2013/06/21
راسم المدهون – الحياة
تعليقاً على انتشار الدراما العربية بكثافة في عصر البث الفضائي، قيل أن العربي بات مواطناً درامياً بامتياز. هذا القول على رغم مجازيته يتحول إلى نوع من الواقع خلال شهر رمضان من كل سنة، حين تزدحم الشاشات بالأعمال الجديدة التي تطغى مشاهدتها على أي نشاط آخر يمكن أن يمارسه الناس.
هنا يفرض نفسه سؤال لا بد منه عن مصير كل ما ليس دراما خلال أيام شهر الصوم: في العادة تجتهد شركات الإنتاج وحتى القنوات الفضائية في إعداد برامج متنوعة ذات ألوان مختلفة لتواكب حال «الانتباه» والمتابعة الكثيفة، ما يجعلنا ننتقل بين فضائية وأخرى بحثاً عن التسلية حقاً، ولكن أيضاً بحثاً عن كل ما يفيدنا في مجالات الحياة المختلفة. مع ذلك، فالفوضى التي تعيشها الدراما ومعها القنوات الفضائية نجد شبيهاً لها أيضاً في البرامج الأخرى: برامج تغذية ذات علاقة بالصوم وما يجب أن نتناوله. هنا يقع المشاهد في البلبلة والحيرة بسبب آراء تأتي غالباً تخمينية أو تقديرية وليست ذات طابع علمي.
الناس، ونحن منهم، يصدقون التلفزيون، خصوصاً في ما يتعلق بالبرامج التي يديرها اختصاصيون بهذا العلم أو ذاك، ولهذا تصبح المسألة أخطر وأكثر أهمية. وحينما يتعلق الأمر بالتغذية، يسارع المشاهدون للاقتناع بما يقوله الخبير الصحي في برنامجه.
ثمة عوامل كثيرة تدخل على الخط ونراها غائبة من نصائح أولئك الخبراء ومنها حال الطقس التي تختلف بين بلد وآخر، ثم فارق العمر، ناهيك بكمية الطعام التي نتناولها من المادة التي يتحدث عنها الناصح الطبي. هي أسئلة لا نعتقد أنها هامشية أو قليلة الأهمية، خصوصاً في صيام يأتي هذه السنة في عز الصيف، أي أنه يحتاج لمزيد من الماء والمشروبات السائلة، وكلها تحتاج أيضاً للسؤال والمعرفة الدقيقة. أعتقد أن برامج صحية جديرة حقاً بشهر الصوم ليست ثانوية وتفترض بالضرورة إعداداً جدياً لا ينتظر حلول الشهر ليكتفي باستضافة هذا الخبير الصحي أو ذاك، بل يستند إلى دراسات علمية تتمكن من تقديم النصائح المفيدة لمشاهد يصدق التلفزيون.