2013/06/21

وسيم السيد: لدينا كفاءات عالية .. وقادرون على إظهار الكثير من النجوم
وسيم السيد: لدينا كفاءات عالية .. وقادرون على إظهار الكثير من النجوم


فؤاد مسعد – الثورة

في تجربته التلفزيونية الأولى في سورية يقدم المخرج وسيم السيد عملاً درامياً جديداً بعنوان (روزنامة) تأليف سيف رضا حامد، قوامه جيل الشباب عبر تقديم نماذج من طلاب الجامعة.

فبعد تحقيقه عدداً من المسلسلات خارج سورية، إضافة لأفلام سينمائية، يخوض تجربة تصوير عمل كامل منفصل متصل الحلقات في الجامعة بحيث تطرح كل حلقة أو اثنتين منه المشكلة وحلها ، عبر الغوص في عوالم مجموعة من الطلاب الجامعيين الذين يمرّون خلال روزنامة الفصل الدراسي بأحداث ومواقف متنوّعة .‏

تم تصوير العمل كاملاً في الجامعة وضمن هذا الإطار يقول المخرج (هو ليس «سيدكوم» لأنه غير محصور في مكان تصوير واحد ، وباعتبار أننا ندخل للجامعة فنتنقل بين الكليات من مكان لآخر ، وكأن الجامعة هي مدينة سينمائية كاملة نصور ضمنها) .. حول خصوصية العمل ومدى اختلافه عن أعمال أخرى كان لنا هذا اللقاء مع مخرجه وسيم السيد :‏


ـ هناك أعمال تناولت هذه الشريحة فسلطت الضوء على السلبي منها وكرست بعض القيم السلبية عن قصد أو عن دون قصد .. فما المقولات المطروحة هنا ؟..‏

لا أريد مقارنة عملي بغيره من الأعمال، فعندما يعرض المسلسل سيراه الناس ويقيمون سويته ، كما أن الرقابة في التلفزيون السوري منحته تقديراً جيداً جداً (ممتاز) ، وجاء في تقييمه الورقي أنه عمل جماهيري من الدرجة الأولى وراق جداً ، وهذا التقرير لم يأخذه فقط في سورية وإنما في الكويت وقطر دبي ، وقد تم تسويقه .‏


ـ إلى أي مدى علاقة الجيل الشاب بالأنترنيت والفيسبوك حاضرة في العمل ؟ .. وهل هناك خطوط درامية بنيت على هذا الأساس ؟‏

(الفيسبوك) موجود مع بداية ونهاية كل حلقة ، فالشلة لديهم صفحة على الفيسبوك يضعون عليها انتقاداتهم والمشكلة التي تجري معهم كل يوم وعندما يظهر الحل معهم توضع صورة جماعية ويُكتب عليها تعليق ليشكل ختام الحلقة .‏


ـ قلت إنه يتم طرح المشكلة وحلها.. ولكن هل الفن مطالب بطرح الحلول ام بإثارة الأسئلة ؟‏

من الممكن ترك الحل مفتوحاً، ولكن بما أننا نتناول موضوعات لفئة معينة فينبغي أن يتم التوجيه نحو الاتجاه الصحيح ولا يترك الحل مفتوحاً ، فكنا نجد الحل في الحلقات للمشكلة المطروحة .‏


ـ كيف تجلى حضور الأزمة الحالية في العمل ؟‏

بما أننا صورنا العمل ضمن أجواء الأزمة الحالية فكانت أصوات القذائف التي تسقط في مناطق قريبة منا أثناء التصوير مسموعة ، الأمر الذي قد يراه البعض معرقلاً للتصوير ولكنني أصررت على استكمال التصوير لنعيش الجو الحالي في المسلسل ، وبالتالي ستستمع لصوت القذائف في العمل.‏

فمنذ الحلقة الأولى وحتى الأخيرة لدينا ورقات روزنامة فعلى سبيل المثال الحلقة فيها ثلاثة أيام نرى ورقة روزنامة بهذا التاريخ وكل يوم يمر تسقط معه ورقة منها ، فالتاريخ موجود بأننا في هذا الوقت بالذات ، وبالتالي لايمكننا الهرب من هذه المشكلة وإنما نحن موجودون فيها وهي تظهر ضمن الجو العام . وحتى صاحب الكشك كانت تأخذ زوجته منه مصروفاً أكبر لأنهم يسكنون في منطقة فيها نازحون أتوا من أماكن أخرى ، لكن في النهاية هم ينزحون أيضاً .‏


ـ مَن الجهة مُنتجة العمل ؟‏

لم يكن هناك جهة منتجة للعمل ، وإنما قررنا نحن (مجموعة من الشباب) أن نقدم على هذه الخطوة ، وكان المسلسل هو أول عمل سوري يصور في هذا الموسم ، ونحن مجموعة شباب جمعنا بعض المبالغ مما لدينا ورهنا عقارات لننتج العمل ، وكانت هناك رعاية من إدارة الجامعة فسمحوا لنا بالتصوير فيها مجاناً وخفّضت نقابة الفنانين المبلغ المتوجب أن ندفعه للنصف ، وكانت هناك مساعدة كبيرة من التلفزيون السوري عبر شراء العمل وتقييمه سريعاً. فأوجه الشكر لهم كلهم ولغرفة صناعة السينما . أما حول تسويق العمل فبعد أن أنجزناه وبما أنه ليس لدينا باع في التسويق بعناه بسعر التكلفة لأحد المنتجين السوريين الموجود في الخارج ليقوم بتوزيعه .‏

وضمن هذا الإطار لابد من التنويه إلى أن هذا المشروع يحمل الكثير من الخصوصيات ، فكان العمل لأحد الشركات لكنها توقفت عن إنتاجه ثم أتت شركة وحاولت أخذه ، وكان أمامنا إما أن نبدأ التصوير أو ستذهب الفكرة لجهة أخرى كي تقدمها ، فأصررنا بجهود شخصية جداً وتحد كبير أن نبدأ التصوير قبل (العيد الكبير) بخمسة أيام لنقول إننا موجودون وانطلقنا فعلاً كي لا يأخذ أحد الفكرة واستمررنا وأكملنا العمل.‏


ـ إلى أي مدى كانت هذه المغامرة محسوبة النتائج ؟‏

طالما أن هناك إيماناً وثقة بما نقدم فلن نخاف النتائج .‏


ـ يقدم العمل عدد من الكركترات .. (مازن عباس ، جهاد سعد ..) هل كان هناك حرص على تقدم (الكركتر) لأنه قد يشكل أسلوباً لجذب الجمهور ؟‏

الموضوع ليس موضوع (كركتر) ، وإنما هناك شخصية صاحب مكتبة في الجامعة وكان السؤال، كيف يمكن أن يكون شكله ؟.. فأحببت أن أظهر الشخصيات بشكل بعيد عما سبق وتم تقديمه في أعمال أخرى ، فعلى سبيل المثال صور معي الفنان مازن عباس في فيلم (نخاع) وكان مختلفاً عن كل ما قدمه ، وشخصيته في (روزنامة) مختلفة عن كل ما قدمه ، وعلى العموم أفضل أن يظهر الممثل معي بإطار مختلف عما ظهر عليه في أعمال أخرى شكلاً وأداءً وحساً ، وبالنسبة إلي فإنني أشتغل على الممثل من هذه الناحية .‏


ـ أبطال العمل من الشباب الجدد وخريجي المعهد المسرحي .. فكيف جاء التعامل معهم ؟ أكان أكثر سهولة أو سلاسة من التعامل مع النجوم ؟‏

ضم العمل خريجين من المعهد العالي للفنون المسرحية ونقابيين وهناك من يقف للمرة الأولى أمام الكاميرا ، وبالتالي كان الأمر بالنسبة إلي فيه شيء من الصعوبة لآخذ منهم ما أريده تماماً ، رغم أننا كنا نصور في الشتاء فكان النهار قصيراً وبالتالي تصويري اليومي من الساعة العاشرة صباحاً حتى الرابعة عصراً ، فالعمل كله نهاري وليس فيه مشاهد ليلية لأنه يصور في الجامعة ، أي أنه كان أمامي ساعات عمل محددة يومياً وخلالها ينبغي إنجاز عدد معين من المشاهد ، خاصة أنه لم يكن معنا جهة منتجة لتعطينا أياماً أكثر للتصوير ، فكان أمامنا (34) يوم تصوير وأي خطأ فيها يشكل كارثة مالية ، فسعينا لإنهاء التصوير في الوقت المحدد الأمر الذي شكّل صعوبة كبيرة ، ولكن كان هناك استجابة رائعة من الشباب المشاركين معنا وتفاجأت بأشخاص يقفون أمام الكاميرا للمرة الأولى لكنهم أعطوني نتيجة مهمة .‏


ـ ولكن درجت العادة أن وجود النجوم يسهل علمية التسويق ؟‏

العمل بالنسبة لنا كشباب عمل فني وليس ربحياً، حتى أننا لم نطلب أرباحاً وإنما أن تعود لنا التكلفة التي وضعناها إضافة إلى أجورنا . والسؤال : كيف سأقدم في بلدي مجموعة من النجوم والوجوه الجديدة إن لم نقدم على هذه الخطوة ؟.. كما أن جزءاً من النجوم الذين يسوقونهم خارج البلد ، ومنهم من يشترط التصوير في لبنان أو في أماكن أخرى خارج سورية ، في حين أنه لدينا كفاءات عالية من الشباب وخريجي المعهد المسرحي.‏

النجوم اليوم سبق أن كانوا خريجين جدداً، فلماذا لاأعطي الفرصة للجدد كي يظهروا على الساحة ويصبحون نجوم الغد ؟.. طالما أننا كسوريين قادرون على إظهار مجموعة كبيرة من النجوم وإعطائهم الفرص.‏