2013/06/21

هشام سليم: هاجموا برنامجي "حوار القاهرة" قبل بثه
هشام سليم: هاجموا برنامجي "حوار القاهرة" قبل بثه


رفيف الخليل – دار الخليج


شكل نقطة مهمة في الفن المصري، ولم تكن شهرته لتحصل لولا عشقه الكبير للتمثيل، فسجل الفنان هشام سليم حافل بأدوار طبعت في ذاكرة الجمهور العربي وأحبه من خلاله، وهو اليوم يلوم ويعتب على الفن والقائمين عليه الذين استغلوا ما تمر به مصر ليخنقوه فنياً، الأمر الذي جعله يتجه إلى التقديم في قناة “سكاي نيوز عربية” كنقلة جديدة تشعره أحياناً بالغربة، والشوق إلى فنه . بصراحته المعهودة تحدث هشام سليم في السطور التالية، حيث نقرأ أمله وإصراره على مواصلة الطريق رغم الصعاب والتحديات التي تواجهه .

كان لافتاً ملاحقة الجمهور لك أثناء وجودك في دبي، أخبرني هل مللت من هذه الأجواء أو أرهقتك؟


- لا أبداً، عشت هذه المحبة من الصغر مع والدي صالح سليم الذي رباني على احترام الناس وتقديرهم، وكانت أمنياتي تكبر شيئاً فشيئاً بهذه المحبة التي عاشها والدي قبل وفاته، ومازلت أسير على نهجه بكل سعادة ورضا، لكن يحدث أحياناً أن أشعر بالإرهاق والتعب والإجهاد من تبادل الأحاديث والوقوف مع الناس، ولأن هناك من يجلس ساعات طويلة لأنه يحبني ويريد التقاط صورة معي، واحتراماً لهذه المشاعر أتجاوب مع الجميع بصدر رحب .

تقوم بدور المذيع لأول مرة في البرنامج الأسبوعي “حوار القاهرة” على قناة “سكاي نيوز عربية”، كيف كانت ردود فعل الجمهور على هذه التجربة الجديدة؟


- هوجم البرنامج قبل بثه وعرض الحلقة الأولى على مواقع التواصل الاجتماعي في “توتير” و”فيس بوك”، وكتبت الكثير من التعليقات المتشائمة، فهناك من كان يعتقد أو هو واثق أصلاً بأن البرنامج لا يخلو من السب والشتم والسخونة الحوارية مادام لمحطة إخبارية، ولا أظن بعد عرض 20 حلقة منه أن من هاجمه بقي على رأيه، لأنني أناقش البرنامج بأسلوب لبق ومحترم خال من أي تجريح وشتائم .

طرحت مواضيع تمس الشارع المصري وحال المواطن وتطرقت للثورة والإعلام المصري، هل تشعر أنك قادر على إرضاء جزء من همك الوطني عبر البرنامج؟


- لا أستطيع القول هكذا ومهما تطرقت لمواضيع وتحدثت فيها، هناك هموم كثيرة ستبقى مطروحة على الطاولة حتى وإن خرجت مصر من أزمتها الحالية سوف تظهر مشكلات أخرى، والبرنامج يتناول قضية من قضايا الشأن المصري التي يحللها ضيوف ورموز فكرية من توجهات مختلفة في الرأي، ودور البرنامج الرئيس هو فتح أبواب النقاش الجاد وتبادل وجهات النظر في قالب حواري واع مبني على الاحترام وبعيد عن السخونة المفتعلة .

ألا تعتقد أن شخصيتك الهادئة لا تناسب هذا النوع من البرامج الحوارية فأنت لبق كثيراً مع ضيوفك؟


- بصراحة، قيل لي الكثير حول هذا الموضوع بأنه يجب أن أتمتع بشخصية حوارية حادة تميل إلى الاستفزاز والهجوم وإثارة الضيوف، لكنني لو كنت بهذا الشكل فسوف أخرج من شخصية هشام سليم الحقيقية، وأنا لست إعلامياً وأعتبر هذه التجربة جديدة ولا أستطيع التغيير فيها، لا أستطيع تقليد غيري أو أن أكون نسخة منه، لأنني سأفقد ذاتي قبل أن يفقدني الجمهور .

وهل فقدت جزءاً من جمهورك الذي تعود أن يراك ممثلاً؟


- أهم نقطة في حياتي قانون احترام الناس فمن دونه أفقد لا قيمتي لدى الجمهور، ومادمت لم أتغير وأنا الشخص الفنان نفسه سواء أصبح مذيعاً أو غير ذلك وسيبقى الناس يحبونني ولن يتغير شعور عامل نظافة في الشارع مثلاً تجاهي، لأنني امتهنت مهنة أخرى فقط .

