2014/01/19
خلدون عليا – تشرين
دخل عالم الكتابة الدرامية بقوة عبر مسلسل «الأميمي» الذي حقق نجاحاً جماهيرياً كبيرا؛ وليتبعه بشراكة كاملة مع زميله الكاتب عثمان جحى؛ إذ شكل الاثنان ثنائياً خاصاً سيكون لهما أكثر من عمل في الموسم القادم لعل في مقدمتها الجزء السادس من مسلسل «باب الحارة» الذي يرفض الحديث عنه نهائيا لأسباب تتعلق بالجهة المنتجة..
الكاتب سليمان عبد العزيز تحدث لـ «تشرين» عن مجموعة من الموضوعات الدرامية وأعماله الجديدة...
* قيل كلام كثير عن جـــــــزء ثان من الأميمي.. فهل هـــذا الكلام صحيح ؟
** الكلام عن جزء ثانِ من «الأميمي» كلام صحيح بل ثمة عدد من الحلقات تمت كتابتها ولكن لظروف إنتاجية توقّفتُ عن كتابة العمل.
* ما الذي حصل بينك وبين المخرج تامر اسحاق بعد المسلسل؟
** قُطعت الاتصالات بيني وبين المخرج تامر إسحق بشكل متقصد مني لأسباب أحتفظ بها لنفسي؛ لكن ما يخص مسلسل الأميمي وحلقاته الأخيرة التي تم التعديل عليها فلقد صرحت سابقاً أن التعديل الذي جرى على النص كان بطريقة غير مدروسة وغير منطقية بما يناسب شخصية «نجم» التي أداها الفنان سعد مينة؛ إذ غيّرت مسار الأحداث؛ ما جعلها تظهر بشكل غير مقنع نهائيَّاً، وكنا قد اتفقنا أن نقدم شخصية «نجم» كأحد «المخصيين» الذين يعملون في قصور السلاطين العثمانية والمُراد بذلك كان تسليط الضوء على هذه الظاهرة؛ لكن شخصية «نجم» ظهرت بشكل مختلف كليَّاً.
* هناك شراكة مستمرة بينك وبين الكاتب عثمان جحى؛ فهل أنت مقتنع بكتابة الشراكة أم إنك مع الانفراد بكتابة النص وما السبب ؟
** الشراكة هي شراكة مهنيَّة في عدة نصوص؛ وفي المقابل هناك نصوص خاصة بي لم تدخل في حيز الشراكة؛ وقد قسمنا الشراكة، على كلٍّ منَّا أن يعمل في جزء معيَّن يتمّ الاتفاق عليه قبيل الشروع في كتابة أي عمل درامي والحمد لله أنجزنا عدداً من النصوص ونتمنى أن ترى النور في هذا الموسم هي : (المعتصم) وهو ملك لقناة MBC و( الدومري) و( نساء وقصور ) و(التنبكجي) إضافة إلى «باب الحارة» بجزءيه السادس والسابع.
* حاليا ً تعكف على كتابة مسلسل يستند إلى فترة زمنية معينة في تاريخ دمشق ولكن ضمن إطار شعبي وهو «التنبكجي» حدثنا عن هذا العمل ؟
** «التنبكجي» هو عمل شعبي يروي قصة أحد الفاسدين ضمن إطار زمني معين؛ وهو منذ دخول إبراهيم باشا والإصلاحات التي أضرَّت بالمفسدين؛ إلى وقت خروجه بعد تسع سنوات.. وقبيل خروجه بأشهر معدودات كان المفسدون يتجهزون للعودة إلى الحياة مجدداً ضمن حكايا وشخصيات متعددة افتراضية؛ والمراد منها هو تسليط الضوء من خلالها على المجتمع والإصلاحات التي طرأت وتداعياتها وعودة الجهل لمجرد دخول العثمانيين إلى دمشق.
* هل تعتقد أن الدراما السورية قدمت نفسها بشكل جيد في الموسم الماضي؛ وما السبب ؟
** الدراما السورية لم تقدّم شيئاً في الموسم الماضي؛ ولن أعلّق الفشل الذي حدث على «شمَّاعة» مشجب الأزمة في سورية؛ فبعض الأعمال الدرامية كانت تشبه التقارير الإخبارية اليومية عن الوضع الميداني في الأزمة؛ بل وصل الأمر بالمشاهد أن يكشف عقدة العمل الدرامية من خلال الأحداث التي كانت تطرح عن الأزمة؛ فتطور الشخصية من جاهل أو عاطل عن الأمل أو صاحب ثأر لدى مؤسسة حكومية إلى متطرف كان مقروءاً بشكل جيد من قِبل المشاهد قبل وصول العمل إلى ذروته أو إلى الحلقات الأخيرة؛ ليفقد العمل متعة التشويق أو المتابعة.
* هل ترى أن ما تسمى أعمال البيئة الشامية مفيدة لتطور الدراما السورية وما السبب ؟
** معنى كلمة تطور فضفاضة إذ تبقى الدراما مرتبطة برأس المال؛ لكن السؤال ما الفكر الذي سيقدّم عن البيئة الشامية ؟ فالبيئة الدمشقية مطلوبة لدى بعض القنوات العربية إن كانت مشوهة أو مزوّرة أو تاريخية؛ إذ إن بعض الشركات لا يهمها تاريخ دمشق بقدر ما يهمها تسويق العمل؛ مرتبطاً ذلك باسم النجم أو المخرج؛ وأودّ أن أضيف أن تطور الدراما مرتبط بجهاز الرقابة الذي يقرأ ويقرّ النصوص؛ هذا الجهاز الذي يتحمل جزءاً من المسؤولية؛ بل الجزء الأكبر وخير دليل مسلسل ( فتت لعبت ) وما ماثله من هذه الأعمال التي صنّفت ضمن أسوأ ما قُدّم في تاريخ الدراما السوريَّة.
* لماذا لا نراك في عمل اجتماعي وتركيزك كله منصب على الأعمال التاريخية الشامية ؟
** انتهيت من كتابة عمل درامي «مودرن» وحصلت على الثناء ممن قرأه من المختصين والشركات تشجعت لإنتاجه؛ وأودّ أن أذكر هذه الحادثة أن نصاً لي بعنوان ( مسوّدات حكاية ) الذي يتناول موضوع الهجرة غير الشرعية ورأس المال السياسي؛ إضافةً لنص آخر لا أودّ أن أذكر عنوانه قد وضعا على طاولة قناة فضائية والذي حدث أنَّه تمّ اختيار النص الأخير لكمّ الصبايا الموجود فيه؛ ولحجم السخف الذي يحتلّ طيَّاته كما شاهده الجميع، نحن أسرى لرأسمال متخلف وجاهل وغير مثقف وشهوانيّ، فعندما نريد أن نطرح أسباب الهجرة غير الشرعية وحجم الموتى في هذا العام يقال عن العمل انه جيد جداً ولكنه سوداوي!