2013/07/23
بوسطة- محمد الأزن
يتوجه النجم السوري أيمن زيدان برسائله إلى من يهمه الأمر، عبر حائطه الافتراضي، بعد خروجه من سوريا منذ فترة بسبب تعرضه لتهديدات بالقتل، هذا الخروج الذي اعتبره "نفياً قسرياً" عن وطن ماعاد يشبه الوطن الذي كان يعرفه.
لتأتي هذه الرسائل... فصلاً في الغربة والحنين... وفي الدراما التي لطالما كان بطلها، ورجلها الشجّاع... منذ ذلك الموسم الذي أطل به "مفيد الوحش" هارباً من صفحات رواية حنّا مينه، ممسكاً بيدي "لبيبة"، ومتكئاً على كل ما في بلاده من جمال، لتقديم خلفية مشهدٍ درامي استثنائي، ثم تتوالى المواسم الدرامية صعوداً، وهبوطاً على سلم الجماهيرية، قبل أن يغيب البطل باحثاً عن التقاط صورة بعيدة عما يجري ببلاده في مشروع درامي بعنوان "ربيع توبة"، وحينما لا تستجيب الظروف الإنتاجية... ويقسم ظهوره بين "خيبر"، و"حفيظ" و"حاميها وحراميها".
ولايبدو زيدان سعيداً بآلية التواصل الافتراضية التي اضطره لها هذا "الزمن الأغبر"، حيث كتب في تدوينةٍ له مؤخراً:"اعذروني ببعض البوح، ولاأحد مضطر أن يقرأ كلماتي أنا ببساطه أحاول أن أرمي بعضاً مما أحس به على صفحات، أصبحنا نتواصل عبرها لأننا لم نعد نلتقي، أو ربما مضى وقت مرير لم يصادف فيه أحدنا الآخر عند إشارة مرور، أوفي المقهى، أو في صالة مسرح، أو في أروقة المهرجانات.... لم يخطر ببالنا يوما أن نتفق أونختلف، أو نتحاور عبر فضاء الفيسبوك الجليدي ...حيث تخاطب الاخر دون أن تراه، أو تحس به ...حقاً إنه زمن أغبر ...زمن الحوار الأعمى "...
وفي فصلٍ من الغربة، كتب النجم السوري:"يقتلني الحنين. يبعثرني بين دروبك الباكيه ...من أنا بعدك يادمشق ..؟..اصحو من كوابيس الغربة مفزوعا أنك لم تعودي انتي ...لاأصدق أن الرصيف لم يعد لاقدامي .. وأن ظلال الزنزلخت لم تعد تغطيني ...كيف أصبحت يابردى غريبا عني ...بعيداَ أبعد من المدى ..لم أعد أصدق كيف أصبحت أحيا في ماضي دمشق وكيف أصبحت بعيدا عن الغد"...
وللدراما السورية التي طالما كان أيمن زيدان أحد أبرز صنّاعها نصيبٌ كبير ، من تدويناته على "فيسبوك" منذ مطلع موسم العرض الرمضاني 2013، ومما كتبه عن ذلك: "أعتقد في الدراما ليس المهم فقط ماتقول إنما أيضا كيف"، كما كتبَ في تدوينةٍ أخرى: "لسنوات طويله من حياتنا كنا ضحايا الخطاب المباشر، والصراخ الأيديولوجي ...كل الهزائم التي أصابتنا منذ القرن الماضي، وحتي يومنا هذا كانت مغلفة بمباشرة، وأوهام فجه ...وفي الأدب والفن كان الخطاب الأيديولوجي هو الذي يحدد مواقع المبدعين على الخارطة الأدبية، والثقافية دون النظر في المستوى الفني أو شكل التعبير المستخدم ...وفي هذا الزمن الأغبر تستمر المشكلة نفسها ... فلازلنا ضحايا خديعة التناول السطحي والمباشر للقضايا الكبيره ....كنت آمل ألا تكون الازمة السورية أداة لهذه الخدعة .....احترم الجرأة ووجهات النظر، والحريات الشامخه دون سقوف، فهي شرط لازم للإبداع لكنها دون عمق تصبح ثرثرة مضلله"...
ويعرب زيدان بشكل واضح لا لبس فيه، عدم رضاه عن الطرح الذي تقدّمه الأعمال السورية في موسم 2013، قائلاً:"الشخصيات التي تقدمها غالبية إنتاجات الدراما السورية هذا العام، لاتشبه أبناء وبنات وطني الذين عشت بينهم أكثر من خمس وخمسين عاما ... إنهم في الواقع ادفأ واطرف وأصدق ...فاسمحوا لي لن أحتفي بهذا التزييف، واعتذر إن لم أكن محقاً من وجهة نظر البعض ...."