2014/02/23

 

خلدون عليا – البعث

 

 

كل مهنة تدخل فيها الوساطة والمحسوبيات والرشاوى مهما اختلف نوعها سواء كانت رشوة مادية أو معنوية أو حتى "جسدية" لا يمكن إلا أن تفشل أو يفشل الجزء المبني على هذا الأساس من التعامل أو العلاقة، وهذا من الطبيعي أن ينطبق على الوسط الدرامي السوري بشكل أو بآخر ولكن كيف؟

الكل أصبح يعلم ويعرف تمام المعرفة أن جزءاً لا بأس به من الدراما السورية وأعمالها أصبح يبنى على المحسوبيات بمختلف أنواعها، والشللية المزعجة والعلاقات الشخصية و"العاطفية" أكثر من الاعتماد على معايير فنية وفكرية حقيقية ،وهو مايفسر تواجد فنانات وفنانين بعينهم في كل أعمال هذا المخرج أو المخرجة أو ذلك المنتج، ومؤخراً ذلك النجم بعد أن بدأت تنتشر ظاهرة سيطرة نجوم الصف الأول على المشاركة في اختيار الممثلين في المسلسلات التي يشاركون فيها، واللافت هو ليس الشللية فهذا المصطلح قد يكون مفيد في كثير من الأحيان إذا استمر تطعيم " الشّلة " بالوجوه التمثيلية الجديدة المناسبة أو حتى من المخضرمين المناسبين للعمل أما ماعدا ذلك فإن من حق أي مخرج أو منتج أن يختار فريق العمل والممثلة أو الممثل الذي يناسبه بشرط ألا يؤدي ذلك إلى تراجع مستوى العمل فنياً، ولكن ليس من الطبيعي أن يفرض ذلك المخرج زوجته بطلة لمسلسل أو ذلك المنتج حبيبته في احد ادوار البطولة أو نجم ما صديقته في دور مميز يحتاج لممثلة موهوبة وحقيقية وكل ذلك لغايات شخصية لا تخدم العمل الدرامي ولا بأي شكل من الأشكال بل تؤدي إلى انتكاسه، وهو للأسف ما شاهدناه في أكثر من عمل في الموسم الماضي وفي المواسم السابقة حيث أصبحنا نشاهد ممثلات موهوبات بالفعل ويملكن أدوات التمثيل الحقيقية والقدرة على الإبداع يتعبن لإيجاد مكان لهن في زحمة الرشاوى والمحسوبيات والعديد من المسلسلات الدرامية تشهد على ذلك، وعلى النقيض يمكن القول أن هناك مخرجين لا يقبلون بذلك إطلاقاً ويصرون على اختيار الممثل المناسب للدور المناسب رغم محاولة المنتجين التدخل وهو ما يفسر نجاح أعمالهم وتقدمها فنياً وفكرياً.. بالطبع فإن هذا النمط من العلاقات الخاطئة القائمة على "العاطفة" (طبعاً هنا شذبنا المصطلح وفهمكم كفاية) لن تؤدي إلى تقدم الدراما السورية قيد أنملة، بل تسهم مع مجموعة من العوامل والأسباب في تراجعها وانحرافها عن المسار الذي تميزت من خلاله، ويؤدي بها إلى الدخول في خضم التراجع المخيف كما حدث مع الدراما المصرية منذ سنوات قبل أن تبدأ بالتعافي خلال العامين الماضيين بعد أن انتبه صناعها لذلك.

 باختصار إن دراما هذا الزمان القائمة على حبيبة المنتج أو زوجة المخرج أو صديقة الفنان، هي دراما بعيدة عن العنفوان وسأحلف بأغلظ الأيمان أنه لا يكون نصيبها إلا الفشل عنوان.