2013/07/05
رنا بدري سلوم – تشرين
لم يكن تنفيذ مهمتها أقل صعوبة من تنفيذ مهام حماة الديار, فبالرغم من الضغوطات التي مورست على إعلامنا السوري ومحاولات تضليل الرأي العام العربي والعالمي وإسكات صوت الحق,
كانت الإعلامية يارا صالح من ضمن الإعلاميين الذين بذلوا جهوداً توازي جهود من هم على خط النار في خطوط التماس, دفاعاً عن وطنهم وتحقيقاً لهدفهم في كشف زيف القنوات المغرضة التي كانت تتفوق عليهم بالعدة والمال, لكنها لم تقف أمام إرادتهم ولم يتراجعوا خطوة واحدة ليحاربوا بطريقتهم ببسالة كل من موقعه لتوازي أثر كلمة الحق التي يضحون من أجلها أثر طلقة الرصاصة.
فالبعض من زملائها قدموا أنفسهم قرابين على درب الشهادة وسطروا بدمهم حقيقة قضية ناضلوا من أجلها, وبقيت يارا صالح الشهيدة الحية بعد أن تم إنقاذها من أيدي الإرهابيين أعداء الحق والحقيقة لتبقى كالعديد ممن يسير على النهج النضالي كي لاتذهب دماء زملائها سدى وكي يبقى وطنها في حماية أبنائه الأوفياء.
تجربة.. حياة
قناة الإخبارية السورية التي قدمت سبعة شهداء, كما نوه مدير القناة, تحولت من قناة شهداء إلى قناة شهادة بعد تعرضها لعمليات إرهابية متعددة منها محاولة خطف الزميلة يارا صالح مراسلة القناة وفريق العمل أثناء قيامهم بمهمة في منطقة التل, فرجعت يارا إلى المنطقة نفسها لإكمال تقريرها في اليوم التالي بعد تحرير الجيش العربي السوري للفريق المخطوف.
وعند سؤالنا لها عن أهمية ما تقوم به في تأدية واجبها الإعلامي وتعرض حياتها للخطر قالت: لايوجد إعلام حيادي وهناك فرق بين الحيادية واللاانتماء ولايوجد إعلامي غير منتم إلى قضيته ونحن في فريق العمل نقوم بعملنا المهني بموضوعية لنقل الحقيقة إلى الجمهور.
إعلام حربي
وتبين صالح أن سورية كانت دائماً قريبة من المقاومة كنهج سياسي فهي تدعم المقاومة شعباً وقيادة.
وقد أثبت الإعلام السوري أنه قادر على أن يكون إعلاماً حربياً بامتياز لأن ما فرضته هذه الأزمة عكس تلك الحقيقة, فأثبت الإعلاميون الحربيون السوريون كفاءتهم في أداء هذه المهمة لأسباب تتعلق أولاً بالانتماء للوطن وثانياً بتغير نوعي بالإعلام توافق مع هذه الأزمة والتي سمحت للكوادر الإعلامية المهمة أن تظهر على حقيقتها.
ولابد لأي إعلامي سوري أن يكون منتمياً للوطن بكل ما تحمل الكلمة من معنى, وإضافة لمهاراته الإعلامية عليه أن يتحلى بأخلاقيات المهنة والجرأة والشجاعة حينها سيخلق من نفسه إعلامياً حربياً, وإن هذه البذرة التي تخلق إعلامياً مناضلاً موجودة في المواطن أو الإعلامي السوري.
مسؤولية الحماية
كما نوهت صالح بأننا حتى الآن نفتقر في منظومة إعلامنا السوري إلى مجموعة من القوانين التي تنظم عمل الصحفيين وعلاقتهم مع أي جهة, وعبّرت صالح في ختام حديثها عن شعورها بالفخر لاستشهاد زملاء لها في الإخبارية التي توجته أميرة الشهداء يارا عباس باستشهادها أثناء تأدية عملها كمراسلة حربية في منطقة القصير.