2013/07/25
لؤي ماجد سلمان – تشرين
مع حلول شهر العبادة، استمرت التقارير والبرامج التحريضية، ولم يختلف المشهد إلا بالزي الذي يرتديه مقدمو البرامج في القنوات السعودية،
بحيث يتوافق مع شهر رمضان المبارك، ويحقق لهم استعراضاً إعلامياً مميزاً أمام جمهور المشاهدين، كما يحدث في برنامج «خواطر» الذي زار أحد المخيمات الخمس نجوم، والمؤلفة حسب زعمه من حمامات لذوي الاحتياجات الخاصة، وقاعات تدريسية، ومناهج مخصصة للاجئين السوريين، لتبين لنا قناة MBC العطاء السعودي والتمويل السخي لمن كانت سبباً رئيساً في تهجيرهم وقتلهم، في المقابل تحاول قناة «الآن» أن تحرض بطريقة مختلفة، وأن تبرز الحالة المتردية للاجئين السوريين وسط مخيمات اللجوء على الحدود التركية، ومناطق أخرى. تقارير متناقضة ومتضاربة القاسم المشترك بينها التحريض، لكن كل بطريقته، كلنا يعرف حجم المعاناة التي لاقاها اللاجئون السوريون في المخيمات المختلفة، سواء في تركيا أو لبنان، أو الأردن، من حالات اغتصاب، وتسخير الأطفال السوريين لخبطاتهم الصحفية وتقاريرهم المضللة. حيث تلتقط الكاميرا في أحد المخيمات المدرسة تكتب على اللوح جملاً تحريضية، توجه الطفل إلى محاربة وطنه، لنشاهد بوضوح الخطة التي تقوم بها بعض الدول لاستغلال المواطن السوري على جميع المستويات، وكيف أن الرعاية التي يوهمونا بها ما هي إلا مرحلة إعداد وغسل أدمغة، ليكون الطفل السوري معبأ إيديولوجياً وفكرياً ضد وطنه، ومتأهباً في أي وقت من الأوقات للعودة إلى قتل أخيه السوري، في المقابل وحسب تقاريرهم لا وجود للأب، والأم أمية وسعيدة بأن أطفالها في المدارس يتابعون تحصيلهم العلمي، رغم وجودهم في المخيمات، من دون أن تدري الأم ما هي نوعية العلم والمواد التربوية التي يتم تلقينها للأطفال، حتى يتم إعدادهم ضد أوطانهم كقنابل موقوتة يمكن سحب فتيلها في أي وقت، أحد التقارير يُصور برفقة أطباء نفسيين مخصصين لأطفال المخيمات، نجد الطفل الذي لم يتجاوز العشر سنوات كيف يرسم صورة وطنه، مخاطباً الكاميرا: «أنا لا أخاف، ولا أبكي» ويروي أنه كان من المتفوقين، لكنه يعمل في المخيم كنجار، يأمره الطبيب النفسي أن يروي كيف شاهد جثة في حاوية النفايات، قُطِع إصبعها التي يتشهد بها، من غير الممكن أن نصدق أن طفلاً لم يتجاوز العشر سنوات لا يبكي ولا يخاف، ويروي قصصاً عجز عنها ألفريد هيتشكوك، من دون أن يرف له جفن، وكيف له أن يعمل بمهنة نجار وهو غير قادر على حمل حقيبة مدرسية، لكن أين الرفاهية الخمس نجوم وقاعات التدريس التي يتحدثون عنها إذا كان المتفوق يعمل نجاراً، ما يدل على أن تلك القنوات والتقارير وقعت في فخ تدليسها، ومهما تعددت التقارير، الهدف واحد هو ضرب المجتمع السوري. يبقى أن نسأل عن مصير أطفالنا ومستقبلهم، وعن دور المنظمات العالمية وحقوق الطفل والإنسان، في تلك المخيمات، ونسأل عن المناهج التي اعتمدت لتنشئة وتعليم أطفالنا، كلنا يعرف أن الطفل ورقة بيضاء نكتب عليها ما نريد، ألا ينبغي أن نسأل الآباء والأمهات، ما ذنب أطفالكم حتى ترسموا لهم مستقبلاً مجهولاً، ونتركهم في يد الدول والمنظمات التي لا تعتبرنا إلا فائضاً بشرياً، أو مخلوقات موجودة لخدمتها وتنفيذ مخططاتها، ولو افترضنا جدلاً أن تلك الدول يهمها مصير أطفالكم كما يصورون للمجتمعات، لماذا لا يتم دمجهم وسط مجتمعاتهم العربية والتركية، أو أن الطفل السوري نخب ثانٍ وثالث، لا يجوز أن يقترب من مجتمعاتهم وأطفالهم؟!.