2013/06/21
بديع منير صنيج – تشرين
تعد من الفنانات القادرات على الانخراط بشخصياتهن حتى النهاية، لدرجة أنك في بعض الشخصيات قد تكرهها لشدة لؤمها وكيدها، وفي أخرى لا تمتلك نفسك من التعاطف معها، والانجذاب إلى كل ما تقوله وتفعله، إذ إنها تمتلك من الجاذبية الفنية الكثير، إضافة إلى موهبتها وقدرتها على تسخير مفردات أدائها، في هذا الحوار نحاول استطلاع بعض آرائها عن ابتعادها عن المشاركة في الموسم الحالي فضلاً عن رأيها في واقع الدراما السورية الحالي:
> أنت من الفنانات اللواتي لا يخشين الابتعاد عن الكاميرا وعدم المشاركة في أي مسلسل، وذلك بغية إعادة ترتيب أوراقك الفنية، ما الذي يحكم حضورك الدرامي من عدمه؟
> الخط البياني لكل ما يحكم خياراتي في هذه المرحلة، بالإضافة طبعا لاجتماع الشروط الأساسية كاملة - وإن تفاوتت في درجة اكتمالها - واضح بالنسبة لي على الاقل، قمت ببعض الخطوات المدروسة جدا على جميع الصعد دراميا و فنيا بشكل عام واجتماعياً، إلى الآن الأمور متوازنة وبخير، أما عن عدم قلقي من غياب ما عن الشاشة والجمهور فهذا كلفنّي الكثير في البدايات ولاسيما أنني كنت أختار الشخصيات التي تحفر في الذاكرة بمعظمها (ليس مطلقاً بالتأكيد)، فاليوم ما زلت استقبل رسائل إعجاب عن مسلسل «بكرا أحلى» مثلاً، أو ممرات ضيقة أو الحصرم الشامي وغيرهم.
> قلت مرة إنك تعتذرين عن الدور إذا لم تجدي فيه ما يغريك ويستفزك كممثلة وكإنسانة، كيف تؤثر شخصيتك الحقيقية في مستوى أدائك التمثيلي؟
> هذه حقيقة، أحتاج لحالة استفزاز معينة وشحنة كبيرة تقودني الى تجسيد شخصية ما، ليس فقط على مستوى النص والإخراج، بل ماذا يريد هذا العمل أن يقول؟ وما هي فكرته؟ ولمن يريد إيصالها؟ الهدف الغاية والتوقيت لإيصال ما يريد؟
في هذا الموسم ومن سوء الحظ لم يتم الاتفاق على أكثر من عمل مع محبتي الكبيرة للأساتذة من الإخراج: سمير حسين، رشا شربتجي، باسل الخطيب، مؤمن الملا، حزنت لابتعادي غير المقصود وأنتظر فرحة العرض لكل الاعمال السورية وأن نقوى بها و بنجاحها، هكذا تؤثر شخصيتي الحقيقية، الحب المجرّد من أي عاطفة أخرى، الابتسامة لكل الأعمال السورية ولكل المشاركين فيها، وقبلة على جبين الجميع ممن تعبوا ولاسيما داخل الأراضي السورية الحبيبة لمعرفة الجميع بصعوبة الظرف.
> لم تنجرفي وراء موضة «الممثلة الموديل» رغم أنك من الممثلات الجميلات، وذلك لأنك تقولين دائما أنه ينبغي التركيز في الحالة الإنسانية في الدراما أكثر من تسويق الفنانات ليقدمن عرضاً للأزياء.. كيف تعملين على إحياء الشخصية المكتوبة وما مرجعياتك في ذلك؟
> أستطيع أن أكون موديلاً في كل شيء، أي شيء، إلا على حساب شخصية مرسومة بملامحها وهويتها مسبقاً، ومقدمة لي لأضيف عليها كل ما أمكن بعد تصديقها، والوصول لها تماما كما هي لا كما أريد أن يكون شكلها، هي أمانة من كاتب أو كاتبة النص وستصل بأمانة مني لكل من سيشاهدها.
> ذكرت في إحدى لقاءاتك أن أكبر مشكلات الدراما السورية هي الاستسهال في التمثيل والإخراج إضافة إلى غياب ثقافة رأس المال المنتج للمسلسلات السورية، كيف توصفين الواقع الدرامي الحالي، ولاسيما في ظل دخول المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني جهة منتجة تنتمي للقطاع العام؟
> لاشك في أن وجود المؤسسة العامة للإنتاج فتحت مساحات جيدة للعقول المختصة في هذه الصناعة من جميع الاختصاصات وباتت نتائجها واضحة على الارض، لكن هل يكفي هذا؟
كفّة الميزان يجب أن تميل دائما الى الجانب الممتاز لكيلا نشعر كثيرا برداءة السيئ أو بمرور العادي، في جميع الأحوال أكرر، قبلة على جبين كل من سعى وتعب وقرر وعمل لتبقى الدراما السورية موجودة رغم كل الظروف.
> في رأيك هل الدراما تعيش الآن أزمة أم إنها تعيش على هامش الأزمة ولماذا؟
> الأزمة والدراما السورية لا ينفصلان، القضية فقط حجم التأثير ولونه وإلى أين أخذ البعض، وإلى أين البعض الآخر يأخذ أزمته، لست بصدد تقييم ولا مكاشفات، من كل زوايا الكأس.. هناك إيجابية ما أحاول دائماً أن أراها لعلّنا نتعلم شيئاً لمصلحة هذا الوطن.
في المحصلة النتائج هي من تحكم الجميع. شهداؤنا سوريون ودمهم الطاهر طبع على جبهتنا وحفر في تفاصيل جيلنا، أي في التاريخ الذي يُصنع اليوم أمام أعيننا، سوريتنا نعمة من الله، وإن لم يقدّرها البعض لكنها نعمة وستبقى.