«الأخوة»: الدراما السوريّة تدخل عصر الـ «سوب أوبرا»

علاء رستم – السفير

بعد التأثيرات المكسيكيّة والتركيّة الواضحة في الدراما العربيّة، وصل صنّاعها إلى منابع الـ«تيلينوفيلا» في التشيلي. إذ تستعدّ شركة «كلاكيت» لتصوير مسلسل طويل مأخوذ عن سلسلة Hijos del Monte التشيليّة، وسيحمل بالعربيّة عنوان «الأخوة». سيعرض المسلسل خارج الموسم الرمضاني المقبل، في تكريس لنمط الأعمال المقتبسة الطويلة التي يمكن أن تملأ ساعات البثّ، بعد نجاح «روبي»، وبعدها تجربة «المنتقم». وينكبّ الكاتب محمد أبو اللبن، والكاتبة لواء يازجي حالياً، على إنجاز السيناريو، في حين تبحث الشركة المنتجة للتعاقد على إخراجه مع أحد المخرجين الثلاثة الليث حجو، أو سيف الدين سبيعي، أو سامر برقاوي.

وكان المخرج رامي حنّا وضع اللمسات الأولى على المشروع إلى جانب الكاتبين، إلا انّه انسحب للعمل على فيلم سينمائي تكتبه شقيقته الكاتبة ريم حنا، وسيقوم ببطولته ثنائي «روبي» سيرين عبد النور ومكسيم خليل.

خاض محمد أبو اللبن تجارب دراميّة عديدة، منها عدّة أفلام قصيرة ضمن سلسلة «ما بتخلص حكاياتنا»، المقتبسة عن قصص عالميّة معروفة، تمّ إعدادها لشخصيّات سورية. ويطمح مع شريكته في كتابة «الأخوة» لواء يازجي إلى إرساء نمط عربي لـ «سوب أوبرا» أو» تيلينوفيلا « أو الرواية المتلفزة كما في التجارب الأميركيّة والمكسيكيّة. ويقوم هذا النمط في الغالب، على الحدث الممتدّ على فترة زمنيّة طويلة، وعلى الصدف والأسرار التي تنكشف مع الوقت، من دون تغيّر يذكر في الشخصيّات.

في النسخة التشيليّة، نتابع قصة ثري يتبنى خمسة أولاد من مناطق مختلفة، يربيهم كأنهم أبناؤه. وبعد وفاة الأب، تظهر ابنته البيولوجيّة، لتطالب أولاده بالتبنّي بالميراث. يخوض الإخوة صراعاً على الوافدة الجديدة، لكنّ الأخ الأكبر يفوز بحبّها. وفي النهاية، تنكشف حقيقة أنّ الأب المتوفى عقيم، وأنّ الشابة التي تنتحل صفة ابنته كاذبة. عرض العمل على التلفزيون التشيلي العامين 2008 و2009، وتم اقتباس نسخة أميركيّة منه، ناطقة بالإسبانيّة، نالت انتشاراً عالمياً منذ إنتاجها العام 2011، إذ عرضت في أكثر من 20 بلداً.

وعن النسخة العربيّة، يقول أبو اللبن: «ستتمحور القصّة حول سبع شخصيات رئيسية، هي خمسة رجال، وامرأتان، وسيكون الإنتاج ضخماً، ويتوزّع التصوير بين مواقع عدّة». ستعود النسخة السوريّة إلى تيمات العمل الأصلي نفسها، بين الحبّ والخيانة والعائلة والميراث. لا تتعرض القصة لأحداث سياسية أو اجتماعية قريبة من الواقع المعيش، بل ستبقى في سياق افتراضي متخيّل. بين النجوم المرشّحين لبطولة العمل تيم حسن، وقصي خولي، وقيس الشيخ نجيب، وباسل خياط، وكاريس بشار. كما سيشارك في العمل ممثلون من لبنان و مصر، إلا إن هذه الخيارات تنتظر رأي المخرج الذي لم تحسم هويّته بعد.