2014/02/13
مظفر إسماعيل – دار الخليج
فنان كوميدي متميّز، لطالما ارتبط اسمه بالأعمال الكوميدية الرائعة، قدم عبر مسيرته المتألقة عشرات الأعمال التي جعلت منه أحد الوجوه المهمة في الدراما السورية، يحمل في داخله الكثير من العتب الممتزج بالألم بسبب ما تتعرض له الدراما السورية من انخفاض في المستوى حسب رأيه، ما دفعه إلى تشبيه واقع الدراما بالأزمة التي تعيشها سوريا .
في الآتي، حوار مع الفنان حسام عيد يتناول في معظمه آراءه حول واقع الدراما السورية:
ما آخر مشاركاتك في الفترة الحالية؟
انتهيت مؤخراً من تصوير مشاهدي في مسلسل "جدي بحر" الذي تمت عمليات تصوير مشاهده في محافظة اللاذقية، وهو عمل درامي اجتماعي من إخراج المخرج هيثم زرزوري، ومن تأليف أسامة كوكش، كما تنتجه الفضائية السورية التربوية .
هل من فكرة عن العمل؟
العمل يعتبر من الأعمال الاجتماعية التي تعنى بتناول محور مهم من محاور الأزمة السورية، وهو جانب النازحين الذين يعانون الكثير، والعمل يصور التآخي بين السوريين والمحبة الكبيرة التي يبادر بها السوريون نحو بعضهم بعضاً، كما يصور كيفية تعامل الناس مع إخوتهم ممن نزحوا بسبب الأزمة من ديارهم ومناطقهم نحو المناطق الآمنة .
من خلال مسلسل "جدي بحر" الذي يتناول الأزمة، ما رأيك في الطريقة التي تعاملت بها مسلسلات الأزمة مع الواقع الحالي الذي تعيشه سوريا؟
في الحقيقة أنا لا أتابع المسلسلات كثيراً، لكن ومن خلال الأعمال القليلة التي شاهدتها، أشعر بالاستياء من المستوى الضعيف الذي ظهرت به معظم الأعمال السورية، فجميع ما شاهدته مسلسلات هشّة لا ترقى إلى المستوى الرائع الذي كانت تتحلى به الدراما السورية في الفترة الماضية وخاصة فترة ما قبل الأزمة، للأسف الشديد، وصلنا إلى وقت أصبح فيه الفنان يتصف بكل شيء إلا صفة الفنان، وكذلك الأمر بالنسبة للمخرج والمنتج، طبعاً أنا لا أعممّ الوصف، فهناك أسماء قليلة جداً لا تزال تعمل ضمن الأصول وبشكل مميز .
إذن هل رأيك في الفنانين الجدد أو في الوجوه الجديدة بمعنى أدقّ ليس إيجابياً؟
الدراما كلها في الفترة الحالية سيئة للغاية، وأنا أشعر بالحزن الشديد على هذا المستوى الذي تظهر به، والوجوه الجديدة هم تجار بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حالهم حال من يتاجر بدم السوريين ومن يحتكرون الحاجات الأساسية للناس ومن يسرقون وينهبون، لكن أجزم أن انتهاء الأزمة سيحمل انتهاءهم والقضاء عليهم كي يعود الألق للدراما السورية التي عودتنا في الماضي على احتلال الصدارة .
إذا تحدثنا عن الكوميديا، في رأيك ما الذي يجعل من الكوميديا قبل عدة سنوات أعلى مستوى من الكوميديا في الفترة الحالية، سواء في فترة الأزمة أو حتى قبلها بأعوام قليلة؟
الكوميديا في سوريا قديمة جداً، وتحمل من العراقة الكثير والكثير، وعند ذكر الكوميديا لا بد من توجه التحية والرحمة لروح المرحوم "نهاد قلعي" صاحب الباع الطويل في التأليف الكوميدي والذي أعتبره شخصياً ملك الدراما الكوميدية في سوريا إن لم يكن في العالم العربي أجمع، وبالعودة إلى سؤالك، يرتبط نجاح الكوميديا بالمستوى الفني للنص، فالنصوص في الفترة الماضية كانت تحمل الكثير من الأفكار الرائعة التي تحقق هدفها في إيصال المعلومات والمتعة في آن واحد للمتابع، وللأسف الشديد أصبح أي شخص حالياً يقوم بتأليف النصوص وتقديمها إلى شركات الإنتاج التي أصبحت حالها حال الجميع تتاجر بالدراما، وبالتالي أصبحت الأعمال الكوميدية تتراجع عاما بعد عام حتى وصلنا إلى الوضع الحالي الذي تعيشه الكوميديا، لكن وجود بعض المؤلفين القليلين جداً حفظ ماء وجه الكوميديا بشكل بسيط جداً، ومع ذلك وعندما نعممّ الحكم، لا بد لنا من القول إن الكوميديا السورية حالها حال الدراما سيئة جداً .
إذن المنتجون يتحملون جانباً كبيراً من المسؤولية فيما يخص الأزمة التي تعانيها الدراما السورية؟
بالطبع، فالمخرج في الفترة الحالية أصبح يشبه "الكومبارس" الذي يعمل تحت أمر المنتج، فالمنتج هو من يختار الممثلين، وهو من يقوم بتوزيع الأدوار حسب المزاج، وحسب الأجور أيضاً، لأن الدراما كما سبق أن قلت لك أصبحت عبارة عن تجارة بيد بعض التجار، وأصبحنا الآن نشاهد في الموسم الواحد أكثر من ثلاثين أو أربعين عملاً، ومعظمها لا يصل إلى مستوى أعمال الدراما في أيام التألق، كانت الأعمال تقدّم إلى المشاهد بطريقة رائعة جداً والممثلون فيها على مستوى راق جداً، كما أن الأفكار التي كانت تطرحها كانت كلها أفكاراً جديدة ومنتزعة من قلب الواقع والمعاناة التي يعيشها المواطن، لذلك نشاهد المتابع في الفترة الحالية يتجه إلى متابعة المسلسلات القديمة التي تعرض للمرة المئة على سبيل المثال، ويترك المسلسلات الجديدة بعد العرض الأول إن أكمل متابعته من الأساس .
يتّضح من كلامك أنك متشائم فيما يخص مستقبل الدراما السورية؟
لا على الإطلاق، أنا متشائم من واقع الدراما السورية، لكن جميعنا في الوسط الفني لن نسمح بعد انتهاء الأزمة باستمرار هذا الوضع، وسنعمل بشكل جاهد لطرد جميع الدخلاء وتجار الدراما وإبعادهم عن الوسط الدرامي حتى يعود إلى سابق عهده، الدراما حالياً سيئة، لكن المستقبل مشرق بإذن الله .
أخيراً، كيف تقيّم أداء نقابة الفنانين حالياً؟
حالياً، ليس هناك أي وجود لنقابة الفنانين في سوريا، وهي أشبه بالدكان المغلق، كان يتوجب على القائمين والمسؤولين في نقابة الفنانين أن يكونوا على أهبة الاستعداد ليأخذوا دورهم الحقيقي في هذه الأزمة التي تتعرض لها سوريا الحبيبة، لا أن يقفوا على الحياد ويتفرّجوا على ما يحدث، وأنا أوجّه العتب الشديد للزملاء القائمين على نقابة الفنانين في سوريا .