«سكر وسط ».. للكبار فقط!

لينـدا حمود – تشرين

(سكر وسط) مسلسل اجتماعي سوري من تأليف مازن طه وإخراج المثنى صبح، هو واحد من بين عشرين عملاً درامياً سورياً صورت في دمشق في ظل ظروف أمنية صعبة،

 إلا أنه لم يتناول الأزمة نهائياً.. بل جرت أحداثه في دمشق ما قبل الأزمة؛.. إذ يتناول المسلسل بشكل رئيس بداية الفورة العقارية أو أزمة غلاء العقارات في سورية؛ وانعكاساتها على الصعيد الاجتماعي والإنساني والاقتصادي عبر حكاية عائلة (أبو نبيل)- علي كريم وهي ذات دخل متوسط تعيش في بيت عادي وسط دمشق.

اليوم وبعد أن عُرض قرابة ثلثي حلقاته تقريباً تابع المشاهد في (سكر وسط) أكثر من قضية جريئة؛ وهو الأمر الذي  بتنا نراه في أغلب أعمال الدراما السورية مؤخراً؛ إذ تجاوزت العديد من الأعمال لهذا الموسم الخطوط الحمراء والقضايا الجريئة؛ لكن من دون أي قدرة جادة على معالجة درامية ذات مستوى لافت سواء من حيث كتابة السيناريو أو حتى على صعيد الصورة؛ فمجمل الأعمال كانت غالباً لمجرد التشويق والإثارة و جذب المشاهدين.

من تابع الحلقة الخامسة من (سكر وسط) سيرى أنه تم سكب كمية كبيرة من الجرأة الاجتماعية لا الفنية بهدف التشويق؛  لتكون هذه الحلقة ربما «سكر زيادة» بسبب الجرعة العالية من مشاهد تتركز في أغلبها حول مواضيع الجنس التي تفيض في حلقة تلفزيونية درامية يحضرها الصغار قبل الكبار.. فتبدأ الحلقة بطلاق جمانة (ندين تحسين بك) من زوجها نبيل (ميلاد يوسف) بعد اكتشاف الأخير لعملية الإجهاض التي قامت بها زوجته من دون علمه؛ الأمر الذي يجعله يتهم زوجته بخيانته واحتمال أن يكون الجنين ليس ابنه؛ فيسارع إلى تطليقها بالثلاث؛ لتقبل «جمانة» بالوضع بل تطرد زوجها من البيت المُسجل باسمها؛ وتطالبه بكل حقوقها الزوجية إلى جانب احتفاظها بحضانة ابنهما تيم.

وفي المشهد التالي يعرض العمل لفتاة في العيادة النسائية تريد إجراء عملية إجهاض بالسرّ!..

وفي المشاهد التالية نشاهد عصام (خالد القيش) المتزوج من سعاد (ميرنا شلفون)  في عيادة طبيب في الحارة العشوائية؛ التي يسكن فيها نشاهده يشكو للطبيب من عجزه الجنسي!..

وفي الحلقة نفسها يستدرج وائل (يزن الخليل) الابن الأصغر لعائلة «أبو نبيل» زميلته في الجامعة عزة- (حلا رجب) إلى بيت فيفقدها عذريتها!.. ولا تقف الأمور عند هذا الحد؛ بل ستكتشف «عزة» في المشاهد القادمة من الحلقة نفسها أنها حامل؟..

إضافة إلى أن المشاهد سيكون على موعد مع مشاهد لشرب الخمر والقمار لشلة السوء و«أولاد آدو»: رامز أسود (جميل) ويحيى بيازي وغيرهما... أما في تناول المسلسل لشخصية «سعاد-ميرنا شلفون- زوجة عصام» الذي يشكو من ضعف جنسي.. فتتعرض «سعاد» للمعاكسة من قبل جارها «جميل- رامز أسود» عند ذهابها إلى دكان أبيه-«نزار أبو حجر» لشراء علبة متة؛ إلا أنها تُظهر تعففاً ما يظهرها للمشاهد وكأنها امرأة شريفة لا يمكن أن تقوم بعلاقة كالتي قامت بها بعد عدة مشاهد مع طبيب الحارة مصطفى سعد- (الدكتور جلال)..!

ويطرح العمل في إحدى حلقاته قضية (حضانة الأولاد) من خلال شخصية «عصام» الذي يتعرض لمضايقات من مطلقته «جمانة» التي تمنعه من رؤية ابنه «تيم» متى يريد.. فنتابع لأول مرة هذه القضية من وجهة نظر الرجل؛ لنرى «عصام» يشكو قسوة هذا القانون بحق الأب لأنه سيضطر للانتظار سبع سنوات ليتمكن من رؤية ابنه كما يريد ومتى يريد.. فنكون ربما لأول مرة أمام شكوى الرجل من ظلم القانون الذي لطالما كان شكوى نسائية ولاسيما في الأعمال الدرامية التي سبقت «سكر وسط»، ففي العقود الأخيرة وقبل تعديل قانون حضانة الأطفال كانت الدراما السورية دائماً تدعو إلى تعديل القانون وزيادة عدد سنوات حضانة الأم؛ فهل نحن وصلنا فعلاً إلى الزمن الذي يطالب فيه الرجل بحقوقه التي سلبته إياها المرأة..!؟