2014/01/10
لودي صارجي – الوطن السورية
شخصية قريبة على قلوب كل كبير وصغير، لم يؤد دوراً إلا وتميز به، اشتهر في أدائه للشخصيات الكوميدية، فكانت مسيرته حافلة بنجاحاته المتتالية، وله بصمته في الدراما السورية، وابتسامته وروحه المرحة تأثر كل من يشاهده على شاشة التلفزيون.
الوطن التقت الفنان أندريه سكاف في اللقاء التالي:
هل هناك اختلاف بين الأدوار التي أديتها سابقاً والتي تؤديها اليوم؟
من المؤكد هناك اختلاف، أشارك اليوم في العديد من الأعمال، منها مسلسل «خان الدراويش» من إخراج سالم سويد، والشخصية التي سأقوم بها مختلفة كلياً عما قدمته سابقاً وهي عبارة عن يوزباشي تركي يتكلم اللغة العربية يعمل رئيس كركون ويقيم في نفس منطقة عمله، ومستقبلاً إن شاء اللـه لدي شخصية في مسلسل سمي مؤقتاً «أبو ساكو»، سيكون دوري به رئيساً وبشخصية أبو ساكو الذي يعيش في حارة بسيطة، والمسلسل من النوع المنفصل المتصل، إذ نفس الشخصيات في كل حلقة تمر بأحداث جديدة، وحالياً أصور مسلسلاً لفادي الغازي سأؤدي فيه نفس الشخصية التي قدمتها في مسلسل «شاميات 2».
تألقت بالعديد من الأدوار، ما أكثر دور تحب الحديث عنه؟
هناك العديد من الأدوار التي أحب الحديث عنها، ولكن أكثر دور كان له تميزه بالنسبة لي وللمشاهدين، هو دور سمير في مسلسل «أهلا حماتي» إخراج «أسعد عيد»، إذ كانت شخصية سمير التي أديتها لشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة لديه إعاقة جسدية وصوتية، كل من حوله يحبه، فلهذه الشخصية التي قمت بها محبة خاصة، ربما يعود ذلك إلى طبيعة الشخصية، كما حصل هذا الدور على إعجاب الكثير، حتى إن العديد من الناس أصبحوا يقلدونها، كان دوري في هذا المسلسل «سوبر كوميدي».
هل ترى أن الدراما السورية أعطتك حقك وأنصفتك؟
منذ تخرجي في معهد الفنون المسرحية حتى يومنا هذا أديت عشرات الأعمال المسرحية والتلفزيونية، فمشاركاتي كثيرة وأغلب الأدوار التي أديتها متميزة ومتنوعة وتمكنت من خلالها أن أترك بصمة، أستطيع أن أعدد منها (مسلسل الفصول الأربعة الجزء الأول والثاني، هجرة القلوب إلى القلوب، أبو جانتي أيضاً الجزء الأول والثاني، الانتظار، نهاية رجل شجاع، أبو الهنا، بقعة ضوء، مرايا، عربيات....) لا أستطيع أن أتذكر كل المسلسلات.
فالدراما السورية برأيي واعتقادي أعطتني حقي وأكثر من حيث كمية ونوعية الأدوار التي قمت بها.
شارك فنانون عرب في الدراما السورية لهذا الموسم؟ ما رأيك بهذه المشاركات؟ وهل عادت بالفائدة على الدراما السورية؟
من 10 سنوات تقريباً تميزت الدراما السورية كثيراً من حيث الإخراج والتمثيل، فاحتلت المرتبة الأولى، كما تقدمت على الدراما المصرية، ما دفع العديد من الممثلين العرب المشاركة في الدراما السورية محاولين مشاركة السوريين بنجاحاتهم، فأصبح هناك مسلسلات مشتركة كمسلسل سوري عراقي، أو سوري أردني، أو سوري لبناني... ، وأنا لي تجربة في ذلك مع ناجي طعمة في الأردن، إذ مثلت إلى جانب ممثلين من الأردن، في الحقيقة أرى بمثل هذه المشاركات الفائدة لكل من الأطراف، سواء لنا أم للزملاء العرب، فجميل أن يشارك الشخص بنجاحه الآخرين وإتاحة الفرص لهم لإظهار تميزهم وقدراتهم.
الدراما السورية تحت «مظلة الواقع السوري المعاصر»، ماذا قدمت وهل التزمت جوهر هذا الواقع؟
بالنسبة للمسلسلات الاجتماعية كمسلسل «غزلان في غابة الذئاب» و«الولادة من الخاصرة» وما يشابهها، برأيي كان لها رد فعل سلبي تجاه المجتمع من الناس وخاصة في هذه الفترة، إذ تم فهمها بطريقة خاطئة، فالفساد موجود في جميع أنحاء العالم بما فيها سورية، ولكن العلاج لا يكون بطريقة تهميش الشعب وتحريضه على حمل السلاح والقتال ضد النظام في سورية.
كان على الدراما أن تجد طريقة أفضل لتوعية الناس، فالفساد في الكثير من الأحيان يكون نابعاً من الشعب نفسه، وعندما يكون أحدنا فاسداً فهذا لا يعني أن نظام الدولة فاسد، فأي نظام سياسي يبنى عبر العصور والأيام وتجارب لها علاقة بتركيبة الدولة، وعندما تتناول الدراما قصصاً معينة يمكن أن تجيش الشعب ضد دولتهم، فهذا خطأ كبير.
من أصدقاؤك في الوسط الفني؟
بالعموم جميع الفنانين أصدقائي وأكن لهم كل الحب، ونتعامل معاً بأخوة، في فترة من الفترات كنت قريباً من أيمن رضا، وبسام كوسا، ولكن في كثير من الأحيان نتيجة ظروف العمل وانشغالات الحياة لم نعد نرى بعضنا بعضاً، كما كان نضال سيجري رحمه اللـه من أعز الأصدقاء.
إلى أي مدى تقف زوجتك إلى جانبك في حياتك الشخصية والمهنية؟
تخرجت أنا وزوجتي معاً في المعهد العالي للفنون المسرحية ولكنها لم تعمل مثلي، إذ كانت مشاركاتها قليلة، في أغلب الأدوار التي تعرض لي لأقوم بها أتناقش مع زوجتي، فهي تساعدني كثيراً في انتقاء الأدوار، فهذا الجانب موجود فعلاً في حياتنا ونتناقش به، ولكن في النهاية هذا ليس همنا كله فمشاغل الحياة كثيرة.
أدوات الفنان من صوت وجسد وحركة، هل هي موهبة فطرية أم إنها نتاج أكاديمي لدراسة فنون المسرح والتمثيل؟
هناك أشخاص يمتلكون الموهبة، ونفتخر بوجودهم معنا، ونقول لهم أهلاً وسهلاً.
من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية يتعلم الممثل بعض الأمور التي لها علاقة بالمسرح والفن بشكل عام، ودروس بسيطة عن مادة التلفزيون، بالإضافة إلى اللياقة البدنية وتدريب الصوت، فالذي يفهم الأمور الأكاديمية من التمثيل يمتلك القدرة على التعامل مع الأدوار التي يؤديها بشكل أفضل، ولكن هناك نظرية خاطئة عندما يعتقد أحد الممثلين بأن الخريج من المعهد أفضل من غير الخريج، فبرأي ليس كل شخص درس في المعهد العالي للمسرح جيد.
ماذا قدمت لسورية في أزمتها؟
قدمت لوطني سورية بأني استمررت بعملي رغم الظروف الحالية، ففلسفتي الخاصة في الحياة تقوم على عبارة العمل عبادة وإفادة، وأنا كفنان أقدم ما أمتلك في مجال مهنتي، فلا أستطيع أن أكون طبيباً، أو رجل أعمال.... ، فمن خلال ما نقوم به نحن الفنانين نفيد دولتنا بمشاركتنا في صياغة الدراما السورية ونساهم برفع مستواها.
في ظل الأحداث الحالية التي تشهدها سورية، هل فكرت بالخروج منها مثل العديد من الفنانين؟
لحد الآن هذا الخيار غير موجود، فمن البداية رفضت الخروج من بلدي، فمبدئي من يخرج من وطنه يعش أقل من المستوى الذي يعيش فيه مهما توافر له من ظروف حسنة، فسورية هي «بيتي وأهلي وناسي وكل شيء».
وأحب أن أقول في النهاية ما نقوم به اليوم بوطننا هو أكبر جريمة لأننا نهدم بيوتنا بأيدينا، وأتمنى من الجميع أن نقف معاً لنبني سورية بدلاً من الاستمرار في تخريبها وهدمها.