فنانو سوريا يودعون تيسير السعدي "عميد الفن السوري" و "آخر الشهود"

بوسطة – علي المحمد

ودَع فنانو سوريا الراحل القدير تيسير السعدي الذي فارق الحياة صباح الأحد 11 تشرين الأول/أكتوبر 2014. في دمشق عن عمر ناهز 97 عاماً وهب جلها للعمل الفني.

ونعاه الكثير منهم من خلال صفحاتهم الشخصية على الموقع الأزرق ومنهم:

الفنان باسم ياخور الذي خاطب "عميد الفن السوري" بالقول "تخسرك دمشق لأنك جزء من روحها وهويتها الفنية وتخسرك سوريا مبدعاً وأستاذاً لأجيال".

وكذلك الكاتب المسرحي فارس الذهبي الذي كان صاحب البادرة في تشكيل وفد لزيارة الراحل الكبير عام 2010؛ ضم العديد من الفنانين منهم أيمن زيدان، نضال نجم، وجمال سليمان.

وكتب الذهبي "هكذا رحل تيسير السعدي بهدوء وصمت وحزن كبيرين على حاله وعلى حال بلاده ومدينته.

وكشف الذهبي أن الراحل فقد البصر تقريباً وتألم كثيراً في سنواته الأخيرة فقد (والكلام لتيسير السعدي) "أطال الله في عمري وهو يعذبني بعد أن أخذ مني فلذة كبدي ابنتي الشابة التي دهستها سيارة جيب خضراء عسكرية بالصدفة فوق الرصيف فأودت بحياتها على الفور" وعقب فارس الذهبي "وهاهو يطيل بعمره ليرى حمم النار على دمشقه في كل مكان ... وأبشع ما يحدث للمرء أن يقضي شيخوخته يسمع قذائف الحقد تهدم بلده ، بعد أن فقد تقريباً البصر منذ عشرة أعوام على الأقل". وختم الذهبي بالقول "الرحمة لروحك يا فنان الشعب الحقيقي سوريا لن تنسى أفضالكً".

وتذكر المخرج هيثم حقي الحكايا التي كان يقصها الراحل و " كنت دائماً مثل كل الذين عرفوه مستمعاً في حضرته فهو نبع من الحكايا والشهادات التاريخية".

ورأى هيثم حقي في غياب السعدي رحيلاً لـ "آخر الشهود على حالنا والذي كان يعرف أصل الحكاية وتطورها و عاصر ذروتها".

الفنان جمال سليمان ودع تيسير السعدي متذكراً برنامجه الإذاعي "صابر وصبرية" الذي كان يقدمه مع زوجته الفنانة الراحلة صبا المحمودي

وكتب جمال سليمان "كنت وأنا طفل صغير انتظر بشوق و لهفة حلقة جديدة تبدد اكتئاب منزلنا المتواضع و تزرع الابتسامة على ثغر أمي المتعبة و أبي الذي كان يجد صعوبة في مغادرة مزاجه الجدي".

وشبه سليمان الراحل إلى الفنان العالمي (جاك ليمون) معلقاً على ذلك بالقول "إلا أن الفارق بينهما أن (جاك ليمون) كان أمريكيا يعمل في هوليوود التي واظبت على تقديم أعمال رائعة له حفظت مكانته كنجم عالمي حتى و هو في السبعينات من عمره. أما تيسير السعدي فكان فناناً عربياً ولد في بلد عربي، و كنا قلما نراه إلا في أعمال محدودة تعتمد على شامية حضوره".

واعتبر جمال سليمان أن الصناعة الفنية العربية قد أخفقت في استثمار "هذه الموهبة الكبيرة و ذاك الحضور الخاص في أعمال فنية تتناسب مع موهبته الكبيرة".

الفنانة تولين البكري كتبت "والدي بمسلسل أيام شامية..وأستاذي بالحياة .. الفنان القدير تيسير السعدي..رحمة الله على روحك ..والله يجعل مثواك الجنة".

آخر ظهور تلفزيوني للممثل الراحل كانت عبر برنامجٍ "المضحك المبكي"، الذي بث خلال شهر رمضان الماضي، وروى فيه تجربته على حلقات وكانت بمثابة الوداع الأخير.