2013/08/18
وسام حمود – الوطن السورية
أعمال درامية سورية كثيرة، بأثواب مختلفة، قدمت هذا العام وعرضت من خلال الشاشات العربية، تنوعت من حيث الطرح، سواء الاجتماعي، أو السياسي حول الوضع الراهن في سورية، أو الكوميدي، أو البيئي... معظم الأعمال هذا العام ضمت نخبة من النجوم السوريين، الذين قدموا مجمل أدوارهم ببراعة وتميز، واللافت أيضاً أن بعضهم قدم نموذجاً أفضل من غيره في السنوات الماضية
أما اللافت هذا العام وبكثافة فهو الحضور اللبناني الذي فُرض أو فرض نفسه من خلال أعمال كثيرة، وملاحظتنا هنا، أننا لا نعلم السبب الحقيقي وراء هذا التوافق الذي لا نملك حقيقة أن نعترض عليه، بقدر ما نملك التوضيح، لأن بلا شك الساحة الفنية السورية تعج، بالكثير من الممثلين القادرين على أداء أفضل الأدوار، ومن حقهم على دراماهم ألا تنساهم وهناك أسماء كثيرة لن نتطرق إلى عرضها كي لا يقال إننا مناصرون لأحد، ونشير أيضاً إلى أننا لسنا ضد التعاون الفني بين الفنانين العرب، ولكن هذا لا يعني أن نغفل عن أسماء تركت بصمة في الدراما السورية، لا نعلم إن كانت مقصودة بالتغييب، ولا بد أن نشير إلى أن البعض بات يتحدث عن أن الشللية امتدت إلى لبنان..
في الحقيقة الدراما هذا العام رغم تنوعها اختلفت في طرح العديد من المواضيع، ولكننا لم ننجذب إلى عمل جعل الناس متسمرة أمام الشاشة كما هي العادة، ولكن كي لا نكون جائرين على كتاب، وممثلين، ومخرجين، اجتهدوا لتقديم كل ما هو أفضل لديهم سنستثني بعض الأعمال وإن كانت قليلة...
هذا العام اجتهد مخرجونا، وكتابنا، فحاول كل منهم أن يقدم أفضل ما لديه لمنافسة الآخر، فتميز البعض، وأخفق البعض الآخر، ليسقط سقطة الشاطر بألف سقطة، وليستقر في هاوية غير متوقعة، خاسراً بذلك جماهيرية كبيرة على الرغم من حالة التحدي بواقعية الأعمال، ومكان التصوير... وإن أردنا التحدث عن جرأة الطرح، وتجاوز الممنوع الذي اعتادت الرقابة فرضه على الأعمال السورية، تاركة له هذه المرة مساحات لا بأس بها، فمعظم ما طرح لم يكن مفاجئا أو مدهشاً، لأن ما شاهدناه غير مخالف لقانون طبيعة المجتمع السوري، رغم بعض المبالغات، ولن نشير هنا إلى أعمال بعينها، فبالنهاية لسنا نقاداً، وإنما عين مشاهد كانت تنتظر غير المألوف...
كتابنا، ومخرجونا هذا العام قدموا لوحات تميزت في بعض الأماكن، وأخلت في أماكن أخرى، ولا أعتقد أنهم بسبب الوضع الذي يعيشه المواطن السوري حازوا مساحتهم المعتادة لديه، فهناك من عتب على بعض الأعمال معتبرا أنها قدمت في توقيت غير صائب، والبعض الآخر رآها مناصرة للواقع بكل ما فيه، وهناك من وجد بكل ما قدم نسياناً لأزمة اجتماعية حقيقية يعيشها المواطن السوري، فواقعه الذي يحياه لا يشبه أي واقع آخر، وحاضره المجهول يحتاج إلى أشخاص مغامرين في الدراما ليضعوا الإصبع على الجرح، دون مطامع، أو طموحات شخصية وما قدم ليس سوى حكاية، كأي حكاية تقدمها سينما هوليود...
الحلقات الأخيرة من أعمال هذا العام أقفلت أبوابها، لتفتح معها سجالاً كبيراً بين أطراف كثيرة، والنتيجة الاختلاف في التقييم، والتوافق على المميز، والحكم النهائي ليس لنا، بل هو لمشاهد، كل ما قدم يتحدث عنه، وعن حاله......
وفي النهاية لا نملك إلا المباركة لكل من قدم عملاً درامياً هذا العام، لأنه قدم إنجازاً بغض النظر عن مضمونه، في ظروف أصعب من أن يحقق فيها أي شخص خارق مشروعا بسيطا....