2012/07/04
خاص بوسطة- سامر محمد إسماعيل بدأت على مسرح القباني بدمشق عروض مسرحية "المخيم" من إعداد وإخراج الفنان العراقي مهند هادي، وذلك بالتعاون بين كلّ من مديرية المسارح والموسيقى ومعهد "تياترو" لفنون الأداء ومؤسسة "المورد" الثقافي. وتدور أحداث المسرحية حول المهاجرين العراقيين النازحين عن وطنهم إبان الغزو الأمريكي لبلادهم، حيث نشاهد كل من المرأة والرجل في قاعات انتظار السفارات الأجنبية طلباً للهجرة هروباً من المجازر الوحشية التي يرتكبها الجيش الأمريكي بحق الشعب العراقي الأعزل. ويقوم العرض على لعبة تبادل الأدوار التي جعلها المخرج كمتتالية مشهدية يخرج من خلالها الممثلون عبر أبواب تفضي إلى أبواب، تاركاً بذلك مساحات متساوية من الفرجة قائمة على رسم حركي منفّذ بدقة في عمق الخشبة التي أراد المخرج أن يحولها إلى ما يشبه المتاهة التي لا تفضي إلى شيء، رامزاً بذلك إلى حال المواطن العراقي في بلاد الشتات. كما اعتمد مهند الهادي على نوطة حركية لممثليه وفق أسلوب تراجعي لخطى أبطاله على الخشبة لإبراز مونتاجات زمنية لقصص متشابكة لمجموعة من الشخصيات وضعها وجهاً لوجه مع مصائرها المتنوعة مكرساً تقنية /الفلاش باك/ مرةً تلو المرة بغرض الإحاطة بأكبر قدر ممكن من المواجهات بين من بقي في العراق مقرراً مقاومة الاحتلال الأمريكي وبين من فضل طلب اللجوء إلى السفارات الأجنبية. ودمج مخرج العرض بين عدة مستويات لحكاياته مزاوجاً بين حكاية المرأة المفجوعة بابنها المقتول على يد الجنود الأمريكيين وبين قصة الشاب المتطرف والممول من جهات خارجية وصولاً إلى المرأة العراقية التي تريد الانتقام لأبناء شعبها بتفجير نفسها في دورية من دوريات الجيش الأمريكي في العاصمة بغداد، وانتهاءً بمشهد تقوم به محققة أمريكية باستجواب تلك المرأة ساخرةً من مشاعرها الوطنية وانتمائها لبلدها العراق. وابتعد المخرج في حلوله الإخراجية عن اللعب في مقدمة الخشبة مبقياً على مجمل حركته في العمق وفق إضاءة حولت الممثلين إلى ما يشبه الظلال وذلك للإبقاء على الشخصيات وكأنها مسجونة في سراديب معتمة لانهاية لأنفاقها الملتوية. يذكر أن عرض "المخيم" من تمثيل .. حسن هادي/ نغم ناعسة/ مصطفى المصطفى/ أروى عمرين/ همام الأحمد/ عفاف العبدالله. إضاءة بسام حميدي.. ديكور حامد الدليمي/ علي صلاح.. أزياء نضال إبراهيم.