لكن الجمهور يشتاق للفنان حتى لو قدم أعمالاً رديئة فهو يبقى حاضراً فنياً أمامهم؟


- أي شخص في الحياة العادية لا يحب الاستغناء عن عمله ولا أن يتقاعد هذا إن كان يحب مهنته، فما بالك بالفنان الذي يشعر بضرورة وجوده تحت الأضواء لأنه تعود عليها وعلى حب الناس واهتمامهم به، لكنني لا أستغل الأضواء لأجل الحصول على غرض تجاري مثلاً لكي أشتري بضاعة من شخص بسعر قليل التكلفة، وهذا موجود للأسف، لكنني أقيس وجودي تحت الأضواء بمدى احترامي لنفسي وإلى نوعية الأعمال التي أقدمها، ومادام الأمل موجوداً في الحياة ولديّ طاقة للعمل وخوض تجارب مختلفة، فلماذا لا أعمل؟ فهذا أفضل لي من الجلوس في البيت من دون عمل .

هل شعرت بالغربة وأنت مذيع واشتقت لهشام الفنان؟


- لا أخفي عليك أن هذه المشاعر راودتني أثناء التقديم وتحدثت إلى شخص في القناة قلت له أنا لست سعيداً وأشعر بالغربة، وطمأنني لأن القناة تقيس ردود الفعل ولها أسلوبها ومهامها في ذلك، ومدى تقبل الجمهور للبرنامج وانتشاره، وهذا واجب القناة، كما أن واجبها أيضاً توجيهي عند الخطأ وتقديم النصائح المهنية .

أفهم من حديثك أنك ستركز على التقديم أكثر من الفن؟


- لا أبداً، أنا فنان من صغري وأعشق السينما والدراما، والفن جزء مني والتمثيل في كياني وهذا الشعور متمكن مني، لكن منذ ثلاث سنوات بعد أسبوع واحد من الثورة، اتصل بي أحدهم وقال لي: “هل ستخفض أجرك؟”، رفضت فأجاب: “لماذا تصر على هذا الأجر ومصر تعيش ثورة؟” . وبعدها فوجئت في برنامج “المسلسلاتي” خبر يقول هشام سليم رفض تخفيض أجره رغم الظروف التي تمر فيها مصر، لا أفهم هل أنا مسؤول عما يحدث في مصر كلها وخرابها؟ مع الأسف في الوقت نفسه كان التلفزيون المصري ينتج مسلسلاً لنجم كبير دفعوا له مبلغاً ضخماً بالملايين ولم يناقش الموضوع أو يسبب بلبلة، إنما أنا لا أطلب منهم سوى عشر ما يدفعونه لغيري على الأقل أشعر أن حقي ليس مهدوراً لهذه الدرجة .

هل هذا ما جعلك تبتعد عن الفن؟


- أنا لم أبتعد هم من أبعدوني، المخرجون والمنتجون والمسؤولون، وكأنهم يريدون إقصائي وإبعادي عن هذا الوسط، وهناك اتفاق معلن على تغيير أجري وقدمت شكاوى وتكلمت عن هذا الموضوع ولم يتغير شيء، وفي الوقت نفسه لم أجد بعدها عملاً يناسبني ومالي أنفقته، وكان لا بد من البحث عن بديل أفضل من الجلوس في البيت من دون عمل .

هذه العقليات المختلفة هل كانت موجود سابقاً في الفن؟


- أستطيع القول إن مصر كلها والعقول المصرية بحاجة إلى إعادة ترتيب واسترجاع العقل القديم أيام الزمن الجميل، بثقافته وأدبه وطبيعته وأخلاقه وطيبته، لأن الشعب المصري فقد أموراً كثيرة جداً، وأصبح سوء الفهم منتشراً بين أغلب الناس، وهناك من تعود على النفاق وما شابه ذلك، في حين أن هذا ليس من أخلاق المصريين ولا من أصولهم .

هل أحدث “باسم يوسف” حالة سلبية أم إيجابية عند المصريين؟


- هي حالة إيجابية طبعاً، وهي ليست جديدة بل كانت موجودة في الماضي أمثال لبلبة وإسماعيل ياسين وشقيق ليلى مراد وغيرهم الذين برعوا في تقليد الشخصيات الفنية والثقافية المشهورة، لكن الآن خفة الدم أصبحت تفهم على أنها هجوم، وهذا غير صحيح، لأن السخرية ضرورية في الفن والسياسة وكل المجالات، بشرط ألا تجلب معها التجريح المباشر والإساءة، فالأسلوب المتحضر يؤثر على المدى الطويل .

ألم تسبب لك صراحتك المتاعب؟


- صراحتي أتعبتني في حياتي العادية مع أصدقائي والمحيطين بي لأجل كلمة الحق، أتحدث بما يمليه عليّ ضميري أفضل من أن يقال عني كاذب أو منافق أو محسوب على جهة ما، أنا واضح في حياتي وسأبقى هكذا، وهذا لا يعيبني مادمت أسير في الطريق الصحيح . .