2014/09/06
ريما نعيسة – تشرين
بزغ في أوساط الدراما التلفزيونية ممثلاً وكاتباً؛ دامجاً بين الوقوف أمام الكاميرا ووراءها..
«تشرين» التقت الفنان الشاب يامن الحجلي وكان لها معه الحوار الآتي:
• أقبلت على إنجاز تجربتك الكتابية الدرامية بمسلسل «عناية مشددة»، لكنك اخترت أسلوب الشراكة الكتابية مع الكاتب علي وجيه، أنت مع هذه الظاهرة وتراها تعالج القضايا بشمولية لكونها تقدم من قبل وجهتي نظر.. واللافت للانتباه عدم اعتمادك أحد صناع الأعمال الدرامية شريكاً بل توجهت لكاتب سينمائي، ألا تعد تعاونك معه مغامرة لكون الدراما فناً مختلفاً؟ أم ثمة نقاط مشتركة جمعتكما؟ وماذا أضافت لك التجربة؟
•• أنا مؤمن جداً بالحالة التشاركية في الكتابة ولاسيما الدراما التلفزيونية.. الدراما تقدم الحياة والحياة غنية جداً وتمتلك مخزوناً بشرياً كبيراً، لهذا لا يستطيع كاتب واحد صناعة دراما فيها هذا الكمّ الهائل من الاختلاف البشري.. لهذا السبب استعنت بصديقي الكاتب علي وجيه الذي تجمعني به صداقة ومشروع واحد وطريقة تفكير واحدة في موضوع الفن.
• تقوم بتأدية شخصية «هجرس» في المسلسل نفسه «عناية مشددة»، فمتى بدأت بكتابة العمل هل قمت بسطر هذه الشخصية لتناسبك أم إنه كان خيار المخرج؟
•• شخصية «هجرس» كانت خيار المخرج أحمد إبراهيم أحمد وخياري.
• منذ عام 2008 وصلت الدراما السورية إلى قمتها، لكنها وفي رأي الكثير من الفنانين لم تستطع أن تحافظ على ألقها، بل نراها قد تهاوت مؤخراً، هل هو عامل الحرب؟ أم إن هناك سيناريو لتغييب الدراما السورية؟ وإذا كان هناك سيناريو من أبطاله؟
•• في رأيي هناك مجموعة كبيرة من الأسباب تعود للظرف الراهن الذي تعيشه البلاد، نحن نتعرض لضغوط كبيرة جداً من الداخل والخارج، وهناك من يعمل في المحطات على إنهاء الدراما السورية وتحجيمها بشكل واحد وهو شكل الأعمال البيئية فقط لا غير، ويقومون بتقديم الدراما الاجتماعية من خلال الأعمال المصرية واللبنانية.
• مؤخراً تطرقت الدراما بشكل كثيف إلى رصد انعكاسات الأزمة على حياة السوريين، في رأيك أي عمل من بين هذه الأعمال لامس الجرح السوري؟
•• الجرح السوري كبير جداً ولا يستطيع عمل درامي أو سينمائي أو مسرحي تقديم كل جوانبه، ولاسيما أن هذا الجرح مازال ينزف حتى هذه اللحظة.
• ظهرت في الموسم الرمضاني الحالي بشخصية «حمزة» في مسلسل طوق البنات ولعبت العام الماضي شخصية «عبدو» في «زمن البرغوت» والآن تقوم بتصوير دورك في «باب الحارة» في جزئه السابع، لماذا هذا الإقبال على ما يسمى «أعمال البيئة الشامية»؟ وهل هي حقاً تجسد البيئة الشامية؟ ولماذا يتجه الممثل عادة لما هو جماهيري عوضاً عن النخبوي؟
•• لقد قمت بأداء شخصية في مسلسل «نساء من هذا الزمن»، والآن في «عناية مشددة» أنا أعمل جاهداً على ألا أكون حكراً للأعمال الشامية فقط، ودخول الممثل في أعمال البيئة ليس خياره ولكنه خيار الدراما السائدة حالياً في سورية.. نلاحظ أن عدد أعمال البيئة يصل إلى العشرات في المقابل أصبح العمل الاجتماعي نادر الوجود، وهذا لا يتعلق بنا كفنانين، هذا يتعلق بالجهات المنتجة.
• بات حضور أعمال البيئة الشامية جزءاً من الموسم الدرامي، لأجل ذلك أنتم –الممثلين- تسوّغون مشاركتكم في أي من نتاجاتها بالمحافظة على وجودكم جماهيريا؟ أم لأنها حققت نقلة نوعية في مسيرتك الفنية؟
•• لا أعتقد أن أعمال البيئة تحقق شيئاً حتى هذه اللحظة؛ ما يحقق نجاح الفنان هو مجموعة الشخصيات التي يقدمها في جميع الأنواع الفنية والألوان الدرامية التي يقدمها من بيئة واجتماعي.
• خلال الموسم الرمضاني الواحد نلاحظ أن الممثل يؤدي أكثر من دور بطولة، بينما هناك ممثلون لا يحصلون على فرصة دور ثانوي أو حتى كومبارس، كيف تفسر هذه الظاهرة؟
•• هذه ليست ظاهرة إنما حالة طبيعية وموجودة في هوليوود كما هي موجودة في أي دراما عربية أو غربية، من الطبيعي أن يقوم ممثلو الصف الأول بأداء أدوار البطولة، ومن غير الطبيعي أن يكون العكس.
• وصف مسلسل «نساء من هذا الزمن» بالعمل الجريء، ماذا أضافت لك تجربة المشاركة في عمل درامي صنف ضمن الطروح الجريئة؟ وهل أنت مع هذه الجرأة التي نراها اليوم؟ وكيف يمكن التمييز بين الجرأة والفجور في الدراما؟
•• وظيفة الفن نقل الحياة إلى المتلقي ضمن قالب فني جميل ومفيد، أما التصوير الفوتوغرافي للحياة فهو قبيح وليس فناً، أنا مع الطرح الجريء، لكن ضمن حدود الحلول الفنية التي يراها المخرج والكاتب، والحل الجريء هو الحل الجميل والمفيد والمختلف، وليس الحل الذي أراه في الحياة كما هو من دون علاج، وأعتقد أن «نساء من هذا الزمن» قد ارتقى نسبياً إلى هذه الحالة.