2014/02/14

سلمى المصري
سلمى المصري

 

دار الخليج – فنون

 

 

أطلت النجمة السورية سلمى المصري، في الموسم الرمضاني الفائت بأربعة مسلسلات توزعت بين البيئي الشامي والكوميدي، لترسم وجهها من جديد في مخيلة جمهورها الذي لم تسمح له أن يبحث عنها حتى في أصعب الظروف . تعبر الفنانة عن ثقتها بأن مسلسل "ياسمين عتيق" قد قدم البيئة الدمشقية بشكل مختلف تماماً لما قدمته الأعمال التي تناولت هذه البيئة، مدللة على كلامها بمشاركة كل من الفنانين سلاف فواخرجي وغسان مسعود أول مرة في هذا النوع من الأعمال . وتعتبر أن أهم ما حققته الدراما السورية هذا الموسم هو إنتاج أعمال درامية . ولدى الفنانة الكثير لتقوله في الدراما وظروفِها في ظل الأحداث الحالية: وفي ذلك كان هذا الحوار مع "الخليج":

 

* شاركت في مسلسل "ياسمين عتيق" الذي وعد بتغيير كل شيء تم تقديمه عن بيئة دمشق . هل حقاً فعل ذلك؟

- طبعاً أثق به، ولو لم أكن على هذه الثقة لما شاركت فيه، فالمسلسل يأتي من بوابة التوثيق لفترة مفصلية من تاريخ دمشق أيام الحكم العثماني، لكن لا بد من وقوع بعض الثغرات في أي مسلسل، وحين تقع لن أقول إنه فشل؛ لأنني أعرف ما النقاط التي يمكن أن يقصّر فيها أي مخرج وأسباب هذا التقصير .

* العمل يطرح قضايا لم يتم التطرق إليها في دراما البيئة الشامية سابقاً ما أهمها بنظرك؟

- من جهة هو طرح قضية المرأة الشامية في تلك المرحلة (مرحلة حملة إبراهيم باشا إلى بلاد الشام) فقدمها عاملة، وصانعة مشاركة في القرار، وتاجرة، تبيع وتشتري، وتشارك الرجل في كل مفصل من مفاصل المجتمع، وهذه النقطة تختلف عن وضع المرأة في دراما البيئة الشامية التي كانت أشبه بديكور من أجل المشاهد المنزلية . ومن جهة أخرى طرح قضية العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وكيف كانت الحالة المجتمعية والوطنية حاضرة، وأن حب دمشق والوطن عامة كان عنواناً مميزاً لكل أهالي دمشق في تلك الفترة على اختلاف انتماءاتهم .

* وما رأيك بمشاركة النجمين سلاف فواخرجي وغسان مسعود أول مرة في مسلسل بيئة شامية من خلال "ياسمين عتيق"؟

- هذا يذهب في الإطار نفسه الذي تحدثت عنه قبل قليل، فلو لم يرَ النجمان الكبيران فرقاً كبيراً سيحدث في هذا العمل لما شاركا في بطولته، فممثلان كبيران بقيمة غسان مسعود وسلاف فواخرجي، يقرآن جيداً قبل المشاركة، وعندما يدخلان فيه يكونان حتماً قد وجدا اختلافاً يبحثان عنه في عالم الدراما .

* ظهرت في شخصية متقدمة في مسلسل "طاحون الشر" وهي لم تكن حاضرة في الجزء الأول . ماذا تقولين عنها؟

- الشخصية تتماشى مع الخط العام للمسلسل في هذا الجزء الذي أريد له أن يكون متقدماً، ففي أي مسلسل من أجزاء يجب أن يكون في شقه الثاني أكثر بعداً عن النمطية من سابقه، بحكم سنة التطور التي يجب أن تطرأ على أي عمل في الحياة .

* ما الذي أعجبك في هذه الشخصية؟

- هي شخصية أم ظاهر، امرأة كانت قد سافرت منذ سنوات طويلة للعيش في اسطنبول، ثم تقرر العودة إلى دمشق، إلى الحارة التي كانت قد غادرتها وبرفقتها ولدها الشاب "ظاهر" . يدخل ظاهر في الكثير من المشكلات لمصلحة أهالي الحي مع الشباب الذين يثورون على المحتل ويتعرضون للملاحقة . إلا أن أهم مفصل في شخصيتي وشخصية ظاهر يكون عندما يصبح ظاهر ملاحقاً بشكل مباشر، فيعرض أحد رجال الحكومة عليّ أن يساعده على الخلاص من القضية مقابل أن يتقرب مني، فيجن جنون ظاهر من جديد ويتحرك مع شبان الحي ضده وضد الحكومة بشكل ناري يؤدي إلى ما يشبه الثورة في الحارة .

* هل من السهل الدخول في مسلسل سبق أن أنتج منه أجزاء؟

- بالتأكيد لا، ليس سهلاً، لكن في جانب آخر يمكن اعتبار الفكرة أكثر قرباً من الممثل لسبب وجيه وهو أنه يكون شاهد الجزء الأول وكوّن انطباعاً عنه فيعرف ما هو المطلوب منه في الجزء الثاني، وخاصة بعد أن يكون قد لمس رد فعل الجمهور، وما الذي لفت انتباهه في هذا العمل .

* رأيناك في مسلسلين يميلان إلى الكوميديا "سوبر فاميلي" و"زنود الست" . . ماذا عنهما؟

- في "سوبر فاميلي" يبرز المخرج الشاب فادي سليم بواقعية، وهذا أمر مهم، أن تكون واقعياً في عمل أقرب للكوميديا . كنت أتمنى لو ظل اسم المسلسل كما كان في البداية "عيلة ومكتّرة" لأنه كان أقرب إلى الجماهير، طبعاً هو لوحات، وكل حلقة تتحدث عن قضية لكن بنفس الشخصيات .

أما في مسلسل "زنود الست" للمخرج تامر إسحق، فهو الآخر جزء ثان مع تغير للمخرج، والفكرة معروفة عن وجود بيت عربي تديره طباخة ماهرة .

* قيل إنك اعتذرت عن الكثير من المسلسلات هل هذا صحيح؟

- الاعتذار يتم في أي زمان وأي مكان في مهنة الفن، والأسباب عادة تكون موحدة لدى مختلف الممثلين، إن كان ذلك في سوريا أو مصر أو في أي بلد آخر من العالم الذي يسيّر مسلسلاته وأفلامه على النحو الذي نسيرها نحن في بلادنا، فمن جهة كنت مرتبطة بتصوير أكثر من مسلسل في وقت واحد، فجاءتني عروض للمشاركة في مسلسلات أخرى وهذا يجبرني على الاعتذار . ومن جهة أخرى جاءتني عروض أخرى للمشاركة في مسلسلات يتم تصويرها خارج سوريا، وكان السفر صعباً عليّ في تلك الفترة، فاعتذرت أيضاً .

* ما رأيك بتصوير الكثير من المسلسلات السورية خارج سوريا؟

- هناك ظروف فرضت ذلك، والأمر لا يخفى على أحد فالأسباب موجبة، وكل من سارع للتصوير خارج سوريا كان هدفه الأول والأخير إنتاج دراما، فالجمهور يستحق كل جديد، وإذا كانت الظروف غير مواتية أحياناً لتقديم هذا الجديد في الداخل، فلا مانع برأيي من تحقيق الجدة خارج حدود البلد، لطالما أن الأفكار سورية، وأنّ الممثلين سوريون، والإخراج كذلك، والسؤال الذي نطرحه كإجابة عن السؤال: "ألم نحقق دراما جديدة وبكثافة في نهاية الأمر"؟