2014/05/14
بوسطة- متابعة: علي المحمد
رغم تأثرها الكبير بما يجري في سوريا، تتابع النجمة السوريّة نادين تحسين بك نشاط الفني، حيث افتتحت هذا الموسم بفيلمين سينمائيّين في دمشق، وشاركت بالمسلسل الاجتماعي الجديد "القربان".
وفي مقابلة لها مع مجلة "سيدتي" عبرت نادين عن تأثرها الكبير بالأزمة التي غيرتها كثيراً، وقالت عن ذلك: "نضجت بشكل مفاجئ، وهذا ما أصاب جميع السّوريين، وهذا النوّع من النّضج نوعاً ما مؤلم، لأنّه مبنيّ على حزن وألم، وكأنّ الدّنيا تجبرنا على أن نكبر قبل أواننا، ... كنت أحّب حالة الطّفولة التي لازمتني فترة طويلة، والأزمة للأسف أفقدتني طفولتي."
إلا أن ذلك لم يمنعها من متابعة نشاطها الفني والسينمائي، والذي بدا لافتاً مؤخراً وردّت نادين سببه إلى أن :"السينما حالة مغرية لأيّ ممثّل، والحماس اتّجاه السينما لا يحتاج إلى أسباب واضحة، فالسّحر الذّي يعيشه الفنّان في السّينما لايستطيع الممثل تعويضه في العمل التلفزيوني، وإن كان يستطيع أن يعيشه بشكل آخر على خشبة المسرح."
واعتبرت نادين أن المشاريع الشبابية السينمائية والمسرحية دافع قوي للسينما والمسرح في سوريا فـ "الشّباب السّوري يتمتّع بثقافة وطموح ورغبة قويّة في التقدّم، والتّغيير للانتقال بالسينما السورية، والمسرح إلى مرحلة جديدة"، وأضافت: "الدّليل على هذا أنّ نسبة كبيرة من هذه الأفلام حالياً تشارك في مهرجانات عالميّة، وتحصد جوائزها"
أولى مشاركاتها السينمائية هذا العام كانت في فيلم "الرّجل الذي صنع فيلماً" من تأليف علي وجيه، وإخراج أحمد إبراهيم أحمد، وجسدت نادين فيه شخصيّة امرأة تدخل إلى دار سينما توزّع فيها جوائز للأفلام، وترتكب مجزرة بحق كلّ من حضر، وعلقت نادين على دورها بالقول: "الحقيقة أنّ الفعل في هذا الفيلم أقسى بكثير من الغاية، وربّما يصعب عليّ شرح الحالة بشكل عام، ولكن على أرض الواقع حمامات دم يُراق من أجل الكثير من الغايات الشخصية."
أما فيلمها الثاني فكان "غرفة افتراضية على السطح" من تأليف سهى مصطفى، وإخراج سهير سرميني، وتناول العمل قصة الشابة الثلاثينية "هدى" الحالمة بالزواج والاستقرار ومن خلال قصتها وعلاقاتها مع صديقاتها وجاراتها نتغلغل في الكثير من العوالم الأنثوية على خلفية تفاصيل الأحداث في سوريا.
على صعيد الدراما تشارك نادين في العمل الاجتماعي الجديد "القربان" من تأليف رامي كوسا، وإخراج علاء الدين كوكش، والذي جسدت فيه شخصية "ندين" الفتاة السورية البسيطة، والطيبة، وهي "تمثّل شريحة كبيرة من السوريين ... شّخصيّة بريئة، إلا أنّها تفهم أصول الحياة والتّعامل مع الناس، كما أنها فتاة مؤمنة تحمل الله في قلبها، لا تبحث عنه في عيون البشر.".
وهذه التجربة الأولى لنادين، التي تجسّد فيها شخصيّة الفتاة المحجبة في عمل دراميّ فـ "هذا النوع من الشّخصيّات حقيقة هو مسؤوليّة تبدأ من الكاتب والمخرج، انتهاءً بالممثّلة، علينا أن نعرف كيف نقدّمه بشكله الحقيقيّ والصّحيح، وأيّ خطأ في هذا المدلول سيكون سبباً لإشكاليّة حقيقيّة، كما أننا في مجتمع، نسبة كبيرة منه محجّبات. وبرأيي الخاصّ، علينا أن نتعاطى مع هذه الأدوار بمصداقيّة واحترام، وهذا سبب مهمّ من الأسباب التي جعلتني أحبّ "ندين" أكثر من الأدوار الأخرى."
وبررت الفنانة السورية ندرة ظهورها الإعلامي بـ "أسباب كثيرة، أهمّها شعوري بأنّ المهم الذي يجب أن أتحدّث عنه لم أقم به حتّى هذه اللحظة، فأنا أتعاطى مع الصّحافة من وجهة نظري الخاصّة"،
فهي لا تتعامل مع الصحافة كـ "طريقة للانتشار وحسب، بل نافذة من خلالها تسلّط الأضواء على كلّ ما هو مهمّ. وللأسف أن الكثيرين يتعاطون مع الصّحافة على أنّها مجرّد طريقة لترسيخ أنفسهم في ذاكرة الناس."