2013/07/14
سامر محمد اسماعيل – تشرين
أكثر ما يميز موسم الدراما التلفزيونية لهذا العام هو قدرة معظم الأعمال السورية على تجاوز عقدة النجم، فأغلب ممثلي الصف الأول الذين تراجعوا إلى الخلف في موسم 2013 تركوا المجال واسعاً أمام نخبة جديدة من الوجوه الشابة التي اقتحمت المشهد الدرامي،
فالنجومية في الدراما السورية لا يمكن عدّها ملزمة على الدوام، فهناك دائماً قدرة لدى صناع العمل الدرامي على صياغة نجومهم، بل هناك جرأة لافتة على صعيد تقديم أسماء جديدة، والمغامرة بما كانوا يسمون «ضيوف الشرف» ليكونوا في مقدمة الوجوه التي تصدرت «تترات» أعمال هذا العام، إذ يبدو أنه من محاسن الأزمة على الدراما السورية أنها ساعدت على إزاحة الكثير من ممثلي الصف الأول عن بطولة مسلسلات هذا العام، بعد أن كنا نشاهد تكراراً عجيباً غريباً لهؤلاء في أكثر من عمل وفي موسمٍ واحد، ما ترك مجالاً للتنويع في الوجوه، والخروج من هيمنة عقود التوزيع التي كانت تلزم الشركة المنتجة بوجود النجوم أثناء بيع هذه الأعمال على رأس قائمة أبطال المسلسل.
من هنا تجتاز الدراما لهذا العام عقبات عدة في مواجهة جمهور ينتظر منها الكثير، ويراهن على جرأة فنية واجتماعية تضعه مرةً أخرى في محاكمة نقدية لواقع الحال السورية، فمع بروز زوال سيطرة النجوم على شارات الأعمال التلفزيونية تتخلص الدراما من كليشيهات الوجوه التي كانت على مر عقدين من الزمن تقفز من مسلسل إلى آخر من دون أي شعورٍ بالذنب، ما يمهد الطريق من جديد إلى تمرد ذاتي في جسم الدراما، وتنظيف لابد منه لكراكيب المخيلة الجماعية لجمهور المشاهدين، فثمة جيل جديد يستحق الوصول، ولديه كامل عدته الفنية لاختراق حاجز النفي الذي كان يعانيه في ظل سطوة الأسماء الكبيرة، وتحكم شللها بأدوار الصف الأول والثاني، ليستعيد الضيوف شرفهم بالعبور إلى نجوميتهم المؤجلة..