2013/07/16
وسام كنعان – الأخبار
وعدتنا الكاتبة السورية ريم حنا بالتشويق في مسلسلها «لعبة الموت» (إنتاج «سامة») الذي أنجزته بالاعتماد على فكرة فيلم Sleeping With The Enemy. لكنّ حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر، وجاءت النتيجة الأولية بعد عرض خمس حلقات من المسلسل مخيّبة للآمال، علماً بأن شارة العمل أغفلت عن قصد اسم الرواية والفيلم، مكتفيةً بالتنويه إلى أنّ الأحداث مقتبسة عن قصة أجنبية. منذ البداية، سعى المخرج الليث حجو إلى تنفيذ التزامه القديم مع الشركة المنتجة، وبذل قصارى جهده لإنجاز المشروع. لكنّ ارتباطه بمسلسل «سنعود بعد قليل» اضطر شركة «سامة» إلى التعاقد مع مخرج ثان هو سامر البرقاوي، كي تتمكن من اللحاق بالموسم الرمضاني وتسليم حلقاتها تباعاً للفضائيات. وحتى هذه اللحظة، فهي تكمل التصوير في شرم الشيخ. تبدأ القصة في فيلا رجل الأعمال «عاصم» (عابد فهد) وزوجته «نايا» (سيرين عبد النور).
الرجل يغار بطريقة مرضية على زوجته ويضربها بطريقة مبرحة، فتفقد حملها وتخضع لعملية استئصال جزء من الرحم، ويتبدد حلمها بالإنجاب. هكذا، تقرر الهرب منه بعدما كانت قد تعلّمت السباحة سراً.
ترمي «نايا» بنفسها في البحر من يخت القبطان «جبران» (يوسف حداد) الذي عشقها منذ أن كانت صغيرة. وبعد أن يخال الكلّ أنّها ماتت، تظهر في القاهرة حيث تحظى بفرصة عمل في شركة «كريم» (ماجد المصري) المكلوم من فقدان طفلته والمحاط بموظفين يعتبرهم عائلته. الخلاصة أنّ المشاهد سيكون أمام فيلم أميركي طويل ومملّ، وخصوصاً أنه لا يمتّ إلى الواقع العربي بصلة، ولا يمكن أن تتجاوز مدة القصة الزمنية (مهما طالت) أكثر من ساعتين دراميتين. وستبدو الإطالة واضحة ومنفرة إلى درجة غير منطقية ضمن أجواء مجافاة الواقع وحالة غير مفهومة لوجود البطل السوري بين مجموعة لبنانيّين. لذا، سيكون المشاهد على موعد مسائي مع أجواء الدراما اللبنانية التي حفظها عن ظهر قلب، وخصوصاً أنّ نسبة كبيرة من الممثلين اللبنانيين يجسّدون الحالات الإنسانية للحبّ والفرح والحزن والمعاناة بالطريقة ذاتها. وفي «لعبة الموت» أمثلة ناصعة على ذلك. هنا يظهر عابد فهد ممثلاً محترفاً يجيد تقمص الدور بطريقة متقنة، لكنّه محاط بمجموعة ممثلين هواة، تبدو المغنية اللبنانية أفضلهم وأكثرهم مجاراة للأداء، وتبلغ سطحية الأداء ذروتها في مشاهد المحققين الذين أتوا إلى اليخت للتدقيق في كيفية وقوع الحادثة. ولن تفيد جمالية المكان في إنقاذ حالة الرتابة التي وقعت فيها القصة منذ الحلقات الأولى. كذلك لن تنفع الموسيقى التصويرية الجذابة في شد إيقاع القصة، وقد وضع إياد الريماوي مقطوعات مستوحاة من الموسيقى الرومانسية الأميركية لتكون خلفيةً مناسبة للحدث الدرامي، فيما منح صوت مروان خوري مسحةً خاصة لتتر البداية. من جانب آخر، يغرق الفريق المصري في كليشيهات باتت تشعر المشاهد بالغثيان لكثرة ما تكررت في المسلسلات المصرية. يبدو الفشل المبدئي للمسلسل نتيجة منطقية لمجافاة الواقع واللهاث وراء تقديم سلعة تجارية خالصة!