2013/08/12
صهيب عنجريني- السفير
حظي «لعبة الموت» بنسبة مشاهدة مرتفعة، وضعت المسلسل في مقدمة السباق الرمضاني، رغم انضمامه إليه متأخراً. لكن النهاية التي قدّمتها الحلقة الأخيرة تعرضت لانتقادات كثيرة، استنكرت تحويل عاصم من مجرم إلى ضحية. ففي المشهد الختامي، يقوم عاصم (عابد فهد) بتصويب مسدس نحو نايا (سيرين عبد النور)، لكن كريم (ماجد المصري) يباغته ويطلق عليه النار من الخلف، لتصرخ شقيقة عاصم منال (فرح بسيسو(: «المسدس فاضي... عاصم ما بيقتل»، مناقضةً بذلك علمها المسبق بإقدام شقيقها على قتل الراقصة شهرزاد (ندى بو فرحات)...
تؤيد كاتبة العمل ريم حنا الانتقادات التي طالت تلك النهاية، مؤكدة لـ «السفير» أن مخرجَي العمل الليث حجو وسامر البرقاوي، قاما باستبدال النهاية التي كتَبتْها بأخرى هدمَت ما بنته. «طبعاً ليس من المنطق في شيء أن تزعم منال أنّ شقيقها لا يمكن له أن يقتل، هذا يناقض العنف الذي اتسمت به الشخصية، لا يمكن لي ان أكتب نهاية بهذه السذاجة. تكشف حنّا عن النهاية كما كتبتها على الورق: «يهم عاصم بمغادرة المكان مودعاً نايا بانكسار عاطفي، لكنه يفاجأ بدخول كريم، فيشعر بالخديعة مجدداً، ليصاب بغضب جنوني، ويحاول إطلاق النار على كريم. تتدخل نايا لتحول بينهما، ويدور شجار، يسقط على إثره المسدس أرضاً، ويتسابق الثلاثة إليه، ثم ننتقل إلى لقطة من خارج الشقة، نسمع معها صوت طلق ناري، من دون أن نعرف من أطلق النار على من. يحصل ذلك مع اقتراب سيارات الشرطة من المكان، حيث من المفترض أن الأمن المصري يطارد عاصم بعد انكشاف حقيقة دخوله البلاد بشخصية مزيفة. نعود إلى لقطة داخل الشقة ونشاهد المسدس بيد عاصم، المذهول بعد اكتشاف ان الرصاصة كانت خلبية، لنعود في مشهد مستعاد ونشاهد منال تقوم بتغيير الطلقات، وتصل الشرطة إلى الشقة».
تؤكد حنا أن تغيير النهاية ليس الوحيد الذي طال السيناريو، موضحةً أن الخط الدرامي المتمثل بفقدان كريم لابنته قد تعرّض للاجتزاء بدوره: «ثمة مشاهد كتبتها ولم تصوّر، على سبيل المثال هناك مشهد يحلم فيه كريم بابنته ونايا معاً، بعد أن تقرر نايا إنهاء علاقتها به. كما كان من المقرر أن يستغل عاصم هذا الخط في صراع نفسي مع كريم، لكن هذا لم يحصل بعد أن طُلب مني اختصار المشاهد بذريعة أنّ الحلقات أصبحت أطول من اللازم».
النهاية التي اختارها المخرجان لمسلسلهما سبق وأن قدّمها الفيلم المصري «خليج نعمة» والمقتبس عن الفيلم الأميركي نفسه («النوم مع العدوّ»؛ 1991). تعبر الكاتبة عن الاستياء من التغييرات التي طالت نصها، مؤّكدة أنه لا ينفصل عن أزمة يعاني منها معظم كتّاب الدراما، حيث تكون الكلمة الأخيرة للمخرج، ومن دون العودة إلى المؤلف في كثير من الأحيان. لكنّها تؤكد في المقابل أن الأخبار التي تحدثت عن طلب الجهات المنتجة منها التفكير بكتابة جزء ثانٍ صحيحة، وأنّ قيامها بذلك «أمر ممكن، لكن الخوض في تفاصيله سابق لأوانه».
من جهته، يؤكد المخرج الليث حجو أن النهاية المصورة تختلف عن تلك المكتوبة، وأن هناك مشاهد كُتبت ولم تصوَّر، يقول للسفير: «المخرج والكاتب شريكان في أي عمل درامي، ولكلّ منهما رؤية، قد توافق ما لدى شريكه أو تخالفه، والنهاية التي قدمتها الحلقة الأخيرة هي خيار طاقم الإخراج وليست خيار الكاتبة». لكن ألم يكن من الواجب مشاورة الكاتبة في هذا التغيير؟ يجيب: «طبعاً كان ذلك واجباً، لكنه بحاجة إلى ظروف عمل مختلفة، يمكنني مشاورة الكاتب في نصّ مكتمل الإنجاز، لكن في «لعبة الموت» كانت مشاهد الحلقات الأخيرة تصلنا تباعاً، أثناء انهماكنا في التصوير، وأحياناً عبر الـ«واتس آب»!!».
يشدّد حجو في الوقت نفسه على سعادته بالتعاون مع حنّا، ويضيف: «هي كاتبة كبيرة بلا شك»، يعتذر عن عدم الإدلاء بحوار، في زمن بات فيه الناس «مهووسين بتفسير كل شيء من منطلق سياسي»، ويضيف: «أقول ما لدي عبر الدراما، وبعد عرض ما أخرجه ينتهي دوري في الكلام، ويبدأ دوري في الاستماع إلى وجهات النظر والانتقادات التي أحترمها جميعاً»، يختم بالقول: «أتبنى كل جملة وردت في ما قدمته هذا العام، وتحديداً في مسلسل «سنعود بعد قليل».