2014/03/13
وسام حمود – الوطن السورية
كنسمة ربيع جميل هي، في عينيها وميض يوحي للناظر إليهما ماذا تحمل في قلبها، ابتسامتها تكفي لتسحرك بحضورها، وحديثها، وعفويتها، ليس غزلا بقدر ما هو حقيقة تتجسد في شخصها اللطيف، لا تشعر للحظة أنها تعيش في وسط يتوقع الجميع أن من يعمل به يمتلك بعضا من غرور، رقيقة لدرجة تحتار كيف ستطرح سؤالك عليها،
وعفويتها تدفعك لتطيل حوارك لأنك سعيد بحضورها، تميزت على الشاشة بعيونها الجميلة، واطلالتها اللطيفة، تركت بصمة لدى المتلقي وخاصة في دور دلال الذي قدمته في مسلسل باب الحارة بكافة أجزائه وباتت ضيف مرحباً بها في كل وقت، وينتظرها المتابع بفارغ الصبر في المسلسل التركي المدبلج سنوات الضياع الذي أدت من خلاله بصوتها العذب دور الممثلة التركية توبا، التي عرفت بلميس، ممثلة موهوبة، متميزة، تختار أعمالها بدقة، وهذا كان سبب غيابها، إضافة لأمور أخرى سنعرفها من خلال هذا الحوار الذي أجرته معها «الوطن».
أطلت الغياب عن الشاشة، ما السبب؟
آخر عمل لي كان باب الحارة، وخلال تصويري فيه كنت حاملاً، وأنجبت طفلي، والابتعاد كان قرارا نابعا مني للتفرغ لطفلي، وبسبب الظروف أيضاً فضلت الأجواء العائلية على العمل، والآن بعدما كبر أبني قررت العودة، كما أني اشتقت لدمشق، وبدأت العودة حينما اتصل بي مدير إنتاج باب الحارة، وكنت أكثر من مرحبة..
ما الذي افتقدته في حياتك بعد أربع سنوات غياب عن الشاشة؟
الذي افتقدته في حياتي الممثلة، ولكن وجودي مع عائلتي جعلني أتعامل مع التمثيل كمهنة، وبما أني كنت منقطعة قررت عودة منتقاة، ولم أرد أن استمر في حالة الإدمان، فالعمل لدي يبدأ باللوكيشين، وينتهي باللوكيشين، ولا آخذه معي إلى البيت، الابتعاد نبهني إلى فكرة أن أتعاطى مع هذه المهنة بروية أكثر، ورغم غيابي لكني بقيت مواكبة ومتابعة للفن لأنه في دمي.
ما الجديد في باب الحارة هذا العام؟
بالنسبة لشخصيتي في العمل (دلال) لا يوجد انعطاف، الشخصية مستمرة ضمن سياقها، الفتاة الحنون، علاقتها الرائعة مع أسرتها، فبحكم ظرفها تمارس حياتها من خلال الشخصيات الأخرى، ولكن هناك خطوط جديدة في العمل، لافتة وجميلة، ومتطورة وخاصة في الجزء السابع، كدور المرأة الذي يأخذ منحى جديدا، تكون فيه المرأة أكثر جرأة، ولها دور مهم وكبير يترك للمتابع ليراه خلال عرضه على الشاشة..
لك تجربة لامعه في الدوبلاج كيف بدأت؟
بدأت بتجربة صغيرة مع لورا أبو أسعد التي شجعتني على العمل، وهي التي طلبتني لأول دور لممثلة توبا، ولم يكن مسلسل سنوات الضياع كما يعتقد البعض، بل إكليل الورد، وكانت لميس هي الشخصية الثانية وليست الأساسية في العمل، وبعد نجاح التجربة مع القناة التركية التي عرضت العمل، طلبت مني أعمالاً أكثر لشخصية لميس الممثلة (توبا) وجاءت عروض كثيرة ولكني فضلت أعمال توبا واكتفيت بها، وبانقطاعي عن العمل انقطعت أيضاً عن شخصية لميس.
ماذا أضاف لك الدوبلاج؟
كانت تجربة جديدة، والممتع في هذا العمل هو التحدي، فأنت تكثف كل إبداعك بالصوت، في حين في التمثيل تعتمد على حركة الجسد الشكل، هذه التجربة أضافت لي الكثير فالناس تعلقت بشخصية لميس وحقق لي انتشارا لأنه كان يعرض بالتوازي مع باب الحارة..
ما الأسس التي تستندين عليها لاختيار أدوارك؟
بعد قراءة النص، هناك ثلاثة عناصر، الكاتب، المخرج، وشركة الإنتاج، هذه العناصر إذا كانت جيدة وافقت على العمل، وما يغريني في مخرج باب الحارة ويشدني إليه أولا وفائي له فهذا العمل لي معه علاقة جميلة فأنا أغار على شخصية دلال ولا أحب أن أتركها لأحد غيري، ومهما كانت نتائج العمل يكف أني اجتمعت مع مخرج باب الحارة عزام فوق العادة، هو فنان لديه حركة كاميرا رائعة ومميزة، كما أنه رائع على الصعيد الأخلاقي والإنساني، إضافة إلى دور الأستاذ بسام الملا الذي أكن له كل الاحترام والتقدير.
ما تأثير الأزمة في سورية على الدراما برأيك، وما الصعوبات التي تظهر خلال تصوير العمل؟
الدراما مثلها مثل أي شيء في سورية تأثرت بالأزمة، لكنها ما زالت كما كل شيء في سورية أيضا، الدراما في سورية كأي حقل عمل تأثر سلبا بالوضع الراهن، ولكنها تقاوم الواقع السيئ الذي يعيشه البلد، ولكني فوجئت أنه رغم ذلك حركة الدراما جيدة، وعجلتها تدور وتقاوم الظرف الراهن، فتحية لكل الفنانين الذين ما زالوا في سورية ويعملون في هذه الظروف الصعبة، أما بالنسبة للصعوبات خلال تصوير العمل، (الأصوات) التي يعاني منها المواطن السوري بالمطلق، الطرقات التي باتت شبه مغلقة، الحواجز التي تعيق الوصول إلى اللوكيشين في الوقت المحدد، فالوصول إلى مكان التصوير بات صعبا ومربكا... أنا أحب دمشق، وأكلت من خيرها، ودمشق أعطتني الكثير، فأنا بكل لحظة أشعر أن كل تفصيل سلبي يجري في دمشق هو جرح، وأتمنى أن تصبح بأحسن حال..
ما عيوب الدراما السورية برأيك؟
الدراما السورية تعاني الاستسهال أحيانا، هناك استسهال من الكاتب، ومن المخرج الشركة المنتجة، أو الممثل، وطبعا هذا كلام غير معمم، ولكنه موجود والمفروض من الدراما السورية أن تحافظ على مكانتها التي وصلت إليها لأن هذا الاستسهال حتما سيؤذيها، فيجب أن تحافظ على مكانتها كما يجب أن تحترم عقل المشاهد، كما يجب ألا نجعل الجانب التجاري يطغى على القيمة الفنية، فالغرب مثلا لا يوجد تناقض مع الواقع بعمق والبحث عن الربح المادي، فنجد عملا ناجحا تجاريا وجماهيريا، أما نحن فلدينا تناقضاً بين الجانبين.
كيف وجدت الأعمال التي تحدثت عن الأزمة في سورية؟ وهل من المبكر تناول هذه المرحلة في الدراما حاليا؟
كان هناك أعمال متنوعة طرحت الأزمة في أكثر من جانب، منها من تناول بداية الأزمة، ومنها ما وضع إصبعه على الحالة الاجتماعية التي أفرزتها الأزمة، وأنا أرى أنه لا مانع من تناول الأزمة السورية في الدراما وخاصة أن الوسط الفني تضرر منها، وهذه الأعمال إن لم تحقق رضا المشاهد فهذا طبيعي لأننا كمواطنين غير مستوعبين للأزمة، فما بالك بالفن؟ وأعتقد أننا بحاجة لوقت أكبر لنكون قادرين على التعاطي مع أزمة سورية بعمق أكبر.
لديك تجربة بفيلم قصير، هل من جديد آخر؟
كان لي تجربة سينمائية من إنتاج القطاع العام، وفي الحقيقة هناك مشروع سينمائي فلسطيني من إنتاج فلسطيني، وأنا أنتظر هذه التجربة بفارغ الصبر، لأنها ستكون تجربتي الأولى والجدية في السينما.
أين أنت من المسرح، ولم الغياب عنه أيضا؟
أنا خريجة المعهد المسرحي، والمسرح هو عشقي الأول، وقدمت عدة مسرحيات من إنتاج المعهد، كما قدمت مسرح أطفال، وعملت مع الأستاذ فايز قزق، ولكن حين دخلت التلفزيون، وأصبحت اسما تلفزيونيا لم تعد تأتيني العروض المسرحية، وهو المألوف لأن المخرج المسرحي يخشى من الممثل التلفزيوني خوفا من عدم التزامه بالمواعيد وخوفا من الأجور العالية التي يطلبها الممثل التلفزيوني، ولكن في حال عرض علي عمل جيد لن أتردد لحظة.
ما رأيك بتوجه الكثير من الفنانين السوريين للعمل في غير الدراما السورية؟
أرى أنها تجربة جيدة وجميلة، وأستغرب ممن يستهجن عمل الممثل في غير بلده، تكفينا الحدود المرسومة بين الدول العربية، فلماذا نضع حدودا بالفن، جيد أن يكون هناك تبادل فني، ولا ننسى أن الدراما السورية أخذت الكثير من الممثلين غير السوريين في أعمالها، الفن بلا جنسية، وهو يكسر الحواجز، فلماذا نخلق حواجز في فن راق، ولا ننسى أن الممثل كأي إنسان يبحث عن فرصة العمل أينما كانت.
ما قصة حسابك، واسمك المزيف على مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)؟
في الحقيقة ليس لدي أي حساب على مواقع التواصل الاجتماعي بكل أشكالها، وإذا وضعت اسمي تجدين لي عدة صفحات أنا لا أملكها، وليس لي أي علاقة بها، وهناك حساب لي نعم ولكن ليس باسمي، ولا يعرفه سوى أهلي، وأصدقائي المقربين جدا، جدا، وحتى خلال البحث لا يمكن لأحد أن يجدني، حتى على تويتر ليس لدي حساب، فهناك صفحات تنتحل شخصيتي وترد على الناس، وأستغرب حين يقول لي كثيرون لقد تحدثنا معك! للتوضيح أنا ليس لدي أي حساب على تويتر، أو على الفيسبوك باسمي الشخصي، والصفحات التي تحمل اسمي ليس لي أي علاقة بها بالمطلق.