2014/07/18
لؤي ماجد سلمان – تشرين
كل عام والضحكة على شفاهكم، من غير كوميديا، من دون مواقف سوداء، أو بالألوان، بيئات شامية، محلية على نحو.. «شيخ حارة، شيخ محشي، مختار، كراكون، شروال، داية، معلّمة، حمّام، عطار، طاسة، جرن، فشافيش» مع حركات منفرة،
و كلام ممجوج ومكرر، قتل للجمل وإعدام لجمال اللهجة الشامية بحبال المساخر العجيبة على أنغام موسيقا تراثية، استخدام استهلاكي للمفردات الشعبية والأمثال، لإعادة طرحها من اليمين إلى الشمال، من الشمال إلى اليمين، ربما بشكل عمودي حتى تخرج الضحكة من حناجركم بالصيني من غير كوميديا، فقط اقتباس من شخصيات درامية سورية، أو أحداث وردت في أعمال سابقة، هكذا وبكل بساطة من خلال هذه التوليفة أعلنا التهريج عليكم بتحريك الرأس للأعلى، للأسفل، بفتح الفم، أو قلب العيون، تحريك الأصابع، سيرك على شكل حمّام، ولزاماً أن تضحك، لأنكَ في «حمام شامي» ستكون أمام عمل من «الطراز الرفيع» جمع فيه المخرج مؤمن الملا فن العمارة الدمشقية بالأموال الإماراتية، إذ لم يغفل عن قسم براني للتهريج وحياكة مقالب مقتبسة من أعمال قديمة، يجلس فيه الزعيم بشواربه المعقوفة، وقسم وسطاني يقف فيه عمال الحمّام للتنصت، و«جواني» لظهور الجن، وضياع «الطاسة»، ورشرشة الماء و«الرغي» من غير فكرة أو موضوع، هناك أيضاً قسم «الأميمي» لن تشاهده إلا إذا أدركت أنك أمام كوميديا خمس نجوم، فأحضرت «أم زكي» من «باب الحارة» و «أبو حاتم نيو» و«أبو النار» بزي «أبو جودت» ليكتمل المشهد، ويقف المشاهد حائراً لا يعرف إن كان عليه الضحك على ذاته، أو على ما يفترض أنه مضحك، بالطبع هذا إن كان من أصحاب الصبر الطويل لسماع أغنية الشارة الطويلة، حتى يتابع ما تيسر له من ثرثرات مجانية، وقصص رديئة زادها الحضور النسائي سخافة وإسفافاً، فلا قضايا مهمة، ولا قضايا اجتماعية، اقتصادية، أو حتى سياسية مطروحة، وكأن النص لأبطال الحكايا الكرتونية «توم وجيري» لكن داخل «حمّام شامي» معد على نية الكوميديا، ربما كانت الجائزة التي نالها العمل في مهرجان «الخليج للإذاعة والتلفزيون» قبل أن يعرض، جعلت أسرة العمل تعتقد أن الجائزة بمنزلة إعلان نجاح، وعليه سيلاقي العمل جماهيرية واسعة، لكن بعد عرض خمس عشرة حلقة، تبين أن الجائزة استحقها لأنه من إنتاج الخليج فقط، وربما على مقاس الكوميديا الخليجية، التي تعتمد على الابتذال، الحركات البهلوانية والمهزلة، كوميديا بعيدة عن النقد الساخر والموضوعي، كوميديا اعتقدوا أن الضحك والتهريج شرط أساس لها، متغافلين عن عمد أو جهل كيف تكون هذه الصنعة فناً راقياً له قواعد، وأساليب لإيصال فكرة وبسمة للمتلقي، من دون الحاجة لربط بالجنازير وتقمص شخصية المتشرد العبقري «شارلي شابلن» وحركاته وزجها في بيئة شامية، وأحداث ضاع غربها بشرقها في حارة شامية افتراضية داخل استوديوهات أبو ظبي.