2014/08/09
محمد حمدي – مجلة لها
يؤكد البعض أنه جسد شخصية رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى في مسلسل «المرافعة»، لكن النجم السوري باسم ياخور ينفي ذلك، ويجزم بأن الشخصية من وحي خيال المؤلف... في هذا اللقاء يتكلم عن المسلسل والتحضير له الذي استمر ما يقرب من ثلاث سنوات.
ويتحدث أيضاً عن سر إنقاص وزنه، والتوازن الذي يحرص عليه كفنان وزوج وأب، والفرصة العالمية التي ضاعت منه، والأزمة التي جعلته أكثر مرونة في أجره، ويبدي رأيه في عادل إمام ومحمود عبد العزيز ويسرا.
- هل اعتمدت حمية غذائية لإنقاص وزنك؟
عندما ازداد وزني لم أشعر براحة، ولذلك قررت أن أنقصه مهما تحملت من معاناة، فقمت على الفور بأمرين، الأول أني أنقصت معدلات الطعام الذي أتناوله إلى النصف تقريباً، وثانياً بدأت ممارسة الرياضة بشكل يومي.
وبالفعل بدأت ألمس أن منطقة البطن عندي تتلاشى وجسمي أصبح أفضل، ووصلت إلى الشكل الذي ظهرت به على الشاشة في مسلسل «المرافعة».
وهذا أمر جعلني في غاية السعادة، لأنني تجاوزت الأربعين ولا يجوز على الإطلاق أن أترك وزني يزيد دون تحكم فيه، فالأطباء دائما ما ينصحون الإنسان بعد سن الأربعين بالتراجع عما كان يقوم به قبل هذه الفترة، سواء في العشرينيات أو الثلاثينيات، خاصة ما يتعلق بالطعام.
- لكن ما طبيعة الرياضة التي تمارسها يومياً وأنت مشغول بعملك بشكل كبير؟
بالفعل ليس عندي وقت لممارسة كل الرياضات التي أحلم بها، لكنني وجدت ما يكفيني في ممارسة المشي يومياً، من خلال استخدام الآلة الرياضية التي أجري عليها يومياً ما يعادل 5 كيلومترات، وفي المقابل عندما يتوافر لي أي وقت فراغ أمارس رياضات أخرى مثل السباحة.
- ماذا عن مسلسل «المرافعة»؟
أول ما يهمني وأركز عليه عندما يأتيني عمل جديد هو السيناريو، ودون مبالغة سيناريو «المرافعة» جذبني جداً، كما أن الشخصية التي قدمتها كانت جديدة عليَّ تماماً، ووجدت نفسي أمام سيناريو مشوّق وشخصية جديدة، فلم أتردد في قبول العمل الذي يتناول علاقة رجال الأعمال بالسياسة وتزاوج الثروة بالسلطة.
وقد عولجت الفكرة من خلال أحداث مثيرة عن طريق رجل مزواج يحب النساء، رغم أن عنده ولاء لعائلته، وهي حالة من التناقض يعيشها، كما أن الشخصيات الموجودة حول هذا الرجل كلها مثيرة جداً.
- كيف استعددت لهذه الشخصية؟
شخصية جمال أبو الوفا، رجل الأعمال الذي أجسد دوره يعيش حالات مختلفة، فهو أحياناً يهتم بوسامته ويتمتع بخفة الظل، خاصةً عندما يكون في السهرات، لكن عندما يعمل يحسب أدق التفاصيل، وفي السياسة يتمتع بالخبث، أما في بيته فهو أحياناً حنون وفي أوقاتٍ أخرى قاسٍ.
وللحقيقة، طول فترة كتابة المسلسل الذي وصلت إلى ثلاث سنوات، كانت عاملاً مساعداً في الدراسة المتأنية للشخصية، إذ كان المؤلف تامر عبد المنعم يرسل لي الحلقات الواحدة تلو الأخرى، وكنت أدرسها بشكل مستفيض، فكان عندي الوقت الكافي ليخرج العمل بشكل جيد، وبالفعل بذلت مجهوداً كبيراً فيه.
- هل هناك تشابه بينك وبين جمال أبو الوفا؟
(يبتسم)، لا يوجد أي تشابه بيننا، فأنا لا أحب السلطة ولا أنجذب على الإطلاق إلى الثروة الضخمة، لكن جمال أبو الوفا مجرد تحدٍ فني جديد، وشخصية سعيت لتقديمها بشكل متميز، والحمدلله أشعر من ردود الفعل بأن مجهودي الذي بذلته فيها وصل إلى الجمهور بشكل جيد.
- طموح جمال أبو الوفا كان الثروة والسلطة فماذا عن طموح باسم ياخور؟
على مستوى التمثيل، لدي أحلام فنية كبيرة، وعلى المستوى الشخصي كل طموحي توفير السعادة والأمان لعائلتي، وأن أكون وزوجتي وابني سعداء، ولذلك يهمني أن أحقق توازناً بين نجاحي في الفن ونجاحي كزوج وأب مسؤول عن أسرة.
- ما الذي تقصده بأحلامك الفنية الكبيرة؟
أحلم بالسينما العالمية، وبالفعل كانت هناك محاولة للوصول إليها من خلال فيلم مع المخرج العالمي ريدلي سكوت، وتم ترشيحي له وأجريت اختباراً، لكن الاختيار وقع على الممثل غسان مسعود.
ورغم ذلك لن أصاب بإحباط ولن أتنازل عن هذا الحلم، لأنني أسير في الساحة التمثيلية العربية بشكل يرضيني ويجعلني قادراً على تحقيق حلمي، وأعتقد أن هذا حق مشروع.
- هل ترى أن تجارب النجوم العرب القليلة في السينما العالمية مُرضية؟
أي مشاركة عالمية تُحدث فرقاً لصاحبها، وأعتقد أن الفنان عمر الشريف حقّق مكانة كبيرة، وكذلك الفنان غسان مسعود، ومن جيل الشباب خالد النبوي وعمرو واكد وأيضاً جهاد عبدو الذي اختير للوقوف أمام نيكول كيدمان.
قضية «المرافعة» ليست مقتل سوزان تميم
- هل تعبّر شخصية جمال أبو الوفا عن رجل أعمال بعينه خاصةً بعد ما تردّد أن المقصود بها هو رجل الأعمال طلعت مصطفى المسجون حالياً في قضية مقتل المطربة سوزان تميم؟
هذا ليس حقيقياً لأن تركيبة مسلسل «المرافعة» تحتوي على أحداث من خيال تامر عبد المنعم، وسلسلة جرائم قتل وحالة صراع سياسي مع شخصيات عربية، ويوجد الحب والكره داخل العائلة الواحدة، وصراع العائلة الواحدة مع بقية العناصر التي تشكل خطراً عليها، وهذا المزيج يمثل قوة العمل، أما إذا تناولنا مثلاً قصة هشام طلعت بمفردها، فسيكون لدينا عناصر فقيرة لا تشكل عملاً درامياً ناجحاً.
- يشارك في «المرافعة» مجموعة من النجوم فاروق الفيشاوي وطلعت زكريا وسميحة أيوب، كيف وجدت العمل معهم؟
وجودهم كان إضافة كبيرة جداً للعمل، لأنهم قامات كبيرة وكل منهم كان له أداء شديد الخصوصية في العمل، ليس من ذكرت أسماءهم فقط، لكن هناك أيضاً شيرين رضا ودينا وتامر عبد المنعم.
- قدمت من خلال «المرافعة» البطولة المطلقة لأول مرة في الدراما المصرية، هل كنت تسعى لهذه الخطوة؟
قناعتي أن البطولة الحقيقية ليست في تصدر «التتر» أو «الأفيش»، إنما في مدى تأثير الدور في العمل، بدليل أنني قدمت عدداً من الأعمال تركت بها علامة مع الناس، مثل مسلسليْ «حرب الجواسيس» و«ظل المحارب» وفيلم «خليج نعمة»، كلها تركت بها بصمة عند الجمهور، سواء كنت فيها الاسم الأول أم لا، وأنا أحب كثيراً هذه النوعية من الأعمال التي يجتمع فيها أكثر من نجم، وأشعر أن الجمهور يحبها كثيراً، خاصة أن البطولة الفردية أحياناً تكون أحياناً لصالح النجم، بينما الفن أشمل من ذلك.
- ألا تشعر أن تقديمك أدوار الشر تركت انطباعاً عند الحمهور بأنك قاسٍ في حياتك الخاصة؟
(يضحك ويرد) وماذا أفعل؟ هذه هي طبيعة ملامحي، لكنني في الحقيقة شخص لطيف أحب المزاح ولا يوجد بداخلي أي شر على الإطلاق، فالأمر مرتبط فقط بالأدوار التي أمثلها، ورغم أن بعض الفنانين يهربون من أدوار الشر، لكنني أرى أنه يكون فيها أحياناً جذب للمشاهد أكثر من غيرها، ورغم ذلك فأنا قدمت أيضاً أدواراً فيها طيبة ورومانسية.
- هل تسير على خطى محمود المليجي الذي اشتهر بتقديم أدوار الشر؟
(يضحك ويقول) حتى محمود المليجي كان الجميع يشهد له بالطيبة، لكن الأدوار التي تستهويني هي الأدوار المركبة التي تشكل تحدياً خاصاً، وأبذل فيها مجهوداً كبيراً لكي تخرج بالصورة التي أرسمها لها في خيالي وتقربني من الجمهور.
أداء محمود عبد العزيز يستهويني وعادل إمام قدوة حقيقية
- الدراما التاريخية صنعت شهرة كبيرة لك في السوق العربي، لماذا توقف حضورك في هذه النوعية خاصةً أن مسلسل «خالد بن الوليد» كان نقلة كبيرة في مشوارك الفني؟
قبل تقديمي مسلسل «خالد بن الوليد» قدمت مع المخرج حاتم علي شخصية نور الدين الزنكي، وقدمت أيضاً مسلسل «صقر قريش» مع جمال سليمان وقدمت أبو مسلم الخرساني، ثم «خالد بن الوليد» مع المخرج الرائع محمد عزيزية، وأيضاً مسلسلي «ربيع قرطبة» و«قمر بن هاشم»، ونوعت في الأدوار التاريخية، لكن هذه الأعمال صعبة لأن بها أموراً فنية خاصة، مثلا تصنع الماكياج قبل التصوير بساعتين، وتصور في أماكن صعبة، ويحتاج منك الدور لغة عربية سليمة المخارج والحروف والتشكيل، بالإضافة إلى إمكانات خاصة، منها ركوب الخيل الذي أرى نفسي فارساً فيه، لأنني أحبه كثيراً، فالأمر لا يقتصر في الدور التاريخي على حفظك للدور فقط، بل ضرورة تقديمه بشكل متميز حتى تقنع الناس بأنه يشاهد العصر الذي يقدم فيه المسلسل، وهذه الأعمال ممتعة لشعوري أنني أقدم جزءاً من مرحلة تاريخية، لكن لا تنسوا أن الأعمال التاريخية تراجعت في سورية، لأن التصوير يصعب فيها بسبب الأزمة السياسية هناك، مما يجعل تأمين البلاتوهات أمراً صعباً، لكن هناك اتجاه إلى دول أخرى كالمغرب والأردن ومصر، وإن شاء الله سيكون عندي عمل في القريب العاجل.
أجري في الدراما...
- هل صحيح أنك لا تقبل التفاوض في أجرك وتعتبره خطاً أحمر؟
بالنسبة إلى العمل في الدراما السورية، فإن الأزمة السياسية تفرض عليَّ أن أكون مرناً، ومن الممكن أن أتنازل عن نسبة من أجري، لكن في الأساس التنازل غير مطروح إلا إذا كان هناك دور استثنائي، لأنني كممثل أوازن بين الجانبين الفني والمادي، وإذا وجدت نفسي أمام عمل عادي لن أتنازل عن جزء من أجري، أما إذا كان العمل غير مسبوق وسيحقق نقلة كبيرة فمن الممكن التنازل عن جزء منه.
وفي ما يتعلق بمسلسل «المرافعة» فالأجر كان محترماً جداً، واتفقنا على مبلغ مع الشركة المنتجة، وهو زائد عن الأرقام التي حصلت عليها من قبل وأعتبره أجراً عادلاً.
- أنت مقيم في مصر حالياً، كيف ترى القاهرة الآن؟
أستمتع بوجودي بمصر وهذا ليس كلاماً دعائياً، لكن مصر بها حالة من الود الاجتماعي، وهي أشبه بالحالة السورية، خاصةً أنني في سورية أتمتع بحياة اجتماعية ناجحة.
- هل تشاهد المسلسلات في رمضان أم تكتفي بالراحة بعد فترة التصوير لشهور طويلة؟
أحب كثيراً مشاهدة أعمال النجوم الكبار، مثل الفنان الكبير محمود عبد العزيز، فطريقة أدائه وعرضه للشخصيات تستهويني، وأحب أيضاً عادل إمام، لأنه فنان متجدد رغم مشواره الطويل، وأتعلم منه الإصرار وأرى أنه بالفعل قدوة حقيقية، لأنه لا يستسلم للراحة ولا للكسل الفني، وأتمنى أن أعمل معه ومع محمود عبد العزيز مثلما أتمنى أيضاً أن يجمعني عمل مع الفنانة يسرا، لأنني أعتبرها سيدة الدراما العربية.
- كيف تنظر إلى مستقبل بلدك سورية؟
أجد أن الأمل موجود، ولا بديل عن العلم السوري الذي يرفرف في ساحة الأمويين، كما أن الاستقرار السياسي سيترتب عليه عودة النازحين ووقف القتال في البلاد.