لا شيء تغيّر في الشام منذ عامين إلا ازدياد المرارة، فالأوضاع الميدانية تزداد سخونة، مما دفع نخبةً من نجوم الدراما إلى مغادرة البلاد، ريثما تهدأ الأمور. رغم كل ما يجري، ثمّة من بقي هنا، وأسهم في صياغة موسم درامي ليس بثقل المواسم السابقة وأهميتها، لكن النجوم الذين بقوا، فعلوا ما بوسعهم، وصوّروا أعمالهم في قلب دمشق، واضطروا أحياناً لإعادة الكثير من المشاهد على وقع أصوات القذائف، والتفجيرات لاسيما في الأعمال التي نأت بموضوعاتها عن الأزمة السورية. أما كثيرون ممن غابوا، فلم يحمل رصيدهم في الموسم الفائت إلا الغياب، مما دفعهم مطلع رمضان الماضي أو قبله إلى القيام بزيارات استكشافية لديارهم التي سطع فيها نجمهم الأول. وبعدما أخذوا قسطهم من الحنين، بدأت تتوضح مشاريعهم للموسم المقبل.
أوّل هذه المشاريع أغنية بعنوان «دوّر عَ حالي» (ألحان مروان خوري) كتبتها، وأنتجتها، وغنتها أمل عرفة، وصوّرتها أخيراً في دمشق بإدارة المخرج مصطفى برقاوي (الاخبار 21/8/2013). من المقرّر أن تبث الأغنية أواخر الشهر الحالي، أو مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل، على أن يعرض الكليب على الفضائيات العربية في وقت لاحق.
وقد تم تصوير الكليب في استوديو مغلق في دمشق، وفقاً لـ«أحدث الوسائل، والسيناريوهات التي تعتمد بشكل أساسي على الغرافيك» بحسب تصريحات برقاوي لـ«الأخبار». كما أعلنت عرفة في وقت سابق أنّها تعكف حالياً على كتابة مسلسل جديد يحمل عنواناً مبدئياً «سايكو»، سيبصر النور العام المقبل. كما ظهر زوجها عبد المنعم عمايري في دمشق في حزيران (يونيو) الماضي عبر العرض الأوّل لفيلمه «صديقي الأخير» (إخراج جود سعيد)، ولكن الممثل لم يدلِ بأيّ تصريح.
أما الممثلة كاريس بشّار التي تجنّبت أيّ ظهور إعلامي لها قبل الأزمة أو أثناءها، فقد ظهرت في دمشق أثناء تقديمها العزاء بالممثل الراحل نضال سيجري، وقيل وقتها إنّها عادت من الولايات المتحدة لتستقر في سوريا. مع بدء التحضيرات لموسم 2014، بدأ الحديث عن تلقي كاريس عروضاً للموسم الرمضاني المقبل. كذلك يجري الحديث عن قرب عودة سلافة معمار إلى «عاصمة الياسمين» لأداء دور البطولة في مسلسل «نساء من هذا الزمان»، عن نصّ للكاتبة الصحافية بثينة عوض.
وقد بدأ المخرج أحمد إبراهيم أحمد تصويره مطلع هذا الشهر ويُتوقع أن يعرض خارج السباق الرمضاني «ربما مطلع العام 2014»، بناءً على توقعات أحمد لـ«الأخبار».
نسرين طافش التي تقيم في دبي مع عائلتها منذ حوالي عام، غابت عن الموسم الرمضاني الماضي. ورغم أنها تحدثت أخيراً عن تلقيها عروضاً للموسم المقبل، إلا أنّها لم تفصح عما إذا كان أحد المشاريع سيُنفَّذ في سوريا. ووجّهت طافش تحية للفنانين «الذين عملوا وسط الظروف الصعبة التي تشهدها سوريا»، وغاب الحديث عن مشروعها «رابعة العدوية» المتعثر منذ سنتين.
أما عابد فهد الذي اكتسح الشاشات في الموسم الفائت («سنعود بعد قليل»، و «منبر الموتى» و«لعبة الموت»)، وفاز في استطلاعات الرأي بلقب أفضل «ممثل لموسم 2013»، فقد أعلن في تصريح لإحدى الإذاعات المحلية أنه «في صدد إنجاز فيلم قصير عن سوريا من تأليفه وإخراجه، ربما يتم تصويره في أيلول (سبتمبر) المقبل». كما تحدث عن إمكانية مشاركته في الفيلم المقبل للمخرج باسل الخطيب بعد النجاح الذي حققه «مريم» الذي كان آخر عروض صالة «سينما دمشق» قبل إغلاقها في نيسان (أبريل) الفائت بسبب الأوضاع التي تعيشها البلاد.
ديمة الجندي المقيمة في دبي، قضت أسبوعاً رمضانياً حافلاً بالزيارات العائلية في دمشق، بعد غيابها حوالي عام، وقالت لـ «الأخبار» إنّها «لن تتردد أبداً في القدوم إلى سوريا للمشاركة في أي عمل مناسب يعرض عليها». أما الممثل رافي وهبي، فقال لـ «الأخبار» إنّه «يحرص على تقديم عمل درامي في سوريا لموسم 2014 سيكون من تأليفه، وما زال في طور دراسة بعض العروض خلال هذه الفترة».
وفي إطار الحديث عن موسم عودة النجوم إلى دمشق، نشر المخرج مؤمن الملا على حسابه على الفايسبوك صورة تجمعه بوالده الفنان أدهم الملا خلال عودته أخيراً إلى الشام. ويبحث الملا عن جهة إنتاجية لمسلسل شامي يحمل عنواناً مبدئياً «دهب عتيق» كان قد أعلن عنه سابقاً عبر موقع التواصل الاجتماعي. كما يدرس مشروع عمل اجتماعي، وسيحرص على تصوير المسلسلين في الشام، إلى جانب الأخبار المتداولة عن بدء التحضيرات الجديّة لجزءين جديدين من «باب الحارة» أحدهما سيكون غالباً على خارطة العروض الرمضانية لموسم 2014. ويستطلع المخرج بسام الملا أماكن جديدة لتصوير العمل الشامي في دمشق، بعدما انتشر على يوتيوب فيديو يظهر سيطرة فصائل للمعارضة على «القرية الشاميّة» (طريق مطار دمشق الدولي) التي كانت موقع تصوير الأجزاء السابقة. إذاً، تشير المعطيات إلى أنّ الموسم الدرامي المقبل سيكون أفضل من الفائت، مع إمكانية استعادة الدراما السورية لمعظم نجومها ممّن نأوا بأنفسهم عن سجالات الصراع السياسي على الأرض.