2013/07/25
لينا سكيف – دار الخليج
درس الهندسة، ثم في لحظة عرف أنها لم تكن ما يحلم به، توجّه إلى دراسة الإخراج في فرنسا . . هو في حالة عشق مع السينما، ولا يحب مشاهدة التلفزيون، يرى أن السينما السورية صناعة وطنية من الألف إلى الياء، وأن الشللية في الفن مشروع يجمع بين أشخاص لهم القناعات والهمّ نفسه والشيء الذي يريدون قوله .
يملك موهبة الكتابة، والتمثيل، والإخراج، وهو صاحب مواقف ثابتة، للحوار معه متعة خاصة، وهو أكاديمي في دراسته وأجوبته، سريع البديهة، وصريح، وجريء، وناقد لاذع، وجزء من تركيبة شخصيته الثقافية فرانكفوني . . إنه المخرج السينمائي السوري جود سعيد الذي التقه “الخليج” فكان هذا الحوار:
درست هندسة الميكانيك بداية ولم تكمل ثم توجهت إلى دراسة الإخراج السينمائي، لماذا لم تدرس الإخراج مباشرة؟
أهّلني مجموعي بعدما حصلت على شهادة البكالوريا لدخول قسم الهندسة، وفي لحظة من اللحظات اكتشف أنني لا أريد ان أكون مهندساً وإنما أحب شيئاً آخر ألا وهو الإخراج، ولست نادماً على دخولي قسم الهندسة لأنها كانت تجربة جميلة وضرورية، فأي تجربة في الحياة تغني الإنسان، ويحدث أن يدرك شخص في عمر الخمسين وهو طبيب أن الطب لم يكن ما يطمح له، بل كان طموحه شيء آخر .
أنت مع أو ضد الشللية في العمل الفني؟
أنا مع الشللية . . وأتمنى أن يكون هنالك أكثر من تجربة مع الممثلين أنفسهم حتى تنضج الحكاية وتأخذ شكلاً أعمق، وتكون عبارة عن تجربة يتحدثون عنها (وينشغل عليها بأكثر من وجه) بمعنى أنه من الممكن أن تعملي مع الممثل نفسه أدواراً مختلفة، وهذا يتحقق مع الفنان عبد اللطيف عبد الحميد، وكان من الممكن أن يتحقق مع قيس شيخ نجيب، فنكون معاً في فيلم “صديقي الأخير”، لكنه توقف بسبب أمر له علاقة بمواعيد العمل بيننا والتزاماتي والتزاماته، فالشللية لا تزعجني أبداً، وهي وضع صحي، ومشروع، وهذا يعني أن هنالك أشخاصاً يشبهون بعضهم بعضاً ولديهم القناعات نفسها، والشيء نفسه الذي تريد قوله فتقوله .
هل يمكن أن يكون بطل أحد أفلامك شخصاً غير معروف؟
نعم، وقد حدث ذلك في فيلم “مرة أخرى” وكان (جوني كوموفيتش) وهو مهندس صوت .
لماذا تضع نفسك في إطار الإخراج السينمائي؟
أنا لا أضع نفسي في إطار، فهذه هي مهنتي الرئيسة “مخرج سينمائي”، أما موضوع الإخراج الدرامي للتلفزيون (الساعات التلفزيونية) فله شكله وخصوصيته، وأنا شخصياً إلى اليوم لم أشعر أن لدي مشروعاً أحققه في الدراما التلفزيونية .
أنت تمثل أيضاً ولست مخرجاً وكاتباً فقط؟
نعم . . مجرد أدوار صغيرة . . وفي انتظار الخريف لدي دور صغير الآن .
المونتير في فيلمك “صديقي الأخير” هو لبناني، ألا يوجد في سوريا أشخاص أكفاء لهذه المهمة؟
نعم يوجد أشخاص جديرون بهذه المهمة، لكن سيمون الهبر هو المونتير في فيلم “مرة أخرى”، وهي قصة شراكة بيننا، فهنالك أشخاص ترتاحين لهم وتحبين العمل معهم دائماً، وسيمون أحد هؤلاء الأشخاص .
حدثنا عن فيلم “انتظار الخريف”؟
النص تأليفي أنا وعبد اللطيف عبد الحميد، وأسهم في كتابة السيناريو علي وجيه، وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الفتيات هن عماد فريق كرة طائرة نسائي من قرية منسية، يريد أهل هذه القرية وفريقها الوصول إلى نهائي كأس الجمهورية، وهي قرية تريد أن تصير وطناً بطلاً لكل أهله، والفتيات آمنّ بالحب في زمن عبث الموت والحرب، الفيلم هو قصص من حكاية وطننا الجريح في مقاربة لما نعيشه اليوم، ونحن الآن بصدد التحضير له واختيار الممثلين وأماكن التصوير . واخترنا الفنانة سلاف فواخرجي والفنان عبد اللطيف عبد الحميد وكامل نجمة، وربا حلبي، ونسرين الحكيم، وأسماء أخرى .
هل تعنيك الجوائز والألقاب؟
تعنيني أنا وفريق العمل، بأن هذا الفيلم حصل على اعتراف معنوي في أحد المهرجانات، وهذا يعطي دفعاً لتسويق الفيلم، ويتيح له مشاهدة أوسع .
شيء تود إخراجه لكنه مشروع مؤجل؟
لدي رغبة في (النبش) في التاريخ لكن ليس لتمجيده قطعاً، فهنالك قراءات موجعة في التاريخ . . فتاريخنا فيه جوانب مشرقة ويوجد فيه مصائب وكوارث أيضاً، وهي تستحق منا اليوم أن ننكأ هذه الجروح لنفهم حاضرنا .
ماذا ينقص السينما السورية لتكون سينما ولادة؟
النقود وصالات العرض . . أية صناعة في حاجة إلى فترة إقلاع، وفترة الإقلاع بحاجة إلى تمويل وصالات عرض، إضافة إلى دخول القطاع الخاص .
ما الأعمال الدرامية التي نالت إعجابك العام الماضي؟
أنا لست من متابعي التلفزيون . . والعمل الدرامي الذي تابعته فقط وأوجه تحية لكل العاملين فيه هو مسلسل “ضيعة ضايعة” للصديق المخرج الليث حجو، وهو عمل خاص وقد لاقى نجاحاً كبيراً .
ما الأعمال السينمائية التي تابعتها؟
من الأفلام العربية فيلم “العاشق” للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، أما من الأجنبية فيلم جانغو Django Unchained إخراج كوينتين تارانتينو .