مديحة كنيفاتي: الدراما السورية ستبقى متميزة رغم الظروف

 

ديانا هزيم – دارالخليج

 

 

جميلة من جميلات الدراما السورية، دخلت قلوب كل من شاهدها، وبفضل موهبتها استطاعت أن تحجز لنفسها مكاناً ضمن نجوم الشاشة . سطع نجمها بقوة في الموسم الرمضاني الفائت نظراً للأدوار التي قدمتها، ومن باب الصدفة كانت محجبة في معظم أدوارها، لكنها لا تفكر حالياً في ارتداء الحجاب . تؤكد أن الدراما السورية ستبقى متميزة رغم كل الظروف، مدلِّلة على تصدر الأعمال السورية الشاشات العربية في الموسم الرمضاني، وترى أن الأعمال خارج الموسم تحصد متابعة ومنافسة أكبر، مشيرة إلى الأعمال التركية في هذا الإطار .

 

إنها النجمة السورية مديحة كنيفاتي التي التقتها “الخليج” في هذا الحوار:

 

مع بداية شهر رمضان الماضي، وبداية عرض المسلسلات، كنت لا تزالين تصورين مشاهد في إحدى ثلاثيات “تحت سماء الوطن”، كيف كانت الثلاثية؟

 

- الثلاثية تحمل اسم “ثلة من الأولين” وهي من تأليف وسيناريو الدكتورة هالة دياب وإخراج نجدة أنزور، وتتحدث عن قصة حقيقية حدثت في محافظة حلب خلال الأزمة، وتتطرق لمواضيع عدة حول المحاكم الشرعية وتجارة الأعضاء والقهر التي عاناها كثير من السوريين خلال الأزمة، وهي من بطولتي والفنانين سعد مينا ويحيى بيازي وتيسير ادريس وفايز أبو دان وغيرهم .

 

 وما تفاصيل شخصيتك؟

 

- حملت الشخصية اسم “زهور” وهي امرأة حلبية محجبة تحب الحياة كثيراً ولكنها مع الأسف لا تستطيع أن تحقق ما تتمناه في حياتها، متزوجة لكنها لا تشعر بأي من المشاعر تجاه زوجها، وتتعرف مع الأيام إلى شاب يعمل دهاناً تعيش معه قصة حب، وخلال الظروف والأزمة تخسر أهلها وزوجها فتقوم باستئجار غرفة لدى امرأة تخرب لها حياتها، وتعيش الكثير من الألم والعذاب، وتمر بأحداث قاسية جداً ومأساوية، والمحزن أن القصة التي صورتها الثلاثية هي حقيقية وحدثت فعلاً في حلب .

 

 كيف تصفين هذه التجربة مع المخرج نجدة أنزور، وهي الأولى؟

 

- أنا سعيدة جداً بهذه التجربة، فالعمل مع المخرج نجدة أنزور ممتع وحتى بقية ثلاثيات العمل كانت مميزة، وأنا سعيدة بالشخصية التي أجسدها فهي المرة الأولى التي أجسد فيها شخصية كهذه .

 

 غلب على الأعمال السورية هذا العام طابع الخماسيات أو الثلاثيات، كيف تنظرين إلى هذا الأمر؟

 

- يخلق المخرجون والكتّاب وشركات الإنتاج تنوعاً في أسلوب العرض، ما يبعد الملل عن المشاهد وأنا مع هذه التجارب، فخماسيات “صرخة روح” وثلاثيات “تحت سماء الوطن” بعيدة عن النمطية، وأنا مع وجود تجربة كهذه بين الفترة والأخرى .

 

 شاركت في ثلاثة أعمال في الموسم الرمضاني، وجميع أدوارك فيها كانت لامرأة محجبة، فهل هي صدفة؟

 

- ربما هي صدفة، لا أعرف، لكن وصلتني أصداء إيجابية فعلاً حول الحجاب وكثيرون أخبروني أنه يليق بي لكنني لا أفكر حالياً أن أرتديه، ففي مسلسل “سكر وسط” أرتدي حجاباً كاملاً، وفي “زنود الست” أرتدي الحجاب فقط عندما أخرج من المنزل ولكن أغلب مشاهدي في العمل داخل المنزل، أما في “زمن البرغوث 2” فأرتدي الملاية الشامية .

 

 وهل سبق أن جسدت شخصية فتاة محجبة في الدراما من قبل؟

 

- ليست المرة الأولى، فسبق أن ارتديت الحجاب في مسلسل “الغدر” و”طريق النحل”، ولكن هذه المرة صادفت أن تكون جميع الشخصيات معاً .

 

 شاركت مع المخرج مثنى صبح للمرة الأولى أيضاً في مسلسل “سكر وسط”، فكيف تقيمين التجربة؟

 

- التجربة مع المخرج مثنى صبح جميلة جداً وأتمنى أن تجمعنا مستقبلاً أعمال أخرى، فالعمل معه ممتع وجميع الممثلين والفريق الفني كانوا مستمتعين بأجواء التصوير .

 

 صورت إحدى الشخصيات الرئيسية في مسلسل “العبور” الذي أُجل عرضه لبعد شهر رمضان، فهلا تخبرينا عن شخصيتك؟

 

- جسدت شخصية “سارة”، وهي فتاة تحاول أن توقع الشباب بحبها من أجل العبور للعالم الآخر, وأغلب مشاهدي مع النجمة سلافة معمار التي تؤدي شخصية “مايا” وهي العرابة والصديقة التي تخطط لي جميع أموري، إنها المرة الأولى التي أجسد فيها شخصية كهذه خاصةً أن العمل ككل يطرح للمرة الأولى في الوطن العربي، فهو مسلسل خيال علمي طرحته المخرجة عبير اسبر بأسلوب جديد .

 

 ما أهم ميزة في خطوط الشخصية؟

 

فتاة ذكية لا تهتم لأحد، قوية، لا تكترث لأي مصيبة تتعرض لها لأنها واثقة بما تفعله، تستخدم جمالها وسيلة لجذب الشبان إليها .

 

 هل يوجد شبه بين سارة في “العبور” وشخصيتك الحقيقية؟

 

- لا أشعر أن سارة تشبهني أبداً، فهي جديدة وبعيدة كلياً عن مديحة .

 

 حدثينا عن تجربتك مع عبير إسبر، وتجربتك التمثيلية في لبنان باعتبارها الثانية؟

 

- أحب بيروت كثيراً، وأنا أعتبرها شقيقة لسوريا، وحتى أنني أزورها كثيراً بغض النظر عن التصوير، فالعديد من أهلي وأصدقائي يقيمون في بيروت .

 

 صورت العام الماضي فيلم “بيترويت” في بيروت والآن مسلسل “العبور”، فهل شعرت بوجود اختلاف بين العمل في سورية ولبنان؟

 

- خلال فيلم “بترويت” شعرت ببعض الاختلاف، ففي لبنان أكثر ما يهتمون به هو موضوع الصورة والشكل وفي النهاية لكل مخرج أسلوبه الخاص، لكن في “العبور” شعرت وكأنني في قلب دمشق، فالمخرجة سورية وكذلك النجوم وحتى فريق العمل بأغلبه، لكن بسبب الموضوع الذي يطرحه العمل يتطلب مواقع تصوير كالموجودة في مدينة جبيل اللبنانية .

 

 هل انزعجت لأن مسلسل “العبور” أجل عرضه لما بعد رمضان بعدما كان من المفترض عرضه خلال الشهر؟

 

- صراحةً انزعجت، فقد كنت أتمنى أن أشاهده أنا والناس خلال السباق الرمضاني فهو عمل غريب وأجواؤه غريبة وهي المرة الأولى التي ينفذ فيها عمل من الخيال العلمي في الدراما العربية، رغم وجود زحمة أعمال كثيرة في رمضان لكنني كنت أفضل أن يكون “العبور” بينها .

 

 ألا تنزعجين من عرض كل الأعمال في رمضان في حين تعاد فحسب في بقية أشهر العام؟

 

- بالتأكيد يزعجني هذا الموضوع، ولنأخذ مثالاً شخصيات الأعمال التركية ك”لميس” و”مهند” و”نور” تبقى عالقة في ذهن المشاهد لأنها عرضت وحدها دون زحمة أعمال تنافسها، وبالتالي أنا وكثيرين غيري تحدثنا قبل بالموضوع، ويجب ألا تنحصر جميع الأعمال في رمضان في حين تكون باقي أشهر العام دون أي اهتمام أو عروض جديدة، لذلك أتمنى أن ينال مسلسل “العبور” نسبة متابعة عالية .

 

 ما الأعمال التي تابعتها خلال الموسم الرمضاني ولفتت انتباهك؟

 

- لم أستطع متابعة الكثير كوني كنت أصور مشاهدي في الثلاثية مع بداية الشهر الكريم، لكنني حاولت المرور على عدة أعمال فشاهدت بعض المشاهد من “سكر وسط”، و”زنود الست”، و”سنعود بعد قليل”، و”زمن البرغوث 2”، وأيضاً تابعت القليل من أعمال الدراما المصرية كمسلسل “موجة حارة” ومسلسل “نيران صديقة”، ولفتتني شارة مسلسل “لعبة موت” .

 

 هل شعرت أن الدراما السورية تراجعت هذا الموسم؟

 

- أبداً، بل على العكس، فقد قدم صناع الدراما لهذا العام الكثير من الأعمال المميزة، ففي هذا الوضع الذي تمر به سورية خُلقت قصص ونصوص متنوعة وجديدة وبروح مختلفة، وأغلب نجوم الدراما والمخرجين حتى من ترك منهم سورية كان حاضراً في الموسم الرمضاني، وكذلك فقد تصدرت الأعمال السورية الشاشات العربية وأنا على يقين أن الدراما السورية ستبقى متميزة رغم كل الظروف .