2014/04/01
مظفر إسماعيل – دار الخليج
رغم كثرة الأعمال الدمشقية التي أنتجتها الدراما السورية في الأعوام الماضية، فإن الفنانة سوسن ميخائيل تظهر في الموسم الحالي لأول مرة في عمل دمشقي، كما تلقي العتب واللوم على القائمين على هذه النوعية من الأعمال، وتحمّلهم مسؤولية تأخرها في الوصول إليها، وهي تطل في الموسم الرمضاني المقبل في أعمال عدة ستجعل منها أحد أبرز وجوه الوسط الفني في العام الحالي . "الخليج" التقت الفنانة في هذا الحوار الشامل:
* ما الأعمال التي تشاركين فيها هذا الموسم؟
- أشارك في مجموعة من الأعمال التي ستعرض خلال موسم رمضان المقبل، حيث أحل ضيفة في مسلسل "زنود الست" مع المخرج تامر إسحق، وهو من تأليف رماح جويان، كما أشارك في مسلسل "خان الدراويش"، للمخرج سالم سويد والمؤلف مروان قاووق وإنتاج "الفينيقية"، وفي خماسية "صرخة الروح" من إخراج إياد نحاس، وهي عن نص للكاتب فادي قوشقجي، وأشارك أيضاً في مسلسل "الجرة" لفادي غازي، وأحل فيه ضيفة، كما قمت مؤخراً بالتوقيع لمسلسل "بقعة ضوء" إضافة إلى توقيعي مع المخرج الكبير المثنى صبح على عمل يحمل عنوان "أبواب الريح" وهو من تأليف خلدون قبلان، وتنتجه سوريا الدولية للإنتاج الفني .
* هل من فكرة عن الشخصيات التي تجسدينها في أبرز مشاركاتك؟
- أجسد في مسلسل "زنود الست" دور ضيفة تأتي من الساحل وتتحدث اللهجة الساحلية، وفي مسلسل "خان الدراويش" أؤدي دور امرأة تأتي من تركيا، وهي محتالة جداً وتدور حولها بعض الإشكاليات التي تجعل منها شخصية مميزة، وجميع الأدوار الأخرى صغيرة لا أود الدخول في تفاصيلها، وأجزم أنها جميعها ستنال إعجاب جمهوري الحبيب .
* تحضرين للمرة الأولى في مسلسل بيئي دمشقي، ما السبب الذي دفعك هذا الموسم للمشاركة في هذه النوعية من الأعمال الواسعة الانتشار؟
- أشارك هذا الموسم في أكثر من دور في أعمال شامية، وكنت دائماً أتمنى أن أشارك في مسلسل شامي لأنني ابنة الشام، والأعمال تتحدث عن بيئتي وعن المجتمع الذي أعيش فيه، لكن الفرصة لم تتح لي قبل الموسم الحالي، فالمسلسلات الشامية تمتاز بأهمية كبيرة جداً، نظراً لكونها تتناول الحياة التي تدور في مجتمع من أعرق المجتمعات السورية خاصة والعربية على وجه العموم، وعندما تلقيت عرض نص مسلسل "أبواب الريح" للمثنى صبح، وافقت على الفور، لأن العمل موثّق ويتناول أحداثاً دارت قبل أكثر من مئة وخمسين سنة، ويحمل فكرة جديدة ومهمة للغاية بالنسبة لدمشق .
* إذاً، تأخر ظهورك في عمل دمشقي ليس قراراً ذاتياً؟
- بالتأكيد، فالعتب موجّه للقائمين على الأعمال الدمشقية لأنهم لم يقدّموا لي العروض في الماضي، وكانت هناك مجموعة كبيرة من الأعمال الدمشقية وكان بالإمكان أن أظهر في أحدها على الأقل لولا إغفال القائمين عليها لي .
* نظرة تشاؤمية تلك التي يحملها بعض الممثلين حيال واقع الدراما السورية، كيف ترين واقعها في الفترة الحالية؟
- أختلف مع من يرى أن الدراما السورية مهددة بالانهيار أو أنها في مرحلة السقوط، لأنها برأيي تحتل مرتبة الريادة منذ سنوات عدة، نحن في حالة حرب ومن الظلم أن نتحدّث عن الدراما بهذه الطريقة في حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد، نعمل ونقدّم الأعمال المميزة التي تنال متابعة واسعة جداً في العالم العربي، ومجرد العمل في هذه الظروف يعد نجاحاً من وجهة نظري .
وأعتقد أن الدراما في سوريا بخير وأنها ستحقق المزيد من التألق والنجاح في الأعوام المقبلة بفضل ما تمتلكه من مقومات نجاح حقيقة .
* ظهرت حالياً أسماء كثيرة ووجوه جديدة، كيف تقيّمين المستوى الذي قدموه، وهل تعتقدين أنهم سدّوا الفراغ الذي خلّفه غياب عدد كبير من أسماء الخبرة وسفرهم خارج سوريا؟
- أعجبني كثيراً المستوى الذي قدمه الممثلون الجدد، حيث أدّوا بطريقة رائعة للغاية أثبتت أن الممثل السوري موهوب بطبيعته، حيث لاحظنا أعمالاً كثيرة تشهد ظهور ممثلين للمرة الأولى، وكانوا عند حسن الظن وأبلوا بلاءً حسناً . أما بالنسبة لمسألة سد الفراغ، فأنا لا أرى أن من غادر البلاد قد ترك فراغاً، فلدينا في سوريا عدد كبير من النجوم الذين يستطيعون إنجاح أي عمل مهما كان حجمه .
* يقال إن كثرة عدد الممثلين تسبب قلة الأدوار بالنسبة لكثير من الممثلين، ما رأيك؟
- هناك شللية واضحة جداً في الوسط الفني السوري، فيكفي أن نقول اسم المخرج لنعرف من الممثلين الذين سيشاركون في العمل، الشللية أمر سلبي للغاية، ومن الضروري أن يكون هناك عدل في توزيع الأدوار بين جميع الممثلين، وأنا هنا لا أوجه اللوم إلى شركات الإنتاج الخاصة بقدر ما أوجهه للمؤسسة العامة للإنتاج الفني، المسؤولة عن تأمين العمل لجميع الممثلين، ولأن المؤسسة تابعة للدولة ومن واجبها أن تتصرف بطريقة الأم تجاه جميع الفنانين، عليها أن تحارب مثل هذه الأمور التي تعد من العيوب التي تعاني منها الدراما في بلدنا .
* برأيك، هل لعب الفنان السوري دوره الحقيقي والفعال حيال ما يجري في سوريا أثناء الأزمة؟
- قامت الدراما السورية بتقديم عدد لا بأس به من المسلسلات والأعمال التي تناولت موضوع الأزمة، وبعض الأعمال ناقش ما يجري وأوضح للمتابع عدداً من النقاط المهمة التي تفسّر حقيقة ما يجري في البلاد، لذلك نقول إن الفنان السوري عمل قدر المستطاع وشارك في تقديم الصورة الحقيقية التي تمثّل حقيقة الأزمة في سوريا . والدراما تعمل في الفترة الحالية في ظروف صعبة للغاية، ومجرّد العمل في هذه الظروف يعد شيئاً إيجابياً يؤكد أن الحياة في سوريا مستمرة ولم تتوقف كما يصورها البعض، وأنا أوجه التحية للدراما السورية التي تستمر بالعمل مهما اشتدّت صعوبة الظروف المحيطة بها، والتي توفر للفنان الفرصة للعمل ولأخذ دوره الحقيقي في هذه الأيام الصعبة التي نعيشها .
* نهاية، كيف هي علاقتك بالإعلام الذي يشتكي منه الكثير من المشاهير؟
- تعرّضت في الماضي إلى مشكلات عدة تسبب بها الإعلام، وأنا أصفه بالإعلام التجاري وغير الموضوعي، طبعاً أنا هنا لا أعمّم القول، لأن الإعلام بشكل عام هو مرآة الدراما والنجوم والفن، لكن توجد بعض الأطراف الإعلامية في جميع أنحاء العالم تعمل بطريقة سلبية ولا يهمها إلا التجارة لا أكثر، لذلك أنا لا أظهر كثيراً في الإعلام ولجأت مؤخراً إلى شخص وسيط بيني وبين الإعلام لتفادي الشائعات والمشكلات .