2014/01/11
خلدون عليا – البعث
سمعنا مؤخراً عبر عدد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الالكترونية الفنية عن انجاز ثلاثة "أعمال درامية" سورية خلال الفترة الماضية وبأسماء برّاقة لامعة تشعر المتابع أنه أمام "انجازات عظيمة" لا بل وأكثر من عظيمة، كيف لا ولبعض القائمين عليها تجارب سوبر مميزة على صعيد صناعة أردأ أنواع الدراما.
المسلسل الأول هو "بلاستيك" لمخرج جديد وافد إلى عالم الدراما، والى مهنة أصبحت مستباحة بحق وبكل ما تعنيه الكلمة من معنى هو محمد معروف.. المعلومات الأولية المتوافرة عن العمل وطبيعته وأسماء المشاركين فيه تدل على أننا سنكون أمام نمط استسهالي جديد، وبما انه ينتمي إلى النمط الكوميدي فإننا على ما يبدو سنشاهد أنماطاً مختلفة في التهريج عما سبقها من أنماط تهريجية سابقة.. البعض قد يقول أن الحكم على العمل مازال مبكراً وهذا كلام حق، ولكن كل مارشح عن العمل من صور ومعلومات وأسماء ممثلين تقول أننا سنكون أمام صيغة أكثر تدهوراً مما اصطلح على تسميته في الموسم الماضي الدراما الشبابية والتي هي مصطلح مصطنع لم نشاهد من خلاله إلا الخيبات والدراما الهابطة خالية الفكر والفن والمضمون.
العمل الثاني سيكون من تأليف وسيناريو وبطولة وإخراج الفنان الشامل فادي غازي أو بالأصح الفنان المعجزة الذي قدم سلسلة من أسوأ ما تم تقديمه في تاريخ الدراما السورية.. المسلسل سيحمل اسم "الجرة" وبحكم أن الطريقة أو النمط الذي يعمل به غازي أصبح معروفاً بالطبع، فإن المنتظر من هذا العمل هو رؤية الكثير من المواقف التهريجية أو النكت المحكية المصورة والبعيدة كل البعد عن الكوميديا الحقيقية، وعن ما يمكن أن نسميه دراما، فلا دراما هنا باختصار يمكن أن نقول ذلك، وبالتالي فإن انتظار عرض "الجرة" حتى نحكم عليه نقدياً لا داعي له فـ "المكتوب باين من عنوانو" كما يقال بالعامية.
أما المسلسل الثالث فهو "خان الدارويش" للكاتب الذي أمعن في تشويه تاريخ أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ "دمشق عاصمة الأمويين" الكاتب مروان قاووق وإن كانت أعماله أفضل من الناحية الدرامية كونها تتعرض لمعالجات جذرية من قبل معالجين دراميين، إلا أنها لا تستمد دراميتها سوى من حكايات مشوقة تسهم بشكل كبير في الابتعاد عن تاريخ دمشق، وتقدم صورة مغلوطة ومستنسخة مكررة لا أكثر، وإن كان العمل الجديد يحمل الطابع الكوميدي فإنه من المستبعد أن يكون أفضل من سابقيه للكاتب نفسه أو للمخرج الوافد حديثاً أيضاً سالم سويد، والذي قدم واحد من أسوأ أعمال الدراما السورية في الموسم الماضي وهو "بديع وفهيم" وهو عمل فاشل وسيئ فنياً وفكرياً ولا يقترب من أدنى مواصفات الدراما التلفزيونية في استمرار أيضاً لموجة الدراما الشبابية الهابطة فكرا وفناً ومضموناً.
إذاً على ما يبدو أن البداية غير مبشرة على الإطلاق بالنسبة للأعمال الشبابية فيما يلوح بريق الأمل بمسلسل للكاتب الشاب رامي كوسا وهو "القربان" فيما يجري الحديث عن أعمال هامة أخرى لمخرجين من الصف الأول وكتاب متميزين، ولكن إذا كانت بداية زخات الدراما الشبابية بـ "بلاستيك وجرة ودراويش الخان" فعلى الدنيا السلام.