2014/05/18
أمين حمادة - الحياة
لطالما شكلت ثنائية عباس النوري وبسام كوسا متعة لجمهورالدراما، كما حصل مثلاً في «ليالي الصالحية» و«باب الحارة1». وستشهد الشاشات الرمضانية مجدداً هذا العام، حرباً ضروس بين النجمين. إذ يؤدي كوسا في مسلسل «الغربال» دور «أبو جابر» الذي يقتل زعيم الحارة «أبو سالم» وابنه. ويتقرّب من الفرنسيين لدعمه في الوصول الى الزعامة، بعد ان يلفق التهمة لخصمه اللدود «أبو عرب» الذي يؤديه النوري. والمفارقة أنّ نجل الممثل عباس النوري ميّار، يجسد شخصية ابن الممثل بسّام كوسا في العمل، ويساند «أبو عرب» المظلوم بسبب حبه لابنته، ويقع ضحية أخطاء وجرائم والده.
يتحدث ميّار إلى «الحياة» عن هذه التجربة قائلاً: «ان طرق العمل مختلفة لدى النجمين. كل ممثل له طرق معينة ليجذب المشاهد ويجعله يحب ويتعلق بالشخصية. والدي يحب السيطرة والاندفاع يسيطر على مشاعره من الخارج الى الداخل، أما الاستاذ بسام كوسا فيعتمد العكس تماماً، ويقدم مشاعره من الداخل الى الخارج». وعن وقوفه امام والده يقول: «تجربة جميلة جداً ان اعمل معه ولكن بدور يخرج عن سلطة العائلة قليلاً، وهو يوجهني كثيراً ويقدم لي الملاحظات، كأي ممثل يعطيها لممثل آخر»، علماً ان ميّار النوري خريج إخراج سينمائي من الولايات المتحدة.
ويبدو ان جمع العمل بين النوري وكوسا، محاولة واضحة من شركة الإنتاج لخلق عامل قويّ لمنافسة الجزء الجديد من «باب الحارة». اذ ترى المنتجة ديالا الأحمر أنّ «النجم عندما يكون في مقابله نجم آخر يقدم طاقة أكبر بكثير ويعطي من قلبه أكثر، لأن كل نجم يحاول سرقة الأضواء لنفسه، لذلك وجدنا كشركة ان من المهم جمعهما معاً». وتتساءل الأحمر: «كل واحد منهما لوحده يقدم عملاً ضخماً، فكيف ان كانا معاً؟». كما تعتبر ان تقديم «الغربال» هذا العام بشكل او بآخر هو تحد لـ «باب الحارة الذي فقد شعبيته في الأجزاء الأخيرة بعد ان توقف المخرج بسام الملا عن اخراجه، وبوجوده هذا العام يجب ان نكون متميزين اكثر من السنوات التي مضت». وتشير الى ثقتها المطلقة بنجاح العمل بمجهود كاتبه ومخرجه ونجومه «الذين سيضيفون الجديد الى البيئة الشامية وسيضعون «الغربال» في وجه «باب الحارة» والمشاهد هو من سيحكم على العمل الأفضل في رمضان». علماً ان الشركة قدمت سابقاً العديد من أعمال «البيئة الشامية» الناجحة مثل «الاميمي» و«الدبور» و«بيت جدي». وتكشف الأحمر في هذا الإطار، ان العمل سيعرض على قنوات «الجديد» و«الكويت» و«فلسطين» و«الشارقة».
وكان المخرج ناجي طعمة صوّر آخر مشاهد «الغربال» الأحد الماضي. والعمل من تأليف سيف حامد وانتاج شركة «غولدن لاين للإنتاج الفني»، وصوّر كاملاً في العاصمة السورية، اذ تدور احداثه في دمشق خلال عام 1927، وبين حارات الشاغور وباب توما وساروجة، لتغطي فترة الحراك السياسي ضد المحتل الفرنسيّ في قالب اجتماعيّ مستوحى من حقائق تاريخية. وجمع في البطولة منى واصف، أمل عرفة، عبدالمنعم عمايري، كندا حنا، معتصم النهار، ليليا الأطرش، نزار أبو حجر. وتتحدث الممثلة ناهد الحلبي عن دورها في العمل، قائلة: «أجسد دور داية الحارة «ام خليل» التي تنتقل من بيت الى بيت لتحلّ مشكلات نساء الحارة ولتعمل كممرضة وخطابة». امّا الممثلة مديحة كنيفاتي فتقول انها تلعب دور «سمية، الفتاة التي ربّاها جدّها على المبادىء والقيم والأخلاق التي نفتقدها في أيامنا هذه، الى أن يحصل ما يجبرها على الزواج من رجل قاسٍ يتعرض لها بالضرب والإهانة طوال الوقت».
يذكر ان الفنان عبدالرحمن آل رشي توفي قبل إنهاء مشاهده، ما اضطر المخرج الى تعديل الحوار ونقل دور الأول الى ممثلين آخرين، بحسب مدير الإنتاج يامن ست البنين.