2013/06/27
فاتن دعبول – الثورة
عرفت منذ البداية كيف ترسم خطواتها بثقة ومهنية عالية ،لتنطلق بقوة نحو الأمام , فقد لفتت الأنظار إليها في الأعمال التي شاركت بها منذ مشاريع تخرجها في المعهد العالي للفنون المسرحية ،
فكانت الفرصة متاحة لاختيارها في أدوار عديدة من قبل مخرجين هامين حضروا عروض مشاريع التخرج رغبة منهم في دعم المواهب الجديدة والاكاديمية منها على وجه الخصوص لرفد الدراما بالوجوه الشابة المتميزة .. إنها الفنانة أريج خضور التي تحدثت بداية عن جديدها ، فقالت :
هناك العديد من الأعمال التي شاركت فيها هذا العام منها مسلسل (حائرات) إخراج سمير حسين وأقوم فيه بدور سوسن ابنة احدى العائلات الثرية لكنها تعاني من السمنة الزائدة ،ما يشكل عائقاً أمام فرصتها في الزواج و ما يزيد الأمر سوءاً الخلاف الدائم بين والديها ولكن بعد محاولات عديدة تحظى بزوج المستقبل , ويقف العمل عند مشكلة المرأة بالمجتمع و خصوصاً ما يتعلق منها بقضية العنوسة و سوسن فتاة عانت من هذه المشكلة واللافت في المسلسل أنه يقدم رسالة هامة تحمل في مضمونها أن الجمال ليس جمال الشكل بل هو الخلق الطيب وجمال الروح . أما في مسلسل (في قلب اللهب) فأجسد دور علا التي يستشهد أخوها في طريقه إلى حلب من جراء تفجير في الحافلة التي تقله و هو الولد الوحيد لعائلتي و نتيجة فقده تعيش العائلة حالة من الخوف و القلق ما دفع والدي للزواج من أخرى عله يحظى بولد آخر .
وكانت لي فرصة المشاركة في الجزء الثاني من مسلسل البيئة الشامية (زمن البرغوت) إخراج أحمد ابراهيم أحمد في دور عليا , وفي (طاحون الشر) إخراج ناجي طعمة بدور قمر التي تأتي من بعلبك مع عائلتها وهي الفتاة الواثقة من نفسها والشقية تعيش في عائلة وتعاني صراعات الخير والشر . وهناك مشاركة في مسلسل (التالي) اخراج تامر اسحق ، ولي حضور في ثلاثية (الصمت) ضمن مسلسل (تحت سماء الوطن) إخراج نجدة أنزور حيث أقوم بدور ربا التي تعمل مضيفة طيران تعيش في دبي ومتزوجة من رجل اماراتي دون علم والدها الذي يتزوج ثانية وتطرد هي من عملها نتيجة مشكلة مع احدى المضيفات , والمسلسل عن تبعات الأزمة في سورية .
ـ كيف يتم اختيارك للدور خاصة أن هناك تنوعاً في أدوارك ؟
أول ما يشدني في الشخصية عوالمها النفسية فلا أحب التكرار وما يهمني هو الرسالة التي تحملها وفي الآن نفسه انا ضد أي دور مؤذ للمجتمع كأدوار الخيانة الزوجية والغدر والكراهية , وتشويه الحب بمعانيه فلا أحب تعويد العين على هذه المفاهيم المشوهة بل تكريس مفاهيم الأمان , الحب و الشفافية و إن كان هناك ما يدعو لطرح الأمور السلبية فلا بد من التنبيه إلى مخاطرها .
ـ هل يؤثر الدور الجريء على الممثل ؟
لا شك أن الدور يعطي انطباعاً معيناً عند الناس لذا أنا ضد الأدوار الجريئة و خصوصاً ان الأعمال غالباً تعرض في رمضان اضافة إلى أن الأعمال الدرامية تشاهدها العائلة جميعها و علينا مراعاة هذا الأمر فنحن أولاً و أخيراً مجتمع عربي و ان أردنا التحرر فليكن في فكر الإنسان و ليس في إباحيته ويمكن ايصال الفكرة بالإيحاء.
ـ يعاني العديد من الخريجين قلة الفرص .. وأيضاً الأجور ، فكيف تفسرين هذه الظاهرة ؟
يجب أن تؤخذ هذه الأمور بجدية كاملة فإن كانت الأولوية لمن لهم باعٌ في الوسط الفني فللخريج مكانته أيضاً و هنا لا نلغي دور الموهبة لكن الدخيل يجب أن يستبعد و في الآن نفسه يجب أن تكون الأجور مجزية ليعطي الفنان أفضل ما عنده فهو لا شك يستحق لكن للأسف هناك بعض الأكاديميين يكرسون هذه الظاهرة و يقبلون بالقليل حتى يحظوا بفرصة قد تأتي أو لا تأتي .
ـ كيف ترسمين مشوارك المستقبلي ؟
أتمنى أن يكون لدينا مشروع فني شامل ينهض بالمسرح و يخرجه من ركوده و يعيد له ألقه , وأشعر دائماً بالواجب والمسؤولية تجاه بلدي سورية فقد أعطانا الكثير وعلينا أن نفيه جزءاً من حقوقه علينا .
ـ هل حقاً باتت مسارحنا خاوية على عروشها ؟
المسرح حبي الدائم و بالنسبة لي يستحق الأولوية بجدارة لكن المحزن أنه يعيش أزمة حتى يكاد يختفي ما خلا بعض المحاولات لإحيائه ، إنه يحتاج دعماً مادياً ليستعيد ألقه من جديد فهو يمثل ثقافة وفكر وحضارة الشعوب والأمر عينه ينطبق على السينما فهي عشقي الثاني .