2013/07/15

عن رمضان وموسمه التلفزيوني
عن رمضان وموسمه التلفزيوني

 

راسم المدهون – الحياة

 

 

يلاحظ من يقرأ خريـــطة دراما رمـــضان هذه السنــة حضور الكوميديا في شكل لافت، بعدما غابت تقريباً في المواسم الرمضانية الماضية.

 

الكوميديا – خصوصاً في شهر الصوم – تبدو حاجة ماسَة أكثر من أي نوع درامي آخر لأسباب تبدأ بحالة المواطنين العرب ولا تنتهي بمناخات القيظ التي يعيشونها. مع ذلك لا يمكننا منذ اليوم الأول إعطاء أحكام نقدية على ما شاهدناه من تلك الكوميديا وهو يقتصر على الحلقات الأولى، ونترك ذلك الى ما بعد انتهاء عرض الأعمال كاملة، لتكون الرؤية واضحة وواقعية.

 

ما يهمُنا هنا هو الإشارة إلى مسألتين نراهما مترابطتين:

 

الأولى تراجع نسب مشاهدة المواطنين العرب عموما للأعمال الدرامية هذه السنة، بل حتى تراجع الاهتمام بالدراما على نحو لم تشهده أية سنة خلال العقد الماضي لأسباب تتعلق بالتأكيد بالحياة العربية ذاتها، والتي تشهد تطورات عاصفة في غير بلد عربي.

 

أما المسألة الثانية فهي ضمور الإنتاج الدرامي ذاته بالمقارنة مع السنوات الماضية عددياً، أي أننا عموماً في حالة تراجع إنتاجي على الصعيد الكمي على الأقل.

 

مع ذلك لا بد من الإشارة هنا إلى جديد جميل يقدمه بعض القنوات الفضائية العربية ويتصل بشهر الصوم ذاته. نشير هنا الى أكثر من فضائية، وخصوصاً قناة «العربية» التي تقدم يومياً أكثر من فقرة تلفزيونية عن هذا الشهر، وتحديداً تلك التي تتعلق بصحة المشاهدين وما يـــنـــاسب صــومهم مــن أطعمة ومشروبات.

 

نــقول ذلك لأن مــواسم العــروض الرمضانيــة عوّدتــنا طويــلاً على ضمور كل ما يتعلَق بشهر الصوم، والجنوح أكثر نحو كثافة مواد التسلية والترويح عن المشاهدين على نحو تكاد معه تلك العروض تكون منشغلة بالتسلية تماماً فيما يقتضي المنطق وجود التوازن بين الموضوعات جميعها.

 

ملاحظات نسوقها مع أيام رمضان الأولى التي تأتي في أجواء شديدة الحرارة عموماً، وفي ظروف عربية استثنائية وبالغة التعقيد، ونراها تحتاج بالضرورة لمستوى تلفزيوني مختلف وأكثر مواكبة وفاعلية، ذلك لأن التلفزيون أكثر من أي وسيلة إعلامية أخرى يبدو المؤهل لهذا الدور قياساً الى حضوره في حياتنا.