2014/03/09

برنامج «الطعم»
برنامج «الطعم»

 

محمد موسى – الحياة

 

 

تُحاول برامج البحث عن مواهب الطبخ التلفزيونية وعلى غرار مثيلاتها من برامج اكتشاف المواهب الغنائية، البحث، وضمن فئة برامج تلفزيون الواقع التي تقدمها عن أفكار جديدة وتركيبات متنوعة لما تقدمه، مع الاحتفاظ بإطار المسابقة التلفزيونية والهدف ذاته بإيجاد مواهب المستقبل. هذا الانشغال قرّب بين هاتين الفئتين من البرامج، ويكاد برنامج «الطعم» مثلاً، والذي يقدم مسابقة لاختيار أفضل الطباخين، أن يكون نسخة من برنامج «The voice»، الذي يسعى الى العثور على أفضل الأصوات الغنائية. فكلاهما يخفي هويّة المتسابق عن لجنة التحكيم في المرحلة الأولى من البرنامج، لتبحث اللجنة عن «جوهر» المواهب، ولا تهتم بقشرتها الخارجية، أو هكذا تدعيِّ.

 

وإذا كان برنامج «The voice» انطلق من هولندا، ثم لفت نجاحه دول العالم، ومنها الولايات المتحدة، فان برنامج «الطعم»، قطع رحلة مُعاكسة، إذ نجح أولاً في أميركا، وبالتحديد على قناة «أي بي سي»، المنتجة الأصلية للبرنامج، قبل أن يبدأ ومنذ نهاية العام الماضي، رحلة نجاح حول العالم (أنتج منه حتى الآن 8 نسخ بلغات منها الصينية والهولندية).

 

وبمتابعة حلقات البرنامج، يبدو أن أهم ما يميزه عن برامج مسابقات الطبخ الأخرى، هو إخفاء هوية مبتكر الأكلات في المرحلة الأولى منه عن لجنة التحكيم، المؤلفة من طباخين معروفين. إذ يطبخ المشتركون وجباتهم الغذائية في الاستوديو، ثم يعدون أربعة صحون صغيرة من تلك الوجبات على عدد أعضاء لجنة التحكيم، التي تقوم على أساسها، باختيار فرقها الخاصة من الطباخين (وكحال برنامج «The voice»)، لخوض مسابقات البرنامج، والتي تطول وتتشعب بعد ذلك قبل أن تمنح الجائزة لفائز واحد، ينتظره مبلغ مئة ألف دولار وفرصة كبيرة للنجاح في عالم المطاعم أو الطبخ. وبمقدار ما تـبـدو فكرة بــرنــــــامج «The voice»، أصيــــلة، بـــــاحـــتفائها بالصوت وحده، من دون الالتفات إلى شكل المؤدي، فإن ترجمتها لبرامج الطبخ تبدو بلا معنى ولا يوجد ما يبررها، عدا رغبة تقليد النجاح. فشكل الطباخ أو ما يرتدي لم تكن يوماً أحد عوامل نجاحه في حياته المهنية. وحتى مع الشعبية التي تحظى بها برامج الطبخ التلفزيونية في أوروبا والولايات المتحدة في العقد الأخير، ما زالت معايير النجومية لطباخي التلفزيون، تختلف عن تلك التي تخص المطربــين أو مــــقـــدمي البــرامج التلفزيونية.

 

واللافت أن الموسم الثاني من برنامج «الطعم» والذي يعرض حالياً، ينزلق نحو هاوية أكثر عمقاً من تلك التي وصل إليها في موسمه الأول، لجهة البحث عن الإثارة، عبر اختلاق خلافات بين أعضاء الفرق أنفسهم، أو مع مدربيهم من الطباخين. هذه الخلافات أصبحت من أركان برامج تلفزيون الواقع الناجحة، يفتعلها ويروج لها منتجو هذه البرامج، إذ من دونها تَمر تلك البرامج من دون أن تلفت انتباه الجمهور.