2013/07/17
فؤاد مسعد – الثورة
من الحلقات الأولى يمكن أن يفرز المشاهد بشكل عام ما بين الغث والسمين من الإنتاج الدرامي لهذا العام ، فمن يود اللهاث وراء مسلسلات كوميدية من نوع (زحلط ، وقع ، فات بالحيط .. ) سيجد ما يلهث وراءه بسهولة ،
ومن يريد متابعة العمل الدرامي الخفيف الذي يجنح إلى كوميديا تحترم المشاهد سيجد ضالته ، ومن يرغب بمتابعة أعمال تمس واقعه وما يجري على الأرض الآن وانعكاساته المختلفة على الناس وتداعياته الاجتماعية وحتى السياسية والاقتصادية سيكتشف أن هناك العديد من الأعمال المتنوعة التي تندرج ضمن هذا الإطار والتي يتمتع جزء كبير منها بالعمق ، ومن يسعى لرؤية مسلسلات مكررة مستنسخة ومتشابهة إلى حد التطابق في الكثير من الأمور على صعيدي الصورة والمضمون سيجد ما يبحث عنه ، ومن يفتش عن عمل مشبع بالشفافية سيرى أن هناك اقتراحات (على قلتها) تشي بالتميز .
إذاً من الصعب أن يختبئ أحد وراء اصبعه ويحمّل عمله ما ليس فيه ، لأن الجمهور اليوم بات الناقد الأهم حيث يتغلغل إلى تفاصيل العمل كلها بعين ثاقبة ملتقطاً ما يلامسه بشكل حقيقي لافظاً ما يستخف منه ، ولكن مما لا شك فيه أنه من الغبطة بمكان انتشار الدراما السورية بهذا الطيف على الشاشات العربية رغم التحديات والصعوبات التي عانتها ، قد لا يكون هذا الانتشار بالصيغة المثلى التي نشتهي ، خاصة أن هناك قنوات غاب عنها المسلسل السوري (قصداً) ولكن ما اكتنزته هذه الدراما من محبة الناس لها وتعلقهم فيما تقدم جعلها حاضرة وتفرض نفسها بقوة في الكثير من المحطات .
وهنا لا بد من الإشارة إلى أهمية المسلسلات المُنتجة من قبل مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي والتي شكلّت حالة من التنافس حتى فيما بينها ، فعادة إن لجأت شركة إنتاج إلى انجاز أكثر من عمل قد تقدم مسلسلاً ضخماً محملاً بالدلالات والأفكار وتقدم عملاً أو اثنين أقل قيمة ، ولكن فضلّت مؤسسة الإنتاج فيما تُقدم أن تطرح نفسها بصيغة أبعد من كونها منتجاً لتكون داعماً للحراك الدرامي السوري .