2012/07/04

عزلة إياس المقداد في ملتقى دمشق للرقص المعاصر
عزلة إياس المقداد في ملتقى دمشق للرقص المعاصر

  خاص بوسطة سجل مصمم الرقص إياس المقداد مشاركة سورية الأولى في ملتقى دمشق للرقص المعاصر عبر عرضه "عزلة"، وذلك مساء أمس الاثنين 26 نيسان/إبريل على مسرح الاستعمالات المتعددة في دار الأسد للثقافة والفنون. واعتمد المقداد في هذا العرض على مستويين من الفرجة أولهما عن طريق الجسد الراقص والثاني من خلال شاشة عرض فيديو لخلق علاقة جديدة بين الصورة المتحركة وبين الجسد المتحرك على طول فترة العرض الذي امتد قرابة الأربعين دقيقة. انتهج العرض طريقة مختلفة في تجسيد العزلة الإنسانية مبتعداً عن المباشرة الوصفية لدواخل النفس البشرية ذاهباً بها نحو ضجيجها الخاص مرةً عبر الصورة المتناوبة وفق إيقاع الجسد، وأخرى وفق خط فعل متصل لحالات متواترة بين الوحشة وبين رفض الكائن الإنساني للاختزال في مجرد كائن مستهلك عديم الفائدة. وقال إياس المقداد، بعد العرض: "إن العرض جعلني أضج بالأحاسيس لأتنفس وأرى مراقباً بحرية حيث الصورة التي صممتها شريكتي في العمل، رولا سياف، تملك عدداً لا منتهياً من احتمالات التفسير والسياقات إلا أني سجين رؤيتي الخاصة المثالية أسير عواطفي ومشاعري ولهذا يبدو العرض نتيجة عزلة داخلية مافتئت تبعدني عن العالم الخارجي واضطرابه العشوائي". وأضاف مخرج العرض أن في الوحدة التي يقدمها على خشبة المسرح عوالم مختلفة ممتدة بين المكان واللا مكان ليرقص بين نهايات الخطوط مع كثرة الألوان، ولذلك تتمايز مفاهيم هذا العرض مع التطور التكنولوجي المعاصر للفنون جميعاً حيث توفر التكنولوجيا عوالماً افتراضية تضاف لعالمنا الداخلي. من جهة أخرى استطاع العرض أن يقدم مستويين من المشاهدة مزج من خلالهما مخرج العرض بين عالم واقعي حقيقي وبين عالم افتراضي على الشاشة مزاوجاً بين انعكاسات الجسد على هيئة أفعال تتجلى كردود أفعال مستمرة على مساحة الخشبة تاركاً مستويات كثيرة من القراءة المتنوعة لمعنى الفعل وماهيته النفسية سواء من جهة عطاء الراقص أو من خلال تنويعات صور الذكاء الصناعي لمقترح الفنانة الشابة رولا سياف، ومع ذلك ظل العرض محاولة جريئة في دمج أسلوب /التيلرة/ الآلية مع مكنونات الجسد ورغباته المتعددة في الإفصاح عن أسراره عن طريق لغة شبه يومية تخللتها أغنية مموهة للسيدة فيروز للمضي بالجمهور إلى خطوط  حركية ذات أبعاد متعددة على المسرح عاكسةً بذلك تناقض البشر بين حبهم لعزلتهم وبين رغبتهم بالاندماج في الآخر والذوبان فيه إلى الأبد. يذكر أن إياس المقداد مصمم رقص وصانع أفلام در في لمعهد العالي بدمشق قسم الباليه وأنتج سبعة أفلام بشكل مستقل وشارك في العديد من العروض وعمل مع العديد من مصممي الرقص بالإضافة إلى تصميم عروضه الخاصة. و رولا سياف  خريجة كلية المعلوماتية بدمشق حاصلة على درجة ماجستير في الذكاء الصنعي من الجامعة الكاثوليكية ببلجيكا عام 2009 .