2014/04/27
لينا سكيف – دار الخليج
من منا لايعرف "فريال خانم" المرأة القوية صانعة المكائد ل"أم عصام"، لكنها في الحقيقة على عكس تلك الشخصية تماماً، فهي صاحبة قلب طيب جداً، وتكره الشخصية الانفعالية وتفضل العقلانية عليها . . استطاعت خلال سنوات أن تصنع بصمتها الخاصة في الفن لتغدو إحدى أهم الفنانات السوريات خاصة والعربيات عامة . . هي الفنانة الكبيرة قدراً وفناً وفاء موصلي التي حاورتها "الخليج" في آخر أعمالها والشخصيات التي تؤديها هذا العام من خلال التالي:
* تترددين مؤخراً إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون السوري، ما السبب؟
- أشارك في برنامج إذاعي اسمه "ظواهر مدهشة" في عدد من حلقاته وفي الحلقات التي أسجلها بالتزامن مع إجراء هذا الحوار، أؤدي شخصية "عفراء" في هذا العمل، وبالرغم من انشغالي بالتصوير التلفزيوني فإنني أحب أن أعمل في الإذاعة .
* ما حقيقة الخلاف مع شركة (ABC) المنتجة لمسلسل "زنود الست" ووصوله للقضاء؟
- لا يوجد أي خلاف أو مشكلة بيننا، وفوجئت بأنه في الحلقات الأربع الأخيرة تم استبدالي، رغم أنني قمت بتصوير الجزء الأول والثاني وحتى الثالث، وكنت محتضنة للعمل وأتعامل معه بإخلاص شديد لدرجة كبيرة، حتى أنني قمت بأشياء ومساعدات ليس من المفروض أن أقوم بها، كأن أكتب مقادير الطبخة وطريقة تحضيرها، لأنهم كانوا أحياناً في اليوم نفسه يغيرون الطبخة المفترض أن نصورها، فكنت أجلس مع الشيف في وقت فراغي وآخذ منه مقادير الطبخة، وطريقة تحضيرها وأدونها، وعلى صعيد الزملاء والزميلات والفنين كان الجو أكثر من رائع، لذلك استغربت أنهم استبدلوني في الأربع حلقات الأخيرة .
* كيف تم الاستبدال؟
- لي أخوات في المسلسل هن الزميلة سلمى المصري والزميلة مرح جبر، ولي أخت زوج هي الزميلة أمية ملص فقامت الشركة بحذف اسمي ووضع أسمائهن على أساس أنني قد سافرت، وحتى الآن ما أزال مستغربة من سبب هذا التصرف غير المبرر، لأنه لا يوجد أي خلاف ولم يشتكِ مني أحد، حتى في آخر يوم صورت فيه لم يحدث أي خلاف، وكانت هنالك كاميرا التلفزيون في موقع العمل وصورت تقريراً عن المسلسل، وتحدثت فيه عن مدى استمتاعنا بهذا العمل وعن شركة الإنتاج وعن فريق العمل الذي ساهم في نجاحه، وحتى الأشخاص خلف الكواليس كالشيف، لذلك أنا مستغربة من تصرفهم وهذا الأمر سيبرره القضاء، وأنا أشير ولا أتهم إلى أن لي مبلغاً كبيراً من المال معهم .
* هل من الممكن أن تكرري تجربة التعامل مع الشركة المنتجة لمسلسل "زنود الست" مرة أخرى؟
- ادعت شركة الإنتاج أشياء غير موجودة أصلاً فقالوا إنني أرقص وأغني على هواي أثناء العمل، وهذا غير منطقي وغير معقول، لأن الجميع يعلم أنني شخصية جدية وملتزمة، وهذا الكلام مكتوب في الدعوى القضائية وهو أمر مستغرب جداً، أما عن التعامل معهم مرة أخرى أم لا . . فسأقول: لو حدث بيني وبين شركة ما مشكلة أو خلاف فأنا لدي خياران إما أن أتحاور معها وأعرف سبب الخلاف وأزيله، والخيار الثاني أن أنهي تصوير عملي وألا أتعاون معها مرة أخرى، وقد حدث سابقاً خلاف مع إحدى الشركات وأزلنا الخلاف وعدنا للتعاون مجدداً، أما بالنسبة إلى الشركة المنتجة لمسلسل "زنود الست" إذا تعاونت معهم مرة أخرى، فسأعد من الواحد إلى الألف وسأكون دقيقة كثيراً في التعامل والشروط، لأن ما حدث غير مفهوم نهائياً، وإذا قلنا على صعيد التمثيل فأنا صورت الجزء الأول والثاني والثالث، وعلى صعيد التعامل مع فريق العمل هذا أيضاً هو التعامل الثالث بيننا لهذا المسلسل والجميع يشهد على تعاملي الجيد، حتى في حال حدوث مشكلة بين زملاء العمل كنت أتدخل بكل محبة وأصلح بينهم، وفي الوسط الفني مشهود لي أنني أتعامل مع الزملاء وفريق العمل بطريقة لائقة محترمة ومهنية، وما أستغربه أنه تهيأ لهذه الشركة فريق "كاست" فني متعاون جداً ومتفاهم وحقق نجاحاً للعمل في جميع أجزائه، كما حصد نسبة متابعة كبيرة، لذلك كان تصرفها غير مبرر، فأصبح لدي الفضول لأعرف السبب وراء ماحصل وعلى هذا أترك كلمة الفصل للقضاء .
* هل أجرك كفنانة يرضيك؟
- بشكل عام قبل الأزمة كان أجري يرضيني، أما خلال الأزمة فالمواد الاستهلاكية ارتفعت بين 300 إلى 400 % لذلك يفترض لأجرنا أن يرتفع بشكل طردي لكنه لم يرتفع، وخاصة نحن الذين بقينا هنا، ونحن نحب أن نبقى في بلدنا رغم كل شيء، لأن ما يربطنا بها أكثر من مجرد ذكريات . . هي جزء منا ونحن أجزاء منها، ولها حق علينا، وشركات الإنتاج لم تأخذ في الحسبان هذا الارتفاع، أو ربما هذا الارتفاع أتى على الشركات أيضاً، لذلك سآخذ في حسابي أن الشركة عندما تريد أن تستأجر اليوم بيتاً لأجل التصوير، فستدفع ربما أربعة أضعاف المبلغ الذي كانت تدفعه قبل الأزمة وأظن أنه يجب أن نلتمس العذر لهم ونراعي ظرفهم حسب المعطيات الجديدة، وأنا لدي القدرة على التماس الأعذار .
* هل ارتفع أجرك أم نقص خلال الازمة؟
- ارتفع بمقدار أقل من 75% .
* بكل شفافية، هل حدث أن رفضتِ عملاً من أجل أجره؟
- نعم في سنوات سابقة، لكن هذا العام لم أرفض أي عمل من أجل أجره .
* حدثينا عن دورك في مسلسل "القربان" مع المخرج علاء الدين كوكش؟
- العمل يتناول الأزمة، كما أن هنالك أشياء قرأتها في النص فوجئت بها وقلت لهم: أيعقل أن تحدث هذه الأمور؟ المسلسل يتحدث بشفافية وجرأة كبيرة، وأنا أشكر إدارة مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني على آلية العمل والتعامل مع الأزمة من خلال هذا العمل لأنه جريء جداً، والشخصية التي ألعبها أيضا جديدة بالنسبة لي، حيث أؤدي دور امرأة لها ابن وابنة وزوجها لديه مشكلة نفسية، ويجب أن تتعامل مع هذه الحالة، ولن أتكلم كثيراً عن دوري حتى لا أحرقه .
* وعن دورك في مسلسل "خان الدروايش"؟
- صورت حلقة واحدة في المسلسل، وهي بعنوان "حلم وواقع" والمخرج سالم سويد مخرج موهوب جداً، وقد تعامل بطريقة فنية محترفة مع الحلم والواقع، واستمتعت بها كثيراً وهي تحكي عن حقبة زمنية قديمة، ألعب فيها دور أم لعنصر في الشرطة من الطبقة الفقيرة، وفجأة نرى أن ابنها أصبح يوزباشي فتطلب منه أن يحضر لها بيتاً ومزرعة وكل ما تشتهيه، بعد ذلك يصحو الابن من الحلم ويجد نفسه على الأرض، وأنا الآن أفصحت عن نهاية الحقلة لأجلك، ورغم أن أحداثها تدور في زمن قديم إلا أن فيه اسقاطات لها علاقة بفساد هذه الأيام .
* عن ماذا تدور خماسية "طيران" وما دورك فيها؟
- تتحدث الخماسية عن الأزمة وأثرها الاجتماعي والاقتصادي والنفسي وحتى الجسدي، ومن خلال هذا العمل نجد أن شخصيات العمل تفقد كثير من الأشخاص المقربين منهم والأثر النفسي الذي يتركه هذا الفقد، وكذلك نرى الأثر النفسي لشخص ما عندما يفقد أحد أعضائه .
* لماذا قامت شركة إنتاج مسلسل "باب الحارة" بتصوير الجزأين السادس والسابع معاً في وقت واحد؟
- يجوز أن يكون تصوير الجزأين معاً بسبب الظروف لا أعلم، فمثلاً الزميل الراحل وفيق الزعيم رحمه الله غادرنا ورحل فحل محله سليم صبري من الممكن أن يكون أيضاً هذا سبب آخر، لكن الجهة المنتجة وحدها تعرف السبب .
* ما التطورات التي تطرأ على شخصية فريال في هذين الجزأين؟
- شخصية فريال ماتزال هي نفسها، المرأة الانفعالية التي تسعى لتحقيق ما تريده حتى لو يكن جيداً ثم تعود لتقول لماذا فعلت ذلك! ولاننسى أن فريال مثل كل شخصيات العمل هم أشخاص وطنيون ويحبون الوطن، والتطورات الجديدة أن هنالك خطوطاً رومانسية في العمل، ويوجد شيء له علاقة بالإسقاطات على الواقع في ذلك الوقت (موضوع المصالحة التقسيم من قبل المحتل .
* "فريال" شخصية مستفزة وليست سهلة، كم تجدين صعوبة في أداء أدوار كهذه؟
- واجهت صعوبة على صُعد عدة أولاً أنني لا أحب الشخصية الانفعالية وأفضل العقلانية، لكن الممثل يجب أن يؤدي جميع الشخصيات، ثانياً والشيء الذي أقوله دائماً أن خصم "فريال" هي "سعاد" الفنانة صباح الجزائري، وأنا أحبها كثيراً وليس فقط أنا بل الناس تحبها أيضاً، فبالتالي يكيلون لي الصاع صاعين، وإذا كرهوني لشخصية "فريال" فهم سيكرهونني أيضاً لأني أتعامل مع "أم عصام" بهذه الطريقة السيئة، فشخصية "فريال" ممتعة بالنسبة لي، وأصبحت سهلة باعتبار أنني أمسكت خيوطها ابتداءً من الجزء الأول .