبارهم خارجين عن القانون الدولي، وبين العدو الصهيوني الذي ارتكب جريمة مروعة بحق مسالمين على متن سفن كسر الحصار، وقتلوا 19 منهم، وجرحوا نحو 30، والعالم يتفرج. وتساءل قدسية كيف يمكن أن يتحدث بعض العرب عن مواصلة المفاوضات مع هذا العدو بعد كل ما حصل، وأضاف «لم أفاجأ بما جرى، بل فوجئت بموقف أنظمتنا العربية، الذي لم يكن بالمستوى المطلوب، سورية، مثلاً، لم تتردد حكومة وقيادة وشعباً بإصدار بيان شجب، وبالمطالبة باجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، ومطالبة العرب باتخاذ خطوات عملية، بينما أنظمتنا العربية ما تزال تنظر ولا ترى، وتفتح آذانها ولا تسمع». أما رسالته إلى المتضامنين فكانت «أنتم الأعلون، لأنكم من قمتم بهذا العمل العظيم، وأنا أشعر بالكثير من الخجل والحياء أمامكم، يا من تدافعون بموقفكم هذا عن قيم الإنسانية جمعاء». وأكد قدسية أنه مستمر في كل ما يقوم به من أعمال مسرحية لنصرة القضية الفلسطينية، مشيراً أن لديه يملك عدداً من المشاريع المسرحية منها عمل خاص سيعرض في فترة رمضان القادم , وآخر يتم التحضير له خلال الموسم القادم للمسرح القومي. و ختم قدسية حديثه بالقول : «هذا العدوان هو الدرس الأخير للأمة العربية, فإما أن نكون عرباً حقيقيين, أو لن نكون شيئاً, ولن ينقذ هذه الأمة إلا بندقية المقاومة».