2013/07/16

مؤيدون ومعارضون في الدراما السورية
مؤيدون ومعارضون في الدراما السورية

 

بشار إبراهيم – الحياة

 

 

سرعان ما بدأت ملامح الموسم الدرامي السوري هذا العام، تتضح وتنكشف عما كانت تعد به على مدى أشهر من الترقّب والانتظار. ليس ذلك غريباً على أيّ مهتم بالشأن الفني. أضف هذا العام المهتمين بالشأن السياسي الذي بات لازمة لا بدّ منها في التلقي والمشاهدة، وقد صار الحدث السوري عنصراً لا بد من تلمسه في الدراما السورية، التي استطاعت منذ عقدين تأكيد حضورها الراسخ، بوصفها دراما تلتقط الحدث الحار.

 

تختلف الأرقام، ما بين مصدر وآخر، بشأن الكمّ الإنتاجي الدرامي السوري، وهل تقدّم أم تراجع؟ الناقد الفني الخبير بالدراما السورية ماهر منصور، يؤكد أن الكمّ الإنتاجي ازداد هذا العام نسبياً عما سبق، ويقول إن 8 مسلسلات فقط، صوّرت خارج سورية، على رغم كل ما تشهده سورية من حرب طاحنة، تكاد لا تترك إلا القليل من مناطقها بعيداً من دوي القــذائف، وحـمّى الاشتباكات، الأمر الذي يعني أن غالبية الأعمال الدرامية السورية صوّرت في 3 مناطق من سورية (دمشق، السويداء، طرطوس)، ضمن شروط خاصة جداً.

 

وبناءً على ذلك، ووفق منصور دائماً، فإن تنوّعاً وافياً في الموضوعات حضر. هل من الغريب أن نعلم أن الدراما السورية أنتجـــت هذا العام 11 عملاً كومـــيدياً، و6 أعمال تنتمي إلى البيئة الشامية، وعدداً من المسلسلات التي تتناول قضايا اجتماعية، وفي خضمها أعمال ابتعدت من تناول الأزمة السورية، بينما قاربت الأزمة 6 مسلسلات، منها 4 أعمال تعاطت مباشرة معها، بأشكال وطرق مختلفة.

 

المشاهدة الراصدة للأعمال الدرامية السورية ستفضي إلى العديد من الاستخلاصات، لعل أولها وأهمها أن ليس هناك من عمل درامي سوري يمكن تصنيفه في شكل حاسم ما بين مؤيد تماماً، أو معارض تماماً! طبعاً يمكن العثور على عمل لا يستطيع إرضاء المؤيدين تماماً، كما يمكن العثور على عمل آخر لا يمكنه إرضاء المعارضين تماماً.

 

وفي هذا الإطار، نرى أنه حتى الحضور المكثّف لصور الرئيس السوري، أو إبراز العلم السوري ذي النجمتين، في خلفيات وتفاصيل العديد من المشاهد، لن يكون كافياً للقول إن هذا العمل مؤيد، تماماً كما لا تستطيع حوارات تذهب إلى أسئلة الموالاة والمعارضة، الجزم بأن هذا العمل معارض.

 

الأكيد أن من يــروم الجزم بانتماء محدد لعمل درامي سوري، لن ينجح تماماً، ولن يبعث في نفسه الطمأنينة. يزيد في ذلك أن ثمة خليطاً من فنانين مؤيدين ومعارضين، سيتواجدون في المسلسل الواحد. إنها لعبة الدراما التي برع بها السوريون، كما يقول ماهر منصور، فلا هم أفلتوا الواقع، ولا خضعوا لتصنيفاته القاطعة.