2013/07/05
فؤاد مسعد – الثورة
على الرغم من الصعوبات والظروف التي قد تعرقل التصوير هنا أو هناك إلا أن الدراما السورية سارت نحو الأمام ولم تتوقف ، كما اشتهى لها البعض ، وصورت أعمالاً متنوعة وإن جاء عددها أقل من سنوات سابقة
إلا أن العدد الإجمالي للإنتاج الدرامي وسط ما يحدث حالياً في سورية وفي الوطن العربي يعتبر رقماً مقبولاً ، لا بل جاء ب (كم) أكبر من العام الماضي ، كما استطاعت (الدراما السورية) أن تربح الرهان وتبقى الرقم الصعب بين ما ينتج على الساحة العربية . ومن هذا المنطلق وقبل كل شيء ، لا بد من رفع القبعة احتراماً لكل من عمل في مواقع التصوير ابتداءً من المخرج والممثلين وحتى أصغر عامل ، فكل هؤلاء لهم الفضل في جعل درامانا منتشرة على الشاشات ومحققة لتواجد مهم ومُتقدم .
إنها الدراما التي قامت على أسس متينة بناها الرواد بعرق وجهد وتضحية ، فهناك من افترش يوماً أرض الممرات الضيقة خلف خشبة المسرح لينام ، ومن رهن ما يملك ليقدم عمله مراهناً على نجاحه ، وهناك الكثير من الحكايات التي يمكن لدى سماعها معرفة سبب قوة الدراما السورية وقدرتها على مواجهة المصاعب ووقوفها على أرض صلبة ، قد تصيبها هزات وحتى أمراض ولكنها تبقى راسخة ، فلها تاريخ يضرب بجذوره عمق الأرض ، كما استطاعت أن تماشي بتطورها الزمن.
إذاً ستكون المسلسلات السورية حاضرة وبقوة على الشاشات العربية في رمضان القادم ، محافظة على المكانة التي وصلت إليها مكرسة فكرة أنها لاتزال منافس شرس وعنيد . واللافت هذا العام أن هناك تنوعاً في الإنتاج ، وإن طغى جانب على آخر ، ولكن لن تظهر الأعمال بثوب واحد ، لا بل هناك أعمال أضاءت على الأزمة الحالية وغاصت في تداعياتها كاشفة انعكاساتها الاجتماعية والإنسانية ، الأمر الذي يجعل منها مطلباً جماهيرياً كما كانت في كل مرة ، وقد تم تصوير القسم الأكبر من الأعمال في سورية في حين صوّر عدد منها في بلدان عربية ، ويبقى لنا أن ننتظر انطلاق الدورة البرامجية الرمضانية لاستقراء السوية الحقيقية لما سيُقدم .