2014/09/06
مظفر إسماعيل – دار الخليج
رغم قلة ظهورها في المواسم القليلة الماضية تبقى من الأسماء البارزة التي أنجبتها الدراما السورية، مشاركاتها الماضية تثبت أنها من ألمع النجمات السوريات اللواتي يُنجحن أي عمل يشاركن فيه، أطلت على جمهورها في الموسم الرمضاني الماضي من خلال "باب الحارة"، وتصور حاليا مشاهدها في مسلسل "حكايا الفن" .
في التالي، حوار مع الفنانة القديرة صباح بركات تطلعنا من خلاله على آرائها حول بعض شؤون الدراما السورية .
* ما فكرة العمل الجديد؟
- يتناول العمل عبر حلقاته المتنوعة والمنفردة حياة مجموعة من الفنانين العمالقة العظام الذين تركوا أثراً كبيراً في مجال الفن والطرب عبر رحلتهم الفنية الغنية، كما يصور أهم ما قدمه أولئك الفنانون من خلال أعمالهم التي ستبقى خالدة في الذاكرة إلى الأبد .
* ما أهمية هذه النوعية من الأعمال برأيك؟
- يركز "حكايا الفن" كما قلت لك على أسماء مهمة جدا في مجال الفن، مثل فريد الأطرش والقصبجي وغيرهما من العمالقة، وهو بالتالي يعمل على إعادة هذه الأسماء إلى ذاكرة المتابعين الذين انصرف عدد كبير منهم، خاصة الجيل الصاعد إلى الطرب الحديث الذي يفتقد إلى الكثير من عناصر الفن التي لطالما تجسدت في أعمال عظماء الفن الذين يتناولهم العمل عبر حلقاته المنفصلة، وبالتالي، فهو يحمل رسالة مهمة يسعى من خلالها إلى إعادة الفنانين القدامى إلى الذاكرة .
* بالعودة إلى "باب الحارة"، كيف تقيمين العمل من ناحية المبالغة في الأجزاء، كما يقول البعض؟
- العمل نال متابعة كبيرة جداً، كما نال إعجاب الجمهور العريض الذي تابعه، حيث قدم للناس صورة رائعة عن الحياة في البيئة الدمشقية القديمة التي لطالما قامت علاقات الناس فيها على المودة والمحبة والتسامح، وغير ذلك من الصفات الرائعة التي تأتي على رأسها الوطنية، فبين السعي إلى مساعدة الناس لبعضهم البعض، والعمل على نشر المحبة والمودة، والعمل على مقاومة المستعمر، سارت أحداث مسلسل "باب الحارة"، وبالتالي قدم العمل لدمشق صورة رائعة جداً، هذا بالنسبة إلى العمل، أما بالنسبة إلى تعدد الأجزاء، فالعمل نال متابعة كبيرة جداً، وبالتالي كان الناس بانتظار رؤية "باب الحارة" مجدداً، وهذا ما دفع القائمين عليه إلى إنتاج الجزأين الأخيرين .
* لكن الكثيرين يرون في تكرار الأجزاء خنقاً للإبداع والتجديد في الأفكار، كيف ترين الأمر؟
- أنا أختلف مع من يقول هذا الكلام، لأن الأجزاء تأتي قياساً واستناداً إلى حجم المتابعة والنجاح الذي يحققه العمل .
* ما تقييمك لأعمال الموسم الرمضاني الفائت؟
- كانت الأعمال متفاوتة من ناحية المستوى، حيث شاهدت بعض الأعمال، فوجدت بعضها جيدا والبعض الآخر سيئاً، لكن، لجميع الأعمال جمهور، وجميع الأعمال في رأيي نالت متابعة لا بأس بها، وكما يقول المثل الشهير، "لولا تعدد الأذواق، لبارت الأرزاق"، لذلك كل الأعمال نجحت ونالت نصيبا من المتابعة، وبالنسبة لتقييمي، أرى أن الأعمال تراوحت بين الجيد والوسط والضعيف .
* يعيب البعض على الدراما السورية في الموسم الماضي مسألة المبالغة في المشاهد الساخنة كيف ترين الفكرة؟
- في الحقيقة، لاحظت كما الجميع وجود بعض المشاهد "الجريئة" التي فيها الكثير من المبالغة، نحن ندرك أن عدداً كبيراً من الناس يتابعون المسلسلات السورية في شهر رمضان، كان يجب على صانعي هذه الأعمال أن يراعوا مسألة أن الناس بمختلف أعمارهم يشاهدون الأعمال التي تحتوي على المشاهد الساخنة من جهة، وأن يراعوا حرمة الشهر الفضيل من جهة ثانية، أعتقد أن تأجيل عرض هذه الأعمال إلى ما بعد شهر رمضان الكريم كان أفضل من عرضها أثناءه .
* ذهب البعض إلى أبعد من ذلك مطالبين بمنع الأعمال التي تحتوي مشاهد ساخنة من العرض؟
- لا، هذا مبالغ فيه كثيراً، فالأعمال فيها فرص عمل للكثير من الناس، من مصور ومخرج ومنتج وكاتب وغيرهم، وبالتالي فإن الكثير من العائلات تعيش من وراء إنتاج الأعمال على اختلافها، من الأجدى في رأيي التخفيف قليلاً من حدة المشاهد وسخونتها، وتأجيلها إلى ما بعد الشهر الفضيل كما سبق وقلت لك .
* هل تؤيدين الفكرة القائلة إن سفر النجوم السوريين إلى الخارج أثر سلباً في الدراما؟
- سفر النجوم سلاح ذو حدين، فمن جهة، سافر النجوم واستفادوا كثيراً نتيجة مشاركتهم في أعمال عربية بأجور مرتفعة، كما مثلوا الفنان السوري خير تمثيل وتركوا انطباعاً رائعاً جداً رسخ الانطباع السابق الذي تشكل في أذهان المتابعين العرب في الماضي، إضافة إلى أن الكثير من الأسماء الجديدة برز على الشاشة وأخذ فرصته في الوسط الفني، لكن على الجهة المقابلة، افتقدت الدراما السورية عدداً من ألمع النجوم الذين لطالما أغنوا الأعمال السورية بحضورهم .
* لكن الوجوه الجديدة تركت جدلاً كبيراً حول جدارتها، كيف تقيمين مستوى الممثلين الجدد؟
- تفاوت مستوى الوجوه الجديدة في الأعمال التي شاركوا فيها، حيث أظهر عدد لا بأس به منهم موهبة رائعة جدا، عل عكس عدد من الأسماء التي لم تقنع على الإطلاق، وأنا لا أرى خطراً في وجودهم في الدراما السورية، لأنه وكما هو معروف، الوسط الفني يغربل الممثلين، فالجيد يبقى، وغير الجدير يغادر بسرعة .
* من المعروف أن الأزمة السورية أدت إلى غلاء في المعيشة، في رأيك، هل ارتقت أجور الفنانين إلى مستوى الغلاء؟
- ارتفعت أجور الفنان في الأعوام القليلة الماضية، لكن ليس إلى الحد المطلوب، فالفنان بشكل عام يحتاج إلى الكثير من المال لتغطية مصاريف كثيرة قد تغيب عن بال عدد كبير من الناس، وارتفاع الأسعار الحاصل حالياً أثر في الجميع وفي الفنان ككل الناس، أعتقد أن جميع الفنانين يتفقون معي على أن أجور الفنان السوري لا تصل إلى الحد المقبول إطلاقاً، كما أنها لا ترقى إلى قيمة الفنان السوري .
* وأين تتجلى متاعب الدراما السورية؟
- متاعب كثيرة تعانيها الدراما السورية وعلى رأسها الانعكاسات التي أفرزتها الأزمة التي تعيشها البلاد، والتي جعلت من العمل في مجال الدراما صعبا للغاية، صحيح أن جميع مجالات الحياة تأثرت سلباً جراء الأزمة، لكن مجال التمثيل تأثر كثيراً